شهد قصر الفنون بساحة دار الأوبرا المصرية، أول من أمس (الأحد)، افتتاح ملتقى القاهرة الأول لفنون الخط العربي، الذي ينظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية بالتعاون مع نقابة الخط العربي وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية وقطاع الفنون التشكيلية، في الفترة من 22 وحتى 31 مارس (آذار) الحالي، بمشاركة فنانين وخطاطين من 16 دولة عربية وإسلامية حول العالم قدموا 260 عملا تمثل اتجاهات الخط العربي «الأصيل، الحديث، الغرافيك».
افتتح الملتقى وزير الثقافة المصري د. عبد الواحد النبوي، ود. محمد يوسف وزير التعليم الفني والمهندس محمد أبو سعدة رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، وفي حضور محمد بغدادي قوميسير عام الملتقى، د. حنان منيب رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، د. أحمد عبد الغنى رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الفنان مسعد خضير نقيب الخطاطين، د.محمد عفيفي رئيس المجلس الأعلى للثقافة د. سيد خاطر رئيس قطاع الإنتاج الثقافي.
وأكد وزير الثقافة في كلمته خلال الافتتاح على «أهمية تطوير فنون الخط العربي التي تتراجع أمام استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة»، مطالبا المبدعين في مجال الخط العربي بأن يقوموا بدورهم حتى يصل هذا الفن من جيل إلى آخر، من خلال الورش المستمرة وفتح المعارض الدورية لهم، كما أكد على الدعم الكامل الذي تقدمه وزارة الثقافة لفناني الخط العربي».
وعلى هامش الملتقى، أعلن المهندس محمد أبو سعدة رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، عن إنشاء خان للخط العربي ببيت السحيمي، ليكون بمثابة مدرسة لتعليم وتنمية مهارات الخط العربي للأطفال والمهتمين بهذا المجال، مشيرا إلى أن «ملتقى القاهرة يتضمن ورش عمل وندوات بحثية متخصصة للمهتمين بفنون الخط العربي».
حيث تقام على هامش الملتقى 8 ورش فنية، من بينها: تقهير الورق، التذهيب والزخرفة وحل الذهب، الرسم على الماء «فن الإبرو»، والخط القيرواني، الخط المغربي. كما يعقد على هامش الملتقى عدة ندوات متخصصة حول تطور الخط العربي وتجلياته، منها: المدارس الحروفية، القيم الجمالية في الخط وأثرها في الفن المعاصر، وموسيقى الخط العربي عند أبي حيان التوحيدي، وكيف ننهض بمنظومة الخط العربي؟
من جانبه، قال الدكتور أحمد عبد الغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية، إن «الملتقى يمثل حدثا مهما يضاف إلى الساحة الفنية المصرية، الذي سيمثل في المستقبل القريب أحد أهم الملتقيات في الوطن العربي، لما تملكه مصر من ميراث كبير في هذا الفن.
وأضاف عبد الغني أن «الملتقى فرصة للدارسين والباحثين لتوثيق فنون الخط العربي من خلال ورش العمل والأبحاث المقدمة في ندواته العلمية. وقطاع الفنون التشكيلية بالتعاون مع قطاع صندوق التنمية الثقافية سوف يقوم بعمل 30 مستنسخا من الأعمال المشاركة في الملتقى تطوف المحافظات في مراكز الشباب والمدارس وقصور الثقافة للتعريف بالخط العربي وجمالياته».
وأوضح الفنان محمد حمام عضو نقابة الخطاطين أن ملتقى الخط العربي، كان حلما يراود فناني الخط العربي منذ انعقاد أول معرض للخط العربي عام 1968 بباب اللوق، وأوصى بأن تحمل الدورة المقبلة من الملتقى اسم رائد من رواد فن الخط هو الفنان محمد مؤنس، وأن يكون هذا تقليد في الدورات المقبلة.
وشدد الكاتب محمد بغدادي قوميسير عام الملتقى على ضرورة الحفاظ على فنون الخط العربي كأحد مكونات الهوية العربية الأصيلة، وهو الخط الوحيد في كل لغات العالم الذي تحول إلى لوحة فنية مكتملة التفاصيل والأركان. وأوضح بغدادي أنه عام 1968 عقدت ندوة مهمة، للخط العربي خرجت بتوصيات لم تتحقق إلى الآن، قائلا: «نحلم خلال هذا الملتقى أن نخرج بتوصيات تضاف إلى التوصيات السابقة ونعمل جميعا على تحقيقهما». وأضاف أن «الملتقى تقدم له 109 فنانين مصريين اختارت اللجنة 74 فنانا، كما تقدم من غير المصريين 41 فنانا، إضافة إلى 16 فنانا من المكرمين وضيوف الشرف».
ومن أبرز المشاركين في الملتقى عميد الخطاطين العرب محمود إبراهيم سلامة (96 عاما)، الذي تخرج في مدرسة تحسين الخطوط الملكية بالقاهرة عام 1939. وكتب المصحف الشريف برواية حفص عن عاصم أربع مرات بخط النسخ، وهو يعكف حاليا على كتابته بخط الثلث ليدخل به موسوعة «غينيس» العالمية، كما يشارك في الملتقى 86 فنانا مصريا، و18 فنانا عربيا من الكويت، سوريا، المغرب، تونس، الأردن، لبنان، العراق، الإمارات، المملكة العربية السعودية، 23 فنانا من مختلف دول العالم، من باكستان، إيران، البوسنة، الصين، الهند، وإندونيسيا. ومن المكرمين الفنان علي عبد الرحمن البداح من الكويت، والفنان عبد الله الفوتيلي رئيس الجمعية السعودية للخط العربي.
يكشف المعرض عن غنى الخط العربي وجمالياته بأعمال حرفيين من مختلف أنحاء العالم، حيث تعكس اللوحات أنواع مختلفة من الخطوط، منها: الكوفي والثلث والنسخ، والخط الكوفي المصحفي القديم، والرقعة والجليل الديواني والديواني والفارسي. كما توضح تطور تقنيات وأساليب جديدة اتبعها بعض الخطاطين باستخدام الكلمات والحروف في الآيات القرآنية، وأسماء الله الحسني، وأيضا رسم بورتريهات للفنانين بكلمات من أغانيهم، مثل أم كلثوم ومحمد منير.
وبالتجول بين الأعمال المشاركة تتكشف أهمية الخط العربي في الحفاظ على الهوية العربية والتراث الإسلامي. وتدور الأعمال الفنية في الملتقى حول ثلاثة محاور أساسية، هي: التيار الأصيل للخط العربي، والاتجاهات الخطية الحديثة، والفنون التي تستلهم الحرف العربي مثل الغرافيك والطباعة الرقمية وغيرها.
ملتقى أول لفنون الخط العربي
يضم 260 لوحة فنية لـ127 فنانًا من 16 دولة عربية وإسلامية
ملتقى أول لفنون الخط العربي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة