اختطافات وقمع مظاهرات مناوئة للحوثيين بصنعاء

أحد المفرج عنهم من سجون الحوثي: تعرضت لتعذيب نفسي

اختطافات وقمع مظاهرات مناوئة للحوثيين بصنعاء
TT

اختطافات وقمع مظاهرات مناوئة للحوثيين بصنعاء

اختطافات وقمع مظاهرات مناوئة للحوثيين بصنعاء

طالبت القوى الثورية إخلاء العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المسلحة، وعودة أجهزة ومؤسسات الدولة لممارسة مهامها، مؤكدة تأييدها للشرعية الدستورية والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومة الكفاءات الوطنية، وإخلاء المكاتب الحكومية من مسلحي الحوثي وإنهاء وجود الميليشيات المسلحة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية وبفك الحصار عن الحكومة ورئيسها بحاح، وسرعة إطلاق سراح بقية المختطفين بعدما أفرجت جماعة الحوثيين المسلحة عن أحد المختطفين، وذلك في مظاهرة احتجاجية مناوئة للحوثيين.
وأكد شهود عيان، من المشاركين في المسيرة الاحتجاجية، لـ«الشرق الأوسط» أن «جماعة الحوثي المسلحة قامت بتفريق المتظاهرين في شارع الزبيري، وسط العاصمة، مستخدمين الرصاص الحي، وقاموا باختطاف الناشط عصام الصباحي رئيس إحدى الحركات المناهضة للحوثيين، إلى جهة مجهولة، بالإضافة إلى مصادرة كاميرا إحدى الصحافيات التي كانت تعمل على تغطية المظاهرة الاحتجاجية، وملاحقة المتظاهرين في الشوارع وضربهم بالهراوات. وأنه شوهد انتشار كثيف لجماعة الحوثي المسلحة في الشوارع التي كان من المقرر أن تمر فيها المسيرة المناوئة لهم».
وبعد ضغوط ومطالبات من الناشطين وشباب الثورة على جماعة الحوثي المسلحة لإطلاق سراح من تختطفهم، أطلق الحوثيين، مساء الجمعة، عن الناشط الثوري والقيادي في التجمع اليمني للصلاح، محمد الصبري، بعد 13 يوما من الاختطاف بالعاصمة صنعاء في السجون التابعة لهم، وقال الصبري في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي الحوثي اختطفوه من مقر طلابية التجميع اليمني للإصلاح بشارع الرباط، بصنعاء، وأودعوه مع 3 من زملائه منزلا لا يعرفه، لكن يعتقد أنه يتبع اللواء علي محسن الأحمر الذي احتلته جماعة المسلحة واستمروا فيه لـ3 أيام، ثم نقلوهم إلى الأمن السياسي في زنازين انفرادية خاصة».
وأضاف الصبري أنه لم يتعرض للتعذيب الجسدي، وإنما كان التعذيب نفسيا في سجن انفرادي، وأن من ضمن التحقيقات كان هناك سؤال حول علاقتنا بجماعة تنظيم القاعدة أم لا؟ ولكن عند التحقيق معنا لم تكن هناك أي تهمة ضدنا، ولم يحيلونا إلى النيابة أو أي جهة مختصة. وأنه لا يزال هناك ثلاثة، لا يزالون يحتجزون دون إثبات أي تهم إليهم: حبيب العريقي، وعلي الحدمة، وأنور الحميري.
وطالب أحد المفرج عنهم من سجون الحوثيين بالإفراج الفوري والسريع عن جميع المعتقلين، وكذلك زملاؤه الذين لا يزالون مختطفين، الذي أكد أن حالة بعضهم خطيرة وتحتاج إلى تدخل طبي سريع، مشددا على أن تكون هناك دولة مدنية، وبأن تكون دولة على أرض الواقع، وبأن من يريدون فرض الأمر الواقع عليهم أن يتحملوا مسؤولية هذه الدولة.
وأكد شباب الثورة وجميع القوى الثورية أن الثورة مستمرة لتحقيق أهداف ثورة الـ11 من فبراير ووفاء لشهداء جمعة الكرامة التي يصادف ذكراها يوم الأربعاء المقبل، الـ18 من مارس (آذار) الحالي.
من جهة أخرى، تستمر المسيرات الاحتجاجية الرافضة للوجود الحوثي وجميع الميليشيات المسلحة في مدينة الحديدة، غرب اليمن، وهي المسيرات التي شارك فيها جميع التكتلات الثورية التي دعا لها شباب الثورة السلمية، والحراك التهامي السلمي من أجل إسقاط الانقلاب الحوثي، وخروج جميع الميليشيات المسلحة من تهامة، ورفضها لوجود ميليشيات الحوثي المسلحة ولأجل التعبير عن إصرارهم التمسك بـ«إقليم تهامة».
وكان وفد من مجلس شباب الثورة السلمية من محافظة إب، وسط البلاد، قام بزيارة رسمية إلى مقر مجلس شباب الثورة السلمية بالحديدة، وعُقد اجتماع مشترك للمجلسين ناقشا خلاله أهم القضايا الوطنية على الساحة، وموقف المجلس من تلك القضايا، وأهمها انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية، وفي اللقاء تم الاتفاق على خطة عمل مشتركة بين المجلسين، ليكون المجلس نقطة انطلاق للربط بين إقليمي الجند وتهامة، من خلال التنسيق المشترك بينهما، والحضور الثوري السلمي بقوة في القضايا على الساحة الوطنية عامة وإقليمي الجند وتهامة خاصة.
في المقابل، طالبت حملة «من أجل وطن آمن»، التي حملت ميليشيات الحوثي مسؤولية جر البلاد إلى مستنقع حروب داخلية وإقليمية تنفيذا لأجندات خارجية، إطلاق سراح جميع المتظاهرين المختطفين في العاصمة صنعاء وإب والحديدة وذمار، ورفع الإقامة الجبرية عن رئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح وبقية الوزراء، مؤكدة رفضها الحوار مع جماعة الحوثي قبل إنهاء الانقلاب وإخراج الميليشيات من المدن واستمرار المظاهرات السلمية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات المحتلة حتى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.