مصر: مذكرة تفاهم جديدة تمهد الطريق أمام إقامة 15 منطقة صناعية

بين كل من «مواد الإعمار القابضة» وشركة «أيادي للاستثمار والتنمية الزراعية»

مصر: مذكرة تفاهم جديدة تمهد الطريق أمام إقامة 15 منطقة صناعية
TT

مصر: مذكرة تفاهم جديدة تمهد الطريق أمام إقامة 15 منطقة صناعية

مصر: مذكرة تفاهم جديدة تمهد الطريق أمام إقامة 15 منطقة صناعية

أعلنت الحكومة المصرية بالتعاون مع شركائها في التنمية في المجتمع الدولي، خلال المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في شرم الشيخ، عن توقيع مذكرة تفاهم بحضور رئيس مجلس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب، ووزير التخطيط والمتابعة الدكتور أشرف العربي، وهي المذكرة التي تم توقيعها بين شركة «أيادي للاستثمار والتنمية الزراعية» وشركة «مواد الإعمار القابضة» (CPC) التابعة لمجموعة «بن لادن» السعودية، وأحد أهم المطورين الصناعيين.
هذه الاتفاقية الجديدة التي تم الإعلان عنها أمس تستهدف إقامة ما بين 10 إلى 15 منطقة صناعية واستثمارية على مساحة إجمالية 3 ملايين متر مربع، وبتكلفة إجمالية تقدر بنحو 500 مليون دولار، من أجل دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مختلف المحافظات، والذي من شأنه خلق فرص عمل جديدة تصل إلى 70 ألف وظيفة على مدار 10 إلى 15 عاما.
وفي الإطار ذاته، قام بتوقيع مذكرة التفاهم كل من نائب رئيس مجلس إدارة شركة «مواد الإعمار القابضة» المهندس معتز الصواف، والسيد مجدي صالح رئيس مجلس إدارة شركة «أيادي للاستثمار والتنمية الزراعية»، كما شهد توقيع مذكرة التفاهم المهندس يحيى بن لادن، وأشرف غزال المدير التنفيذي لشركة «أيادي»، والسيد رياض كيوان المدير التنفيذي لشؤون العمليات في شركة «مواد الإعمار الدولية»، والسيد جو كاواكاباني، والدكتور محمد اليافي، والمهندس عبد القادر أزهري.
وحال توقيع مذكرة التفاهم سيتم اتخاذ العديد من الإجراءات للتنفيذ ومن أهمها تخصيص الأراضي وإعداد الدراسات الفنية والسوقية، وإصدار التصاريح، وتوصيل المرافق والبنية التحتية، وكذلك إنشاء مبنى المشروع خلال المرحلة الأولى. فيما قال المهندس معتز الصواف إن استثمار الشركة في المناطق الصناعية الخاصة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة يُعَد خطوة مهمة نحو تنفيذ استراتيجية الشركة في هذا الشأن هدفها التوسع الدولي.
وقد شاركت شركة «مواد الإعمار القابضة» في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي عقد في شرم الشيخ. وجدير بالذكر أن شركة «مواد الإعمار القابضة» (CPC) هي شركة سعودية رائدة في مجال التنمية الصناعية والتصنيع وتسويق مواد البناء، وتمتلك الشركة ثماني مناطق صناعية في كل من السعودية وقطر والإمارات وسوريا ومصر وأكثر من 50 مصنعا للخرسانة الجاهزة والزجاج والألمنيوم والرخام والغرانيت والكابلات.
وتُعد استثمارات الشركة في مصر جزءا أساسيا من استراتيجيتها الاستثمارية في المنطقة والتي بدأت في عام 2007 من خلال إنشاء أول منطقة صناعية خاصة من خلال برنامج المطَورين الصناعيين. كما أنشأت الشركة عددا من المصانع المتخصصة في الخرسانة سابقة الصب، والزجاج، والألمنيوم، والخرسانة الجاهزة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.