الحكومة المغربية تؤجل الحوار مع النقابات المطالبة بالزيادة في الأجور

الاتحادات العمالية تضغط لانتزاع مكتسبات قبل الاحتفال بيوم العمال

الحكومة المغربية تؤجل الحوار مع النقابات المطالبة بالزيادة في الأجور
TT

الحكومة المغربية تؤجل الحوار مع النقابات المطالبة بالزيادة في الأجور

الحكومة المغربية تؤجل الحوار مع النقابات المطالبة بالزيادة في الأجور

خرجت النقابات المغربية مستاءة من جلسات الحوار الاجتماعي، التي جمعتها أول من أمس مع محمد مبديع، وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، من جهة، وعبد السلام الصديقي وزير التشغيل، من جهة ثانية. وتقرر تأجيل جلسات الحوار أسبوعا لتمكين الوزيرين من التشاور حول مطالب الزيادات في الأجور التي تقدمت بها الاتحادات العمالية.
وجرت جلسات الحوار في جلسات منفصلة بين كلا الوزيرين والاتحادات العمالية الخمسة الأكثر تمثيلية والمتكتلة في إطار تحالفين نقابيين منفصلين، الأول يضم الاتحاد العام للشغالين في المغرب (تابع لحزب الاستقلال المعارض) والفيدرالية الديمقراطية للشغل - تيار الفاتيحي (تابع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)، والتحالف الثاني يضم الاتحاد المغربي للشغل (مستقل)، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل (مقرب من اليسار الراديكالي)، والفيدرالية الديمقراطية للشغل - تيار العزوزي (انفصل العام الماضي عن التيار الموالي لحزب الاتحاد الاشتراكي).
وكان رئيس الحكومة قد دعا إلى عقد جلسات للحوار الاجتماعي بين النقابات والحكومة قبل شهر، وذلك بعد توقف دام أزيد من سنتين. وقال عبد الحميد الفاتيحي، أمين عام الفيدرالية الديمقراطية للشغل (اتحاد عمالي موال لحزب الاتحاد الاشتراكي المعارض) لـ«الشرق الأوسط» «لقد استبشرنا خيرا بالعودة إلى الحوار في إطار لجان عمل وملفات واضحة، واعتقدنا أن ذلك سيكون مدخلا لتوجه جديد. لكن للأسف كانت الاجتماعات من دون نتائج. وما لاحظناه هو تراجع الحكومة حتى بالنسبة لالتزاماتها السابقة، ما يفرض علينا مقاربة جديدة في التعامل معها».
وأوضح الفاتيحي أن الحكومة رفضت الاستجابة لمطالب النقابات المتعلقة بتنفيذ بعض البنود التي جرى الاتفاق عليها مع الحكومة السابقة في إطار اتفاقية أبريل (نيسان) 2011. خاصة التعويض عن العمل في المناطق الصعبة، وإضافة درجة جديدة لترقية الموظفين، مشيرا إلى أن الحكومة تعللت في رفضها بأن تنفيذ تلك البنود يحتاج إلى ميزانية ضخمة، وأن ذلك غير متاح في الظروف الحالية. وقال إن «الحكومة ترفض تطبيق التزامات سابقة فما بالك بالمطالب الجديدة، وعلى رأسها الزيادة في الأجور. وهذا السلوك يطرح سؤالا كبيرا حول جدية الحكومة في الحوار مع النقابات، ومسؤوليتها السياسية في التعامل مع الملف الاجتماعي. وبالتالي فنحن نرى أنه لا جدوى من الحوار ولا جدوى من مواصلة الجلسات، وأن علينا أن نلجأ إلى خيارات أخرى وتوجيه رسائل قوية للحكومة».
من جهته، أوضح عبد الرحمن العزوزي، أمين عام الفيدرالية الديمقراطية للشغل المنسحبة من الاتحاد الاشتراكي والمنخرطة في الحلف النقابي الثاني أن «الحكومة مصرة على عدم مناقشة موضوع الزيادة في الأجور، وتريد حصر الحوار الاجتماعي في موضوع إصلاح التقاعد. والنقابات تريد بدورها إصلاح التقاعد، لكنها متشبثة بمسألة تحسين دخل العمال والموظفين، خاصة بعد التدهور الذي عرفته القدرة الشرائية للشرائح الاجتماعية الضعيفة بسبب الزيادات المتتالية». وأضاف العزوزي أن تأجيل جلسات الحوار يؤشر على أن الحكومة ليس لديها استعداد لمناقشة موضوع الزيادة في الأجور. وقال في هذا الصدد «هذا أيضا يعبر على عدم جدية الحكومة في هذا الحوار، وإلا فكيف ترسل وزيرين ليست لديهما أي قدرة على التفاوض».
وتتجه الاتحادات العمالية إلى الضغط على الحكومة من أجل تحقيق مكاسب قبل يوم العمال المرتقب في أول مايو (أيار) المقبل، وذلك بعد 4 سنوات عجاف.
وتطالب النقابات بالزيادة في الأجور وتقليص الضرائب على الدخل. وكانت آخر الزيادات التي انتزعتها النقابات في اتفاق أبريل 2011 مع الحكومة السابقة، تحت ثقل الربيع العربي، الذي كلفت بنوده مبالغ ضخمة في موازنة الحكومة الحالية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.