استيقظ الفرنسيون صباح أمس على خبر غلف بالحزن نهارا ربيعيا رائقا. فقد فقدت البلاد 8 من أبنائها في حادث تحطم مروحيتين وقع في الأرجنتين، وكان من ضحاياه بطلة الإبحار بالزوارق الشراعية فلورنس آرتو، والسباحة الأولمبية كاميل موفا، والملاكم العالمي أليكسي فاستين، و5 من فريق تصوير برنامج تلفزيوني للمسابقات.
وقد عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن صدمته وحزنه، في حين قال رئيس الوزراء مانويل فالس إن فرنسا في حداد.
وقع الحادث بينما كان الضحايا يشاركون مع رياضيين آخرين بارزين من زملائهم في برنامج لحساب القناة الفرنسية الأولى. والتحقيق ما زال جاريا لمعرفة سبب تحطم المروحيتين بعد فترة قليلة من إقلاعهما من منطقة فيلا كاستيلي، غرب إقليم لاريوخا في الأرجنتين في ظروف مناخية وصفت بالجيدة.
وحازت فرانسوا آرتو، التي تعتبر أبرز بحارة في العالم، شهرتها لأنها من النساء القلائل اللواتي مارسن الإبحار المنفرد عبر المحيطات، وفرضت نفسها بطلة في رياضة رجالية. كما أنها لم تتقاعد رغم بلوغها من العمر 57 عاما. وفازت آرتو عام 1990 ببطولة السباق الشهير «طريق الروم»، عابرة الأطلسي بمفردها بين بلدة سان مالو غرب فرنسا، وميناء بوان آبيتر في جزيرة غوادلوب الفرنسية في الكاريبي. ونظرا لشجاعتها في مواجهة الأمواج في رحلات دامت أسابيع، فقد أطلقت عليها وسائل الإعلام لقب «الخطيبة الصغيرة للأطلسي».
أما الملاكم أليكسي فاستين فقد استحق لقب «الملاكم المشؤوم» بعد أن فشل في السابق، ولظروف طارئة، في الفوز بالميدالية الذهبية في مسابقات دولية، منها دورة بكين الأولمبية التي حصل فيها على الميدالية البرونزية. وكان فاستين قد فقد شقيقته الصغرى قبل شهرين في حادث سيارة. والضحية الثالثة هي السباحة كاميل موفا التي تبلغ من العمر 25 عاما، وسبق لها أن نالت 3 ميداليات في دورة لندن الأولمبية عام 2012، بينها واحدة ذهبية. وبينما نجا مقدم البرنامج ورياضيون آخرون لم يكونوا على متن المروحتين، من أمثال لاعب كرة القدم السابق سيلفان ويلتورد، وبطل التزلج على الجليد فيليب كونديلورو، وبطلة سباق الدراجات جاني لوي بودان، لقي 5 من فريق التصوير حتفهم في الحادث.
وتعيد هذه المأساة الجدل حول هذا النوع من برامج الواقع التي باتت الشغل الشاغل لقنوات التلفزيون، وحول الأسباب التي تدفع شخصيات معروفة للمشاركة فيها. ففي ربيع 2013 توفي مشارك شاب بالسكتة القلبية أثناء تصوير برنامج مماثل بعنوان «كول لانتا» للقناة الأولى، أيضا، في كمبوديا. وبعد الحادث بفترة وجيزة انتحر الطبيب المرافق لفريق التصوير.
القناة التي تقدمت ببالغ تعازيها لعائلات الضحايا كانت تستعد في الموسم المقبل لبث الحلقات المصورة من البرنامج الذي تقوم فكرته على نقل المتسابقين إلى منطقة بعيدة عن العمران وغير مأهولة بالسكان ويكون عليهم البحث عن مصدر للكهرباء يسمح لهم بشحن هواتفهم النقالة. والفائز بالجائزة الأولى هو من ينجح في الاتصال بمقدم البرنامج قبل غيره. لكن من اللعب ما قتل.
الرياضة الفرنسية تفقد 3 من أبطالها في حادث تحطم مروحيتين في الأرجنتين
كارثة جوية تخطف البحارة فلورنس آرتو «خطيبة الأطلسي»
الرياضة الفرنسية تفقد 3 من أبطالها في حادث تحطم مروحيتين في الأرجنتين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة