تضارب أنباء حول قصف التحالف الدولي مقرًا للجيش العراقي.. والبرلمان يحقق

نائب عن «الوطنية»: الهدف تشويه سمعة العمليات العسكرية لصالح إيران

تضارب أنباء حول قصف التحالف الدولي مقرًا للجيش العراقي.. والبرلمان يحقق
TT

تضارب أنباء حول قصف التحالف الدولي مقرًا للجيش العراقي.. والبرلمان يحقق

تضارب أنباء حول قصف التحالف الدولي مقرًا للجيش العراقي.. والبرلمان يحقق

في الوقت الذي أحال البرلمان العراقي المعلومات الخاصة بشأن قيام طيران التحالف الدولي بقصف مقر للجيش العراقي في محافظة الأنبار إلى لجنة الأمن والدفاع لإجراء تحقيق فيه، فإن مجلس محافظة الأنبار كشف عن استراتيجية جديدة بدأ يتبعها تنظيم داعش، لا سيما في الأنبار وهي حفر الأنفاق من أجل إحداث أكبر ما يمكن من عملية التدمير بما في ذلك مقرات للقوات العراقية.
وكانت النائبة حنان الفتلاوي التي انشقت عن ائتلاف دولة القانون وشكلت كتلة «الإرادة» أعلنت في مؤتمر صحافي، أمس، أن «طيران التحالف الدولي قصف القطعات العسكرية في منطقة أبو ذياب، مما تسبب في استشهاد 50 جنديا وإصابة العشرات»، مشيرة إلى أن «عددا من جثث الشهداء لا تزال تحت الأنقاض». وأضافت أن هذا «القصف ليس أول مرة، وإنما تكرر في مناطق كثيرة واستهدف قطعات الجيش والحشد الشعبي»، مطالبة الحكومة والبرلمان بـ«اتخاذ موقف من عمليات القصف»، كما دعت إلى «تعويض عوائل الشهداء».
من جهته، ناقش البرلمان العراقي خلال جلسته، أمس، قضية قصف قوات التحالف الدولي لمقرات الجيش العراقي والحشد الشعبي في محافظة الأنبار بناء على طلب عدد من النواب. وقرر البرلمان إحالة الأمر إلى لجنة الأمن والدفاع للتحقق منه. وقد شكك عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف الوطنية وعضو لجنة الأمن والدفاع كاظم الشمري في إمكانية حصول ذلك. وقال الشمري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا الأمر تكرر كثيرا دون أن تتوافر أدلة حقيقية بشأن ذلك بما في ذلك ما أعلنته النائبة حنان الفتلاوي التي اعتمدت على كتاب من قائد القوات المشتركة طالب شغاتي»، مبينا أنه «في الوقت الذي تحصل فيه أخطاء في الحروب من خلال ما يسمى بالنيران الصديقة، لكن التركيز عليه يبدو حتى الآن من جهات معينة وهي قريبة من الدور الإيراني في العراق بصرف النظر عن طبيعة هذا الدور، لكن على صعيد هذه النقطة، فإن الهدف منه هو خلق نوع من الفجوة بين رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وبين التحالف الدولي من خلال جعل دور التحالف الدولي في العراق، وكأنه معاد للعراقيين وليس العكس»، كاشفا عن «انزعاج الأميركان من تكرار هذه الاتهامات، وإن رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال، ديمبسي، نقل هذا الانزعاج للقادة العراقيين».
وأضاف الشمري أن «البرلمان طلب من لجنة الأمن والدفاع التحقيق في هذه القصة رغم أننا ومن خلال متابعاتنا ولقاءاتنا مع القادة الميدانيين، فإن أيا منهم لم يؤكد مثل هذه المعلومات».
وفي محافظة الأنبار حيث الموقع الذي جرى تدميره بالكامل ويضم سرية عراقية مثلما قيل عبر قصف صاروخي لطيران التحالف الدولي، قال عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الموقع المدمر يقع في منطقة البوذياب، وهي منطقة قتال بين تنظيم داعش والقوات العسكرية، لكنني ومن خلال مشاهدتي للبيت الذي جرى تدميره أستبعد أن تكون عملية التدمير تمت من خلال قصف صاروخي»، مرجحا «إمكانية أن تكون العملية تمت عن طريق نسف المنزل من خلال استخدام مواد حارقة مثل مادة السيفور والـ(تي إن تي) التي بات يستخدمها (داعش) بكثرة في معاركه الأخيرة»، موضحا أن «القصف الصاروخي مهما كان لا يمكنه أن يؤدي إلى نسف منزل بالكامل ويحدث حفرة عمقها أكثر من 30 مترا بحيث لا وجود حتى للأنقاض».
وكشف الفهداوي أن «(داعش) حفر نفقا كجزء من خطته الجديدة في حفر الأنفاق بطول 150 مترا بدءا من منزل الشيخ حميد الهايس إلى الموقع، ويبدو أنه استخدم كميات كبيرة من السيفور والـ(تي إن تي) في عملية التدمير عندما اقترب من هذا الموقع الذي لم يتبق له أثر». وأوضح أن «السرية التي كانت تتخذ هذا البيت مقرا لها هي بمثابة خط صد مع داعش».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.