المغرب والإمارات يوقعان عدة اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين

شملت المجال الأمني والطاقي والزراعي

الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال إشرافهما على تدشين مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بالدار البيضاء أمس (ماب)
الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال إشرافهما على تدشين مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بالدار البيضاء أمس (ماب)
TT

المغرب والإمارات يوقعان عدة اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين

الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال إشرافهما على تدشين مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بالدار البيضاء أمس (ماب)
الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال إشرافهما على تدشين مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بالدار البيضاء أمس (ماب)

ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي رشيد، ومحمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، مساء أول من أمس بالقصر الملكي بالدار البيضاء، حفل التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي في مجالات متنوعة، من بينها اتفاقية تتعلق بالتعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، وقعها عن الجانب الإماراتي الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، وعن الجانب المغربي محمد حصاد وزير الداخلية.
كما وقع البلدان على عدة مذكرات تفاهم تتعلق بإنشاء لجنة مشتركة للشؤون القنصلية، والتعاون بين الأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية وأكاديمية الإمارات الدبلوماسية، والتعاون في مجال الحجر الزراعي، ووقاية النباتات وتبادل المنتجات الزراعية، وفي مجال الصحة البيطرية وسلامة المنتجات الحيوانية، ومنتجات البحر، وأيضا في مجال الاستثمار الزراعي وتربية المواشي، واتفاقية تتعلق بالمساعدة الإدارية والتقنية المتبادلة في المجال الجمركي، ومذكرة تفاهم بشأن إنجاز مشروع مركز تدريب متعدد الاختصاصات، ومشروع بناء فندق بمدينة الرباط، ومذكرة تفاهم للتعاون الإسلامي، والتعاون في مجال التربية والتعليم، وفي مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وفي مجالي الشباب والرياضة.
كما همت هذه الاتفاقيات مجالات الطاقة، ومنها اتفاقية تعاون إطارية في مجال الطاقات المتجددة، وقعها الدكتور سلطان الجابر، وزير الدولة رئيس مجلس إدارة شركة «مصدر»، وعبد القادر عمارة، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المغربية، واتفاقية عبارة عن عقد بين المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، والمجموعة الإماراتية «مبادلة بتروليوم» من أجل استكشاف وتقييم مقدرات النفط بمنطقة المتوسط الغربي، واتفاقيات تتعلق بالتعاون المشترك بين المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والكهرباء وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، بشأن تنفيذ مشاريع الأنظمة الشمسية المنزلية بالقرى غير المرتبطة بالشبكة الكهربائية، والموجودة بالجماعات القروية المستهدفة ببرنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالإضافة إلى التعاون بين الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، كما وقع البلدان اتفاقية حول صفقة شراء الحصص الكاملة المملوكة لمجموعة مؤسسة الإمارات للاتصالات في شركات بأفريقيا من طرف «اتصالات المغرب، ومذكرة تفاهم بين وكالة تهيئة ضفتي وادي أبي رقراق وشركة (إيجل هيلس)، ومذكرة تفاهم أخرى بين وكالة تهيئة ميناء طنجة المدينة وشركة (إيجل هيلس)».
وبهذه المناسبة، وشح الملك محمد السادس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالوسام المحمدي من الدرجة الأولى.
وكان الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد أشرفا أيضا على تدشين مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بالدار البيضاء، وهي مؤسسة طبية بمواصفات عالمية. وستمكن هذه المؤسسة الخاصة بالعلاجات والتكوين والبحث، التي تعتبر ثمرة للشراكة الاستراتيجية التي تجمع المملكة المغربية بالإمارات العربية المتحدة، من تحسين الولوج إلى خدمات صحية ذات جودة عالية كشرط أساسي لتحقيق تنمية بشرية شاملة. ويروم المستشفى أن يشكل فاعلا رئيسيا في البحث الطبي والتكوين الأساسي والمستمر للعاملين في قطاع الصحة، لا سيما بفضل شراكة مع جامعة محمد السادس لعلوم الصحة المجاورة لها.
ويلبي هذا المستشفى المتطور جدا حاجات العلاجات الطبية المرجعية من الدرجة الثالثة الممنوحة للمغاربة ومواطني غرب أفريقيا. كما سيتيح، من خلال رؤية استشرافية، تستبق التطورات المستقبلية، عرضا طبيا ملائما وذي مستوى تقني عال.
ويشتمل المستشفى المقام على مساحة 5.‏6 هكتار (41 ألف متر مربع مغطاة) ويتسع لـ205 أسِرَّة، على 46 قاعة للفحوصات الطبية، و85 قاعة للعلاج والكشوفات، و8 قاعات للعمليات. ويتمحور حول 4 أقطاب للتميز هي الأنكولوجيا، وطب القلب، والمستعجلات، وطب الأم والطفل. كما يشتمل المستشفى على مختبر عصري ومندمج، يعمل بآخر الابتكارات التكنولوجية في مجال التحاليل الطبية، وقسم للطب الإشعاعي مزود بتجهيزات من الجيل الجديد للتصوير الإشعاعي.
ويضم المستشفى أيضا مصلحة للطب النووي، وقسما للفحوصات والكشوفات الوظيفية، ومركزا للتنظير الباطني متعدد التخصصات، و8 قاعات للعمليات متعددة الاختصاصات. كما تضم مركزا للألم يجمع بين تخصصات التخدير والأمراض العصبية والعقلية. وستساهم هذه البنية الطبية الجديدة في تطوير البنيات الاستشفائية بجهة الدار البيضاء الكبرى والنهوض بالقطاع الصحي، أحد الأوراش الرئيسية للبلاد.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.