الأحزاب العربية تحصد 14 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي خلف «الليكود» و«الصهيوني»

نتنياهو يعلن فوزه في الانتخابات بعد فرز 99% من الأصوات

الأحزاب العربية تحصد 14 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي خلف «الليكود» و«الصهيوني»
TT

الأحزاب العربية تحصد 14 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي خلف «الليكود» و«الصهيوني»

الأحزاب العربية تحصد 14 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي خلف «الليكود» و«الصهيوني»

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن حزبه (الليكود) حقق انتصارا كبيرا في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في إسرائيل أمس (الثلاثاء)، وقال أنه يدعو الساسة اليمينيين الآخرين إلى الانضمام إليه دون إبطاء في حكومة ائتلافية. لكن منافسه إسحاق هرتسوغ رئيس حزب الاتحاد الصهيوني الذي يمثل يسار الوسط شكك في إعلان نتنياهو الفوز قائلا: «كل الاحتمالات ما زالت مفتوحة»، فيما أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية في إسرائيل اليوم (الأربعاء) أن حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، تصدر انتخابات الكنيست بنسبة 23.73 في المائة مخالفا لكل التوقعات والاستطلاعات.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه بعد فرز 99.5 في المائة من الأصوات بلغ عدد المقاعد التي فاز بها «الليكود» 29 أو 30 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا، متقدما بفارق كبير على الاتحاد الصهيوني المعارض الذي حصد 24 مقعدا، وجاءت القائمة العربية الموحدة في المركز الثالث.
وأضافت أن نتنياهو فاز في الانتخابات الإسرائيلية بعد أن بذل مجهودا كبيرا لاستمالة الناخبين من تيار اليمين في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، وأطلق سلسلة من الوعود التي ترمي لتعزيز التأييد الشعبي لحزب الليكود وجذب الناخبين من الأحزاب اليمينية والقومية الأخرى كان من بينها الوعد بمواصلة بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة وإعلان أنه إذا فاز في الانتخابات فلن تقوم دولة فلسطينية.
ويرى الخبراء السياسيون، أن هذه النتائج تعد انتصارا غير متوقع، إذ إن آخر استطلاعات الرأي التي نشرت نتائجها قبل أربعة أيام من بدء التصويت أظهرت أن الاتحاد الصهيوني متقدم بفارق أربعة مقاعد على «الليكود».
وحسب وكالة «رويترز»، قال «الليكود» في بيان له اليوم (الأربعاء)، إن نتنياهو ينوي تشكيل حكومة جديدة في غضون أسابيع، وإن المفاوضات بدأت بالفعل مع حزب البيت اليهودي المؤيد للاستيطان بزعامة نفتالي بينيت وجماعات دينية أخرى.
وحصلت الأحزاب العربية في الانتخابات الاسرائيلية التي خاضتها بقائمة واحدة على 14 مقعدا في البرلمان، لتصبح القوة الثالثة في البرلمان المقبل.
وهذه المرة الأولى تتقدم الأحزاب العربية بقائمة واحدة الى انتخابات البرلمان الاسرائيلي.
وعرب اسرائيل هم أحفاد 160 ألف فلسطيني لم يغادروا أراضيهم منذ الاحتلال الاسرائيلي عام 1948 ويشكلون حاليا 20 في المائة من السكان.
وكان الاقتراع الذي شارك فيه 71.8 في المئة من الناخبين (مقابل 67.8 في المائة في 2013) يبدو الى حد كبير اقرب الى استفتاء حول نتنياهو.
ونتنياهو هو الذي دعا الى هذه الانتخابات التشريعية المبكرة قبل نحو سنتين من استحقاقها بعدما حل في نهاية العام 2004 الائتلاف الحكومي الذي شكله قبل اقل من سنتين بعد مفاوضات شاقة، وذلك اثر تعرضه لانتقادات من الوسطيين في حكومته.
وكان نتانياهو يعتقد في حينه انه في موقع قوة في مواجهة جميع خصومه.
وكان نتانياهو صرح يوم الاثنين الماضي انه لن تكون هناك دولة فلسطينية في حال فوزه في الانتخابات.
وردا على سؤال وجهه له موقع "ان ار جي" الاخباري اليميني حول عدم قيام دولة فلسطينية في حال اعادة انتخابه رئيسا للوزراء،اجاب نتانياهو قائلا "بالفعل".
وبعيد نشر نتائج الاستطلاعات الأولية للانتخابات في اسرائيل، أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في رام الله ان الفلسطينيين سيقومون بتكثيف حملتهم الدبلوماسية.
وقال عريقات لوكالة الصحافة الفرنسية وأضح "ان نتانياهو سيشكل الحكومة المقبلة، لذلك نقول بوضوح اننا سنسرع سعينا للتوجه الى محكمة الجنايات الدولية وسيستمر ويتصاعد". وأضاف "على المجتمع الدولي الآن ان يساند مسعى فلسطين كدولة تحت احتلال بالتوجه الى محكمة الجنايات الدولية والانضمام الى المواثيق والمؤسسات الدولية الأخرى".



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.