تجمع في لندن لإحياء ذكرى القصف الكيماوي لحلبجة

بمشاركة وزراء ونواب من بريطانيا وإقليم كردستان

جانب من التجمع لإحياء الذكرى السنوية 27 للهجوم الكيماوي على بلدة حلبجة الكردية
جانب من التجمع لإحياء الذكرى السنوية 27 للهجوم الكيماوي على بلدة حلبجة الكردية
TT

تجمع في لندن لإحياء ذكرى القصف الكيماوي لحلبجة

جانب من التجمع لإحياء الذكرى السنوية 27 للهجوم الكيماوي على بلدة حلبجة الكردية
جانب من التجمع لإحياء الذكرى السنوية 27 للهجوم الكيماوي على بلدة حلبجة الكردية

أقيم مساء الاثنين الماضي في لندن تجمع لإحياء الذكرى السنوية 27 للهجوم الكيماوي على بلدة حلبجة الكردية. وحضر المناسبة أكثر من مائة شخصية بينهم توبياس الوود، وزير الدولة في الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الأوسط، والوزير فلاح مصطفى، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان، والنائب في البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين ناظم زهاوي، والنائب غاري كنت، من المجموعة البرلمانية الخاصة للشؤون الكردية في البرلمان البريطاني.
وأوضح الوزير الوود موقف الحكومة البريطانية تجاه إقليم كردستان وأعرب عن ذعره من الأحداث المروعة التي شهدتها بلدة حلبجة، مشيرا إلى أن «الهجوم على حلجبة وحملة الأنفال كانتا من الجرائم ذات الأبعاد الوحشية، ومن أكثر الحوادث بشاعة من حيث استخدام الأسلحة الكيماوية وأنه ينبغي الحيلولة دون تكرار مثل تلك الجرائم المروعة».
بدوره، أعرب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان عن عميق تقديره للدعم المقدم من قبل الحكومة البريطانية إلى شعب إقليم كردستان وعبر عن أمله في أن يتم الاعتراف بحملة الأنفال كجريمة إبادة جماعية من جانب الحكومة البريطانية في المستقبل القريب.
أما النائب ناظم زهاوي فقد عبر عن مشاعر مماثلة من خلال ذكرياته حينما كان يلقن أطفاله دروسا حول الإبادة الجماعية بحق الأكراد والأحداث المؤلمة في بلدة حلبجة، وأعرب عن خيبة أمله كذلك من أنه على الرغم من عبارة «الحيلولة دون تكرار ذلك»، فإن الفظائع المروعة لا تزال تجد لها مكانا في تلك المنطقة.
من جهتها، روت الدكتورة بيدنان فتح الله، عضو الاتحاد العلمي والطبي الكردستاني، ذكرياتها المفجعة عن علاج المواطنين الأكراد الذين تعرضوا للقتل أو الإصابة جراء الأسلحة الكيماوية بينما كانت تعمل طبيبة في العراق، في حين طالب النائب غاري كنت الحكومة البريطانية بتسليح قوات البيشمركة الكردية بالأسلحة الثقيلة لمساعدتهم في قتال تنظيم داعش الإرهابي.
من ناحية ثانية، صرح البروفسور مايكل كير، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط في كلية كينجز كوليج بلندن، عقب الفعالية قائلا: «نأمل في أن مثل تلك الفعالية قد ساعدت في التثقيف وتسليط الضوء على الظروف المحيطة بالهجمات المروعة على بلدة حلبجة. ومن الأهمية كذلك أن نتذكر أنه على الرغم من التقدم المحرز في إقليم كردستان، إلا أن آثار مذبحة حلبجة والإبادة الجماعية بحق الأكراد لا تزال ماثلة أمام أعيننا حتى يومنا هذا».
أما نوال كريم، رئيسة رابطة الطلاب الأكراد في لندن المؤسسة حديثا والتي نظمت المناسبة، فقد أعربت عن أملها «في مواصلة رفع درجة الوعي حيال تلك الفظائع المرتكبة بحق الشعب الكردي ولتشجيع الحكومة البريطانية على الاعتراف بها كعمل من أعمال الإبادة الجماعية».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.