حكومة الثني الليبية تحتوي أزمة وزير الداخلية المقال وتحذر من تعاقدات غير شرعية للنفط

تونس تفكك خلايا إرهابية وتعيد فتح أجوائها لطيران طرابلس ومصراتة

عنصران من قوات {فجر ليبيا} أثناء دورية للبحث عن مسلحين تابعين لتنظبم {داعش} قرب مدينة سرت أمس (رويترز)
عنصران من قوات {فجر ليبيا} أثناء دورية للبحث عن مسلحين تابعين لتنظبم {داعش} قرب مدينة سرت أمس (رويترز)
TT

حكومة الثني الليبية تحتوي أزمة وزير الداخلية المقال وتحذر من تعاقدات غير شرعية للنفط

عنصران من قوات {فجر ليبيا} أثناء دورية للبحث عن مسلحين تابعين لتنظبم {داعش} قرب مدينة سرت أمس (رويترز)
عنصران من قوات {فجر ليبيا} أثناء دورية للبحث عن مسلحين تابعين لتنظبم {داعش} قرب مدينة سرت أمس (رويترز)

بدا أمس أن رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا عبد الله الثني في طريقه لاحتواء أزمة خلافه مع وزير الداخلية عمر السنكي الذي أعاده مجلس النواب مجددا إلى العمل بعد وقفه وتحويله للتحقيق على خلفية تصريحات صحافية له مثيرة للجدل اعتبرت مساسا بالفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي. وقال مصدر مقرب من الثني لـ«الشرق الأوسط» إنه لن يعارض قرار الجهة التشريعية، مشيرا إلى أن المشكلة ليست شخصية بين الطرفين وإنما تتعلق بقواعد العمل لوزراء الحكومة.
وأوضح أن الثني اكتفى بتوجيه رسالة إلى مجلس النواب طلب منه إيقاف السنكي عن العمل وفتح تحقيق بشأن تصريحاته.
وكان السنكي وزير الداخلية قد أبلغ الثني أمس رسميا بعودته إلى سابق عمله بعد توقيفه لعدة أيام بأمر منه، وذلك تنفيذا لما توصلت إليه لجنة التحقيق المشكلة من قبل لجنة الشؤون الداخلية بمجلس النواب. وأكد السنكي في رسالة موجهة إلى رئيس الحكومة أنه باشر عمله حرصا منه على تغليب المصلحة العامة ومد جسور التعاون من أجل خروج البلاد إلى بر الأمان.
إلى ذلك، أعلنت حكومة الثني في بيان رسمي أن وزارة الخارجية الكويتية طلبت من السفير الليبي السابق لديها محمد عميش مغادرة الأراضي الكويتية بعد أن أبلغتها الحكومة الليبية المؤقتة أنه لا يمثلها.
وقالت الحكومة في بيان لها عبر موقعها الإلكتروني أن الكويت طالبت عميش بمغادرتها خلال الأيام المقبلة، في تأكيد جديد على الاعتراف العالمي بالحكومة الليبية الشرعية.
كما حذرت الحكومة الليبية في بيان منفصل من أية عمليات تعاقد أو بيع لنفط تتم خارج إطار الشرعية القانونية المتمثلة في المؤسسة الوطنية للنفط ومقرها مدينة بنغازي في شرق البلاد، التي وصفتها بأنها الجهة الوحيدة المخولة ببيع النفط والغاز.
وأكدت الحكومة أن مثل هذه العمليات تعد مخالفة وسيتحمل المتجاوزون ما يترتب على هذه المخالفة من إجراءات قانونية، معتبرة أنها الحكومة المؤقتة المنبثقة عن البرلمان الليبي الممثل الشرعي والوحيد لليبيين وهي الجهة الشرعية والوحيدة وتمثلها في التعاقدات النفطية المؤسسة الوطنية للنفط التي يتولى رئاسة مجلس إدارتها المبروك أبو سيف.
ودعت الحكومة كل الجهات التنفيذية للشركات النفطية المتعاقدة، التعامل مع من يمثل الشرعية في ليبيا، موضحة أن العماري محمد المعين من جانب ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس لا يحمل أية صفة لدى هذه الحكومة والمؤسسة الوطنية للنفط.
عسكريا، شنت ميليشيات ما يسمى بـ«فجر ليبيا» غارة جوية على مدينة الزنتان الجبلية في غرب لبلاد مستهدفا مرة أخرى المرافق المدنية والبنية التحتية للمدينة وفقا لما أعلنته وكالة الأنباء الوالية لحكومة الثني، التي أشارت إلى أن القصف شمل منطقة ظاهر الغنائمة وأسقطت قنابل طيرانها وسط الأحياء السكنية.
وأضافت أن «هذا العدوان الغادر الجديد تسبب كذلك في أضرار بالغة في الطريق الجبلي الرئيسي بالقرب من يفرن، مما أدى إلى إغلاق الطريق وتعطل حركة السير في المنطقة».
في المقابل، أعلنت غرفة عمليات الجيش الليبي عن قيام سلاح الجو التابع لها بقصف مواقع في الغرب الليبي شمت بوابه الأمن العام علي طريق العسه ومواقع بمدينة زوارة، مشيرة إلى أنه تم أيضا قصف مواقع وأهداف مباشرة لميلشيات فجر ليبيا في محور العسه مع تصاعد أدخنة من المكان.
من جهتها، أحبطت سرية الهندسة العسكرية بالجيش الوطني الليبي عملية تفجير عبوة ناسفة قام من وصفتهم بالإرهابيين المتطرفين بزرعها بجوار مركز شرطة العروبة في مدينة بنغازي بشرق البلاد.
بموازاة ذلك، انتهت أمس وبشكل مفاجئ أزمة اختطاف على العربي وزير الإعلام في ما يسمى حكومة الإنقاذ الوطني من دون إعلان الجهة التي كانت تحتجزه في العاصمة طرابلس. واعتبر العربي عقب الإفراج عنه في مؤتمر صحافي عقده بطرابلس أن الاعتداء الذي تعرض له مؤخرا كان نتاج أمر استغل في غير غيرة الثوار على مكتسبات ثورة السابع عشر من فبراير (شباط)، مؤكدا أنه عندما فهموا وتبينوا كل الملابسات قاموا فورا بالإفراج عنه.
وقال إنه يدرك ما حدث، وما هو إلا تدبير ومكيدة لقصم الصف، فأعداء الثورة دائما موجودون، مضيفا أنه «يجب أن يعلم الجميع أن حصانتنا مستمدة من غيرة الثوار ومكتسبات الثورة، فالحصانة قد منحت لنا من ثوارنا الأشاوس ولم يمنحها لنا أي مسؤول آخر في الدولة الليبية، وكوزراء لم نكن عائقا أمام الرقابة».
وأكد أن هيئة الرقابة الإدارية أصدرت عفوا عنه بعد أن بحثت في كل الإجراءات المتعلقة بإيقافه عن مهامه كوزير للإعلام.
من جهة أخرى، أعلنت مصادر أمنية أن العاصمة طرابلس تشهد هذه الأيام انتشارا أمنيا من قبل دوريات الإدارة العامة للأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الحاسي. وقال المكتب الإعلامي للقوة الأمنية المشتركة بطرابلس في بيان نقلته الوكالة الموالية للحكومة إن دوريات ثابتة ومتحركة بدأت تطويق مداخل المدينة، بالإضافة إلى تأمين عدد من المرافق الحيوية داخلها، مشيرا إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة بشأن الحوادث الأمنية التي شهدتها المدينة مؤخرا.
وقال رئيس الغرفة المؤقتة لحماية وتأمين طرابلس الكبرى منصف الولدة إن التحقيقات ما زالت متواصلة لمعرفة المسؤولين عن التفجير الذي استهدف بوابة الشرطة بجنزور، مشيرا إلى وجود خطط جديدة، بالتعاون مع الجهات الأمنية في طرابلس الكبرى لمكافحة مثل هذه الجرائم.
في غضون ذلك، أعلنت تونس تفكيك شبكات لتسفير شبان للقتال في ليبيا ضمن التنظيمات الجهادية واعتقلت عشرات بينما عززت الحكومة انتشارها العسكري على الحدود مع جارتها ليبيا. وقالت الداخلية التونسية في بيان لها أمس إن «الجيش والأمن أوقفوا 10 إرهابيين كانوا يحاولون التسلل إلى ليبيا للالتحاق بالجماعات المسلحة في ليبيا».
وأوضحت في بيان ثانٍ منفصل أن «قوات الأمن فككت 4 خلايا إرهابية تستقطب الشبان والطلبة لتسفيرهم إلى ليبيا للانضمام إلى تنظيمات إرهابية والمشاركة في القتال الدائر هناك... وتم إيقاف 22 إرهابيا». وأضافت أن «الشبكات الإرهابية المذكورة بتنسيق تام مع عناصر إرهابية تونسية خطيرة ناشطة على الساحة الليبية تشرف على معسكرات تدريب بمعية نظراء لها من جنسيات مختلفة».
ومع ذلك فقد نقلت «رويترز» عن مسؤول تونسي كبير أن بلاده ستعيد فتح أجوائها بشكل جزئي أمام الرحلات الجوية الليبية للمرة الأولى منذ إغلاقها قبل أشهر في خطوة تلت إعادة فتح القنصلية التونسية في طرابلس الشهر الماضي.
وقال حاتم المعتمري المدير العام للطيران بوزارة النقل التونسية: «قررنا إعادة فتح الأجواء التونسية أمام الطائرات الليبية من مطاري معيتيقة ومصراتة». وقال المعتمري إن «أول رحلة ستكون يوم الجمعة المقبل من معيتيقة لصفاقس في تونس»، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.