محكمة موريتانية تفرج عن 3 مناهضين للعبودية

حكمت عليهم بالسجن سنة بتهمة الانتماء لجمعية غير مرخصة

محكمة موريتانية تفرج عن 3 مناهضين للعبودية
TT

محكمة موريتانية تفرج عن 3 مناهضين للعبودية

محكمة موريتانية تفرج عن 3 مناهضين للعبودية

أفرجت محكمة الجنح بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، أمس عن 3 مناهضين للعبودية، بعد أن حكمت عليهم بالسجن عاما كاملا مع وقف التنفيذ، وذلك في محاكمة هي الثانية من نوعها في حق مناضلين ضد العبودية، تشهدها موريتانيا في غضون شهرين.
وأفرج عن المعتقلين الثلاثة وسط احتفالات من أنصار مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية (إيرا)، وهي الحركة التي ينشط فيها المفرج عنهم، وتشتهر في موريتانيا بمواقفها الحادة من ممارسي العبودية، ولكنها تواجه مشاكل كبيرة بسبب عدم حصولها على ترخيص رسمي من السلطات الموريتانية.
وشمل قرار الإفراج كلا من نائب رئيس الحركة السعد ولد لوليد، بالإضافة إلى كل من مريم بنت الشيخ، ويعقوب ولد إنللّ، وقد اعتقل الثلاثة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على خلفية مظاهرات خرجت آنذاك في العاصمة نواكشوط، وشهدت أعمال شغب وصدامات مع الأمن.
وقد برأت محكمة الجنح بنواكشوط المفرج عنهم من تهمة التحريض على التجمهر غير المشروع، وارتكاب أعمال شغب، فيما أدانتهم بتهمة الانتماء لجمعية حركة (إيرا) الحقوقية التي لم تحصل على ترخيص رسمي، رغم مرور أزيد من 8 سنوات على بداية نشاطها.
وكانت الحركة الحقوقية تحتج على اعتقال عدد من قياداتها، وفي مقدمتهم رئيس الحركة بيرام ولد الداه ولد اعبيدي، وهو المرشح للانتخابات الرئاسية الأخيرة التي حل فيها في المرتبة الثانية، بعد الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز بنسبة لم تتجاوز 8 في المائة فقط.
وترى الحركة أن اعتقال قائدها وعدد من رفاقه في نوفمبر من العام الماضي، والحكم عليهم بالسجن النافذ عامين في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، لا يعدو كونه قضية تصفية حسابات، يريد منها النظام تصفية خصومه السياسيين والحقوقيين، وفق تعبير قياديين في الحركة.
من جهتها، تنفي الحكومة الموريتانية اتهامها باستغلال القضاء لتصفية الحسابات السياسية، إذ أكد مصدر شبه رسمي لـ«الشرق الأوسط» أن هنالك فصلا بين السلطات، وأن ملف الحقوقيين المعتقلين كان بين يدي القضاء، وهو من يملك الحق في البت فيه ولا صلة للحكومة بالملف.
وكان الناطق باسم الحكومة الموريتانية قد أوضح في تصريحات سابقة أن من حكم عليهم القضاء بالسجن «ليسوا حقوقيين بالمعنى الدقيق للكلمة»، متهما إياهم بالسعي لاستغلال ملفات حقوق الإنسان من أجل تحقيق «مآرب شخصية»، وفق تعبيره.
وكانت السلطات الموريتانية قد أعلنت الأسبوع الماضي يوم السادس من مارس (آذار) من كل عام «يوما وطنيا لمحاربة مخلفات الاسترقاق»، وذلك للاحتفال بذكرى اعتماد خريطة طريق مكافحة الأشكال الحديثة للاسترقاق في نفس اليوم من سنة 2014.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».