وفد أمني قطري في بيروت للتواصل مع خاطفي العسكريين اللبنانيين

معلومات تتحدث عن إمكانية أن تكون قضية فضل شاكر جزءًا من تسوية لتحريرهم

فضل شاكر صيف 2012 يغني أغاني دينية في حفل بمدينة صيدا جنوب لبنان (أ.ف.ب)
فضل شاكر صيف 2012 يغني أغاني دينية في حفل بمدينة صيدا جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

وفد أمني قطري في بيروت للتواصل مع خاطفي العسكريين اللبنانيين

فضل شاكر صيف 2012 يغني أغاني دينية في حفل بمدينة صيدا جنوب لبنان (أ.ف.ب)
فضل شاكر صيف 2012 يغني أغاني دينية في حفل بمدينة صيدا جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أعلن حسين يوسف، الناطق باسم لجنة أهالي العسكريين اللبنانيين المختطفين، أن وفدا أمنيا قطريا وصل هذا الأسبوع إلى بيروت لمتابعة ملف أبنائهم، الذين يختطفهم تنظيما داعش وجبهة النصرة منذ شهر أغسطس (آب) الماضي، بعدما كانت قطر قد سحبت قبل نحو 3 أشهر وسيطها أحمد الخطيب بعيد إعدام «النصرة» أحد الجنود اللبنانيين.
وقال يوسف لـ«الشرق الأوسط» إن «الحركة القطرية حاليا هي غير المرة السابقة، باعتبار أن الوسيط الخطيب الذي كان سوري الجنسية استبدل حاليا بوفد أمني قطري رفيع، مما يؤكد تعاطيا جديا مع الموضوع في هذه المرحلة». وأضاف «الوفد سيتواصل مع (النصرة) و(داعش) على حد سواء، وقد أخذنا تعهدا من الدولة بأن تشمل المفاوضات كل العسكريين وليس جزءا دون الآخر».
ولفت يوسف إلى أن الوسيطين السابقين، الشيخ مصطفى الحجيري ونائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي، لا يزالان يلعبان «أدوارا إيجابية في الملف، كما أنهما على تنسيق دائم مع أجهزة الدولة ويزوران الخاطفين في منطقة الجرود باستمرار، وبالتالي فإن مساعيهما متواصلة».
وترددت معلومات أخيرا عن إمكانية أن تكون اقتربت النهاية السعيدة لملف العسكريين الذين قد يحررون بإطار تسوية كبيرة يندرج في إطارها حل قضية الفنان اللبناني المعتزل فضل شاكر، المقرب من جبهة النصرة والذي من المتوقع أن يسلم نفسه قريبا للسلطات اللبنانية. إلا أن أي جهات رسمية لم تنف أو تؤكد هذه المعطيات. وقال يوسف في هذا الإطار «لا نعلم مدى ارتباط الملفين الواحد بالآخر، لكننا نؤيد أي خطوة تؤدي بالنهاية لتحرير أبنائنا ولا تضر بأحد».
واجتمعت لجنة أهالي العسكريين المختطفين يوم أمس الثلاثاء في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، وقررت «تجميد التصعيد لأجل يسمى على ضوء نتيجة التقدم أو التقصير»، وتمنت «على الحكومة الإسراع والاستمرار بنفس القوة للوصول إلى إطلاق العسكريين كافة». وأوضحت اللجنة أنه «تم اتخاذ هذا القرار بعد الاجتماع بوزير الصحة وائل أبو فاعور، وبعد المعطيات المتوافرة والأجواء الإيجابية الملموسة إلى حد مقبول لناحية تعاطي الدولة ولناحية وجود الوفد القطري في المفاوضات بجدية وبقوة تختلف عن السابق».
وكانت وتيرة مفاوضات إطلاق العسكريين تراجعت في الفترة الماضية بعد تولي فليطي التواصل مع تنظيم داعش الذي يختطف منذ أغسطس الماضي 11 عسكريا أعدم اثنين منهم، وتولي الشيخ الحجيري الوساطة مع «النصرة» التي كانت تختطف 18 عسكريا قتلت اثنين منهم.
وسلّمت «النصرة» في فبراير (شباط) الماضي الوسيط القطري السابق أحمد الخطيب 3 مقترحات بشأن تبادل العسكريين المخطوفين لديها. ويقضي الاقتراح الأول بمبادلة كل مخطوف بـ10 سجناء من سجون لبنان، أما الاقتراح الثاني فيشترط الإفراج عن 7 سجناء من السجون اللبنانية و30 سجينة من السجون السورية مقابل كل مخطوف، أما الاقتراح الثالث فيقول بإطلاق 5 سجناء من السجون اللبنانية و50 سجينة من السجون السورية مقابل كل عسكري مخطوف.
ويُتوقع أن تتسارع وتيرة المفاوضات حاليا قبيل اندلاع معركة مرتقبة على الحدود اللبنانية السورية الشرقية بين الجيش اللبناني والمسلحين المتمركزين في منطقة الجرود حيث يُحتجز العسكريون. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» يوم أمس عن تعرض موقع للجيش في المنطقة الجردية من بلدة عرسال لاعتداء وإطلاق نار من قبل المسلحين، مما استدعى رد عناصر الموقع على مصادر النيران بمختلف أنواع الأسلحة.
وينفذ الجيش اللبناني وبشكل متواصل عمليات محدودة ودقيقة، كان آخرها سيطرته على تلال استراتيجية في جرود رأس بعلبك، تبعد أكثر من 10 كيلومترات عن بلدة رأس بعلبك شرقا نحو المنطقة الحدودية، الأسبوع الماضي، كما تتكرر محاولاته شبه اليومية لصد تحركات المسلحين ومحاولاتهم التسلل إلى عمق الأراضي اللبنانية.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن جرود السلسلة الشرقية تشهد «تحركات مشبوهة» وبالتحديد من جهة جرود القلمون، قابلتها تعزيزات للجيش اللبناني تحسبا لأي هجوم محتمل على مواقعه مع اقتراب فصل الربيع وذوبان الثلوج.
وكانت مصادر لبنانية مطلعة على التحضيرات لمعركة جرود عرسال أبلغت «الشرق الأوسط»، في وقت سابق، بأن طابع المعركة «سيكون دفاعيا ضد هجمات محتملة للمسلحين»، من غير أن تستبعد «الهجمات التكتيكية المحدودة»، وذلك «بهدف رد خطر هجمات المسلحين في الجرود». وأوضحت المصادر أن مسرح العمليات «سيكون داخل الأراضي اللبنانية في المنطقة الحدودية مع سوريا، حيث ينتشر المسلحون»، ذلك أن «وجودهم في المناطق السورية اقتصر على الجرود».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.