دخل حزب النور أكبر الأحزاب ذات المرجعية الدينية في مصر، معركة مفتوحة ضد جماعة الإخوان المسلمين على خلفية اتهام الحزب أنصار الجماعة بالاعتداء على قادته ومقاره، بعد نحو عامين من عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي للإخوان. وبينما قال عبد الغفار طه، عضو اللجنة الإعلامية بحزب النور إن «المؤشرات كلها تدين الإخوان»، قال ماهر فرغلي، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن «النور يقدم البلاغات في هذا التوقيت للحفاظ على حضوره بين أنصار تيار الإسلام السياسي.. وإثبات أن الإخوان جماعة منحرفة وتمارس العنف».
وتقدم «النور» بعشرات البلاغات إلى أقسام الشرطة في القاهرة والمحافظات ضد أنصار الإخوان، متخليا عن حذره في التعامل مع جماعة الإخوان، الأمر الذي عده مراقبون دليلا على إدراك الحزب أن الوقت بات مناسبا لإثبات أن «النور» يقف مع الدولة المصرية في مواجهة شغب الإخوان في الشارع، قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية، المرجح أن تنطلق منتصف العام الحالي.
وشارك «النور» في صياغة خريطة المستقبل، عقب عزل مرسي، وهو الموقف الذي أشعل الوضع بين «النور» وقوى إسلامية مؤيدة للجماعة، واتهمت جماعة الإخوان «النور» بالوقوف ضد ما سموه «التجربة الإسلامية» وحملوه مسؤولية قرار الانقضاض على الرئيس الإخواني.
ولجأ حزب النور لأقسام الشرطة خلال اليومين الماضيين لمواجهة اعتداء عناصر الإخوان على قياداته، وقدم العديد من البلاغات ضد الإخوان، وقال رئيس حزب النور، يونس مخيون: «نبلغ الشرطة.. لأننا لا نريد زيادة وتيرة العنف وننحاز للمصلحة الوطنية».
واستنكر أمين عام حزب النور جلال مرة «الأحداث الإجرامية الإرهابية المأجورة»، التي وقعت خلال الفترة الماضية، في إشارة إلى الاعتداء على قيادات حزبه، قائلا على صفحة الحزب الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «ما زالت الأحداث الإجرامية تتوالى وتتتابع ظنا من هؤلاء المجرمين أن هدف من استأجرهم ومن مولهم ومن خطط لهم سيتحقق»، مضيفا أن «آمال الجماعة الإرهابية سراب وأوهام وخيالات، فالشعب المصري يملك إرادته كاملة ويثق في قيادته، ولن ترهبه أو تخيفه تلك الأفعال الإجرامية».
وقالت مصادر في حزب النور، إن «مسلسل اعتداءات الإخوان على مشايخ وقيادات النور، بدأت بتعرض ياسر برهامي أحد رموز الحزب للاعتداء بالضرب من قبل أشخاص تابعين للإخوان بأحد المساجد في منطقة العمرانية بالجيزة، يونيو (حزيران) الماضي، كما اعتدى الإخوان على قيادات النور أثناء مؤتمراتهم المختلفة في المحافظات التي بها كثافة لأنصارهم، فضلا عن إحراق سيارات ومقرات للحزب ولأعضائه».
وحول اتهام الإخوان بالتحديد من قبل النور، قال طه القيادي في النور لـ«الشرق الأوسط»: «من الذي يملك الأموال والأماكن والهواتف الخاصة بقيادات النور؛ إلا جماعة الإخوان»، لافتا إلى أن «(النور) يتعامل مع كل حدث في وقته، وفور حدوث الحدث يقوم بتقديم بلاغات، والذين يقومون بهذه الاعتداءات معروفون.. فالحزب يسلك فقط الطريق القانوني ويبلغ الشرطة بأي اعتداءات»
وتبرأ «النور» من علاقته بجماعة الإخوان التي أعلنتها السلطات المصرية تنظيما إرهابيا، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك عبر فيلم تسجيلي تحدث عن علاقته بـ«الإخوان» منذ ثورة 25 يناير عام 2011، وقال الحزب وقتها إن «الفيلم محاولة لوقف ما يقوم به (الإخوان) من هجوم عليه».
حزب «النور» يدخل معركة جديدة ضد إخوان مصر بعد عامين من الحذر
قال إن قياداته ومقاره تعرضوا لاعتداءات من أنصار الجماعة
حزب «النور» يدخل معركة جديدة ضد إخوان مصر بعد عامين من الحذر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة