دمشق تعلن إسقاط طائرة استطلاع أميركية فوق اللاذقية

النظام السوري يوسع القصف بالبراميل المتفجرة وتخوف من انتشار «الكبد الوبائي» في دمشق

دمشق تعلن إسقاط طائرة استطلاع أميركية فوق اللاذقية
TT

دمشق تعلن إسقاط طائرة استطلاع أميركية فوق اللاذقية

دمشق تعلن إسقاط طائرة استطلاع أميركية فوق اللاذقية

في وقت متأخر من مساء أمس، أعلنت سوريا إسقاطها لطائرة أميركية. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مساء أمس بأن الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة استطلاع أميركية كانت تحلق فوق منطقة اللاذقية في شمال غربي البلاد. وقالت الوكالة إن «الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة استطلاع أميركية معادية شمال اللاذقية»، من دون أي تفاصيل إضافية.
واستمرّ طيران النظام السوري في استهداف عدد من المناطق بالبراميل المتفجرة فيما أدّى القصف الكثيف على مدينة كفر تخاريم، شمال غربي مدينة إدلب بشمال البلاد إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، في وقت تزداد فيه مخاوف أهالي مدينة دمشق من اتساع انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي (اليرقان)، لا سيما مع وصوله إلى المدارس وإصابة تلاميذ، وإشارة بعض المعلومات إلى وفاة عدد من المصابين بالمرض.
في الشمال أفاد مكتب أخبار سوريا، أنّ الطيران الحربي أغار على مدينة كفر تخاريم الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال مدينة إدلب، ما أسفر عن سقوط عشرات المدنيين قتلى وجرحى، إضافة إلى دمار كبير في الأبنية السكنية.
وأشار المكتب إلى أن الطيران النظامي استهدف المدينة، التي هي مسقط رأس الزعيم الوطني الراحل إبراهيم هنانو، بأربعة صواريخ فراغية، أسفرت عن سقوط 8 قتلى وأكثر من 50 جريحا، بينهم أطفال، إضافة إلى دمار بناء سكني مؤلف من 6 طوابق بشكل كامل. وعملت فرق الدفاع المدني في المنطقة على انتشال الجرحى والضحايا من تحت الأنقاض فيما نقل المصابون الناجون إلى مستشفيات ميدانية فيما من المرجح أن يرتفع عدد القتلى نظرا لوجود حالات خطرة بين المصابين.
وأشار المكتب إلى أنّ استهداف طيران النظام لكفر تخاريم أدى إلى حالة من الخوف والهلع بين السكان، تبعها حالة نزوح كبيرة للمدنيين إلى المناطق المجاورة للمدينة خوفا من قصف الطيران النظامي مرة أخرى على المدينة. وللعلم فإنّ كفر تخاريم تتبع قضاء حارم، الواقعة على الحدود السورية التركية، وتبعد عنها مسافة 12 كلم، ويبلغ عدد سكانها نحو 35 ألف نسمة، إضافة إلى عدد كبير من النازحين من مختلف مناطق ريف محافظة إدلب التي تُقصف بشكل مستمر من قبل الطيران النظامي والمدفعية.
وأيضا في شمال سوريا، لفت المرصد إلى سقوط برميلين متفجرين على أماكن في منطقة قبر الإنكليزي قرب مدينة حريتان بريف حلب الشمالي، كما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على منطقة شارع غازي عنتاب ببلدة كفر حمرة بريف حلب الشمالي الغربي، فيما استهدفت منطقة حي مساكن هنانو ومنطقة أخرى من حي الحيدرية شرق مدينة حلب ومناطق في محيط قرية حندرات.
من جهة أخرى، تزداد مخاوف السكان في مدينة دمشق الخاضعة لسيطرة النظام، من اتساع انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي (اليرقان)، لا سيما مع وصوله إلى المدارس وإصابة تلاميذ، فضلا عن تداول معلومات، غير مؤكدة رسميا بعد، عن وفاة بعض المصابين بالمرض، وفق ما قالت مصادر مدنية من العاصمة لمكتب أخبار سوريا. ويسجّل في دمشق ازدياد عدد حالات الإصابة، بالمرض الذي يصنف ضمن الفئة A، وذلك بعد نحو شهر عن الإعلان عن اكتشاف 800 حالة في دمشق، بحسب تصريح لعضو في مجلس المحافظة لصحيفة سورية، معظمها بين الأطفال في المدارس، وفي مراكز إيواء النازحين، فضلا عن الأماكن المزدحمة التي يستخدم فيها الأشخاص نفس الحمامات.
وبينما توقف الإعلان، رسميا وفي وسائل الإعلام المرتبطة بالنظام، عن العدد الذي وصلت إليه الإصابات، فإن وزارة الصحة السورية بدمشق لا تزال تقلل من خطورة انتشار المرض لا سيما أن أعداد المصابين في سوريا لم تصل إلى مرحلة «الوباء»، على حد تقديرها. وكانت منظمة الصحة العالمية قالت، على لسان ممثلتها في سوريا، إن 31 ألف حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي A رُصدت في سوريا العام الماضي، وأكثر من ألف حالة أسبوعيا منذ مطلع العام الجاري.
وقال مصدر طبي خاص من دمشق لمكتب أخبار سوريا إن أبرز الأسباب المساعدة على الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي A وانتشاره شرب المياه أو تناول الأطعمة الملوثة، وفي هذه الحالة يصاب الشخص عن طريق الجهاز الهضمي في حين تنتقل العدوى إلى الإنسان السليم في حال استخدام أدوات المصاب.
في غضون ذلك، نفذ مسلحون هجوما على آلية لتنظيم داعش بالقرب من دوار النادي في الميادين بالريف الشرقي لدير الزور، في شرق سوريا، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصر التنظيم ممن كانوا يستقلون السيارة. كما قتل ما لا يقل عن 11 عنصرا من التنظيم إثر هجوم نفذه التنظيم على مواقع وتمركزات لوحدات حماية الشعب الكردي في الريف الجنوبي لبلدة تل حميس، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وكانت وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بجيش الصناديد التابع لحاكم مقاطعة الجزيرة حميدي دهام الهادي، قد سيطرت في نهاية فبراير (شباط) الماضي على بلدة تل حميس عقب اشتباكات مع التنظيم.
وفي جنوب البلاد قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدتي الشيخ مسكين وبصر الحرير، ومناطق أخرى في السهول الغربية المحيطة ببلدة جاسم، بمحافظة درعا، على مناطق في بلدة عقربا ومناطق في بلدتي المغير وبيت جن والمزارع المحيطة بها، بالتزامن مع سقوط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض - أرض على منطقة في المزارع المحيطة ببلدة بيت جن، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».