كيري يهنئ مصر على نجاح مؤتمر شرم الشيخ ويؤكد تطلعه لاستمرار التعاون

شكري: عقدنا مباحثات شاملة مثمرة وتناولنا عودة المساعدات إلى طبيعتها

وزير الخارجية المصري سامح شكري يلتقي نظيره الأميركي جون كيريعلى هامش مؤتمر شرم الشيخ (أ.ب)
وزير الخارجية المصري سامح شكري يلتقي نظيره الأميركي جون كيريعلى هامش مؤتمر شرم الشيخ (أ.ب)
TT

كيري يهنئ مصر على نجاح مؤتمر شرم الشيخ ويؤكد تطلعه لاستمرار التعاون

وزير الخارجية المصري سامح شكري يلتقي نظيره الأميركي جون كيريعلى هامش مؤتمر شرم الشيخ (أ.ب)
وزير الخارجية المصري سامح شكري يلتقي نظيره الأميركي جون كيريعلى هامش مؤتمر شرم الشيخ (أ.ب)

وجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري التهنئة لمصر بنجاح مؤتمر «مصر المستقبل» لدعم الاقتصاد المصري الذي عقد على مدار الأيام الثلاثة الماضية في مدينة شرم الشيخ، مؤكدا أن مصر أصبح لديها «فرص كبيرة» في مستقبل أفضل، موضحا أنه تباحث على مدار الأيام الماضية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء إبراهيم محلب ووزير الخارجية سامح شكري حول مختلف القضايا والملفات التي تهم البلدين.
واستقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري ظهر أمس نظيره الأميركي جون كيري، وذلك على هامش المؤتمر، حيث عقدا جلسة مباحثات مغلقة بإحدى قاعات مركز المؤتمرات الدولي بشرم الشيخ، في حضور عدد من الدبلوماسيين من البلدين وممثلي السفارة الأميركية لدى القاهرة.
وأوضحت مصادر دبلوماسية مصرية لـ«الشرق الأوسط»، أن اللقاء تناول علاقات التعاون المصرية - الأميركية، وسبل تعزيزها في شتى المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للطرفين، إلى جانب عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما جرى الاتفاق على زيارة وفد أميركي يمثل الشركات ورجال الأعمال إلى القاهرة قريبا لمتابعة نتائج المؤتمر ووضعها موضع التنفيذ.
وعقب انتهاء الجلسة، أثنى كيري بنجاح المؤتمر الاقتصادي، سواء من حيث المشاركة الكثيفة ومستواها، أو التنظيم والنتائج التي تمخض عنها. وقال في كلمة سريعة للصحافيين، إنه يهنئ المصريين بنجاح المؤتمر. وتابع: «أهنئكم، فالمؤتمر الاقتصادي كان مؤثرا بشكل كبير»، مشددا على أنه بذلك النجاح فإن مصر أصبح لديها فرص كبرى في مستقبل أفضل. كما أكد تطلعه لاستمرار التعاون مع القيادة المصرية.
من جانبه، أوضح الوزير شكري، أن المباحثات كانت في مجملها إيجابية ومثمرة، وتناولت ما يتعلق بنتائج المؤتمر الاقتصادي واهتمام الولايات المتحدة بهذه النتائج واستمرار العمل على دعم الاقتصاد المصري، إلى جانب ترتيب زيارة قادمة لوفد كبير من رجال الأعمال والشركات الأميركية الكبرى.
كما أكد شكري تناول العلاقات الثنائية المصرية - الأميركية وبرنامج المساعدات وكيف يتم تفعيله من قبل الولايات المتحدة ليعود إلى طبيعته. وتحدثنا حول ما يتعلق بالأوضاع الإقليمية وأهمية العمل المشترك لمواجهة التحديات القائمة الإقليمية، وخصوصا تحدي الإرهاب. وأيضا تحدثنا فيما يتعلق بالأمور الدولية، ومنها التحضير لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وقال الوزير شكري: «كان هناك أيضا حديث فيما بيننا بالنسبة لمشروع القرار في مجلس الأمن حول ليبيا.. وبشكل عام كانت جولة المباحثات إيجابية ومثمرة».
وحول اختلاف الموقف بين القاهرة وواشنطن حول تسليح الجيش الليبي، قال شكري: «تحدثنا في الشأن الليبي بإسهاب، وتناولنا المفاوضات التي يجريها المبعوث الأممي (برناردينو ليون)، وكذلك حول احتياجات الحكومة الشرعية وضرورة توفير الفرص والقدرات لها لمقاومة الإرهاب».
وأضاف شكري: «إننا سوف نستمر نعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة والأعضاء الآخرين في مجلس الأمن، من أجل التوصل إلى صيغة مناسبة تؤدي إلى تحقيق الأمن في ليبيا».
من جانبه، أوضح السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، لـ«الشرق الأوسط» أن المباحثات تناولت أيضا عددا من القضايا الإقليمية الهامة في مقدمتها الوضع في ليبيا. كما تناول الوزيران الأزمة السورية وأهمية الحل السياسي لها، واستعرض الوزير شكري بناء علي طلب الوزير كيري الجهود المبذولة لتوحيد رؤى ومواقف المعارضة السورية واعتزام مصر استضافة جولة للحوار بين فصائل المعارضة السورية المعتدلة خلال الأسابيع القليلة القادمة.
كما استعرض كيري وشكري بشكل مفصل تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، إلى جانب التطرق إلى قضية تحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من السلاح النووي، بما يشمل مسار المباحثات الحالية بين إيران ومجموعة 5+1 حول ملفها النووي.
ويأتي لقاء كيري وشكري بعد ساعات من استقبال الرئيس المصري لوفد من أعضاء الكونغرس الأميركي خلال زيارته إلى شرم الشيخ. إلى جانب ما شهدته كلمة كيري في خلال أيام المؤتمر من دعم بارز للدولة المصرية، ووعود بعودة المساعدات العسكرية والعلاقات المشتركة إلى طبيعتها، بما يعكس تطورا إيجابيا في العلاقة بين القاهرة وواشنطن، والتي شهدت توترا وتذبذبا منذ ثورة 30 يونيو (حزيران).
وكان السيسي التقى مساء أول من أمس وفدا من الكونغرس برئاسة السيناتور دانا رورا بيكر. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن أعضاء الوفد أشادوا بالتنظيم الجيد للمؤتمر، وما أكده من استعداد الحكومة المصرية لتوفير المناخ الجاذب للاستثمارات وطرح رؤية شاملة لعملية التنمية، وأشاروا بشكل خاص إلى مشروع قناة السويس الجديدة وما يحمله من مستقبل واعد لمصر. كما أعربوا عن دعمهم الكامل لمصر في إطار جهودها نحو تحقيق التنمية الشاملة، مشددين على الأهمية التي يولونها لتطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وذلك تقديرًا لما تقوم به مصر من جهود لحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي.
وأضاف السفير يوسف، أن الرئيس رحب بوفد الكونغرس، مشيرًا إلى اعتزاز مصر بعلاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وحرصها على تنميتها في مختلف المجالات بما يصب في صالح الدولتين والشعبين المصري والأميركي، لا سيما أن البلدين لديهما تاريخ ممتد من الصداقة والتعاون الوثيق. كما أعرب الرئيس عن تقديره لمواقف أعضاء الوفد المؤيدة لمصر.
وتحدث أعضاء الوفد خلال اللقاء عن تزايد مشاعر الإعجاب بالرئيس السيسي في الولايات المتحدة يومًا بعد يوم بسبب مواقفه الشجاعة والجهود التي يبذلها في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، واللذين باتا يهددان المواطنين الأبرياء في مختلف أنحاء العالم. كما أوضحوا أنهم سيستمرون في دعم مصر داخل الكونغرس، وتقديم كل المساهمات الممكنة، بما في ذلك المجال العسكري، لدعم مصر في حربها ضد الإرهاب، سواء في سيناء أو لتأمين الأخطار التي تهدد أمن مصر القومي على حدودها الغربية.
وأضاف السفير علاء يوسف إلى أن الرئيس أوضح أن مواجهة الإرهاب والحد من انتشاره لا يقتصران على الشقين العسكري والأمني اللذين يتعين أن يشملا العمل على وقف إمدادات المال والسلاح للجماعات الإرهابية وإغلاق المواقع الإلكترونية التي تحض على التطرف والكراهية، ولكن يجب أن يشملا أيضا الجانب الاقتصادي، من خلال توفير فرص العمل وتشغيل الشباب، ودعم جهود مكافحة الفقر والجهل، والارتقاء بجودة التعليم والانفتاح على الثقافات الأخرى، بما يعزز قيم التسامح والتعايش مع الآخر، وهي القيم التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف، وتجاهلها الخطاب الديني المتعصب للجماعات المتطرفة والإرهابي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.