رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا يوقعون اليوم وثيقة مبادئ «سد النهضة»

تتضمن التزام أديس أبابا بعدم الإضرار بمصالح مصر المائية.. وبحضور زعماء أفارقة

رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا يوقعون اليوم وثيقة مبادئ «سد النهضة»
TT

رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا يوقعون اليوم وثيقة مبادئ «سد النهضة»

رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا يوقعون اليوم وثيقة مبادئ «سد النهضة»

يوقع رؤساء كل من السودان وإثيوبيا ومصر في الخرطوم على وثيقة مبادئ سد النهضة الإثيوبي التي تحدد الأطر السياسية للتعامل مع الآثار المترتبة على قيام السد بما يحفظ مصالح الأطراف الثلاثة كافة.
ووصل الخرطوم أمس وزير الخارجية المصري سامح فهمي، وسبقه رصيفه الإثيوبي تادروس أدناهوم الذي وصل الخرطوم أول من أمس، ويجري الوزيران إضافة إلى رصيفهما السوداني علي كرتي المشاورات الختامية قبيل توقيع الرؤساء على وثيقة المبادئ. وقال سفير السودان بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيصلان الخرطوم صباح اليوم، وأكد إكمال الترتيبات لتوقيع الوثيقة في اليوم نفسه.
وحسب السفير عبد الحليم فإن الرئيس السوداني عمر البشير سيخاطب حضور حفل التوقيع الذي أعدت له السلطات السودانية تغطية إعلامية كبيرة. وتتكتم الأطراف الثلاثة على فحوى الوثيقة التي توقع اليوم، ودفع بها وزراء خارجية البلدان الثلاثة في 12 من الشهر الحالي بعد اجتماع الخرطوم بين الوزراء الثلاثة، لرؤساء دولهم لدراستها وتوقيعها. ولم تتسرب من الوثيقة المزمع توقيعها أية تفاصيل لأجهزة الإعلام، خلا تسريبات بأن مصر وإثيوبيا لم يتفقا على أن توقع الأخيرة تعهدا مكتوبا بعدم الإضرار بالمصالح المائية لمصر، فيما يلعب السودان دور الوسيط في تقريب وجهات النظر بين الطرفين. وذكرت مصادر صحافية أن إثيوبيا أبدت التزامها بالمحافظة على وعدم الإضرار بمصالح مصر المائية، وبتقديم الضمانات الكافية لذلك، لكنها ترفض تقديم تعهد مكتوب خشية تحوله لـ«اتفاقية ملزمة» على غرار اتفاقيات مياه النيل التاريخية.
وذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية «إينا» إن وزير الخارجية تادروس أدناهوم أبلغ الصحافيين عشية وصوله للخرطوم أن البلدان الثلاثة تعهدت بالالتزام بالمبادئ السياسية بعدم الإضرار بمصالح بعضها البعض وبتوصيات اللجنة الفنية الثلاثية، والمبادئ الحاكمة لعملها. وحسب أدناهوم فإن مبادئ عمل اللجنة تقوم على تأكيد حرص البلدان الثلاثة على مصالح بعضها البعض، بما يسمح بتطوير العلاقات بين الدول الثلاث، وخصوصا بين مصر وإثيوبيا. وذكرت مصادر مصرية أن القاهرة طلبت إضافة بند للوثيقة رفضه الجانب الإثيوبي، وأن جهودا ما زالت تجرى للوصول لصيغة توافقيه، وهو البند الذي يلزم إثيوبيا بـ«احترام» نتائج التقارير الفنية وليس مجرد الالتزام بها. ويغادر الرئيس عبد الفتاح السيسي الخرطوم عقب التوقيع مباشرة إلى أديس أبابا في زيارة تستغرق ثلاثة أيام لدولة إثيوبيا، يلقي خلالها خطابا أمام البرلمان الإثيوبي يطالبه بإصدار تشريع يحفظ حقوق مصر في مياه النيل حسب المصادر المصرية.
وذكرت «إينا» نقلا عن أدناهوم أن زيارة السيسي لإثيوبيا تعد الزيارة الرسمية الأولى لرئيس مصري لبلاده منذ عام 1988، وأنها تتضمن جلسة مباحثات بين زعيمي البلدين تهدف لتطوير العلاقات الثنائية بينهما، ويخاطب خلالها الرئيس الضيف البرلمان الإثيوبي. ويشارك في القمة حسب الخرطوم كل من رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، ورئيسي وزراء أوغندا ورواندا ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي دلاميني زوما، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، والمدير التنفيذي لمبادرة حوض النيل، وأمين منظمة الإيقاد (تجمع دول القرن الأفريقي).



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».