قوات تشاد والنيجر تشن هجوما واسعا ضد «بوكو حرام » في نيجيريا

غداة إعلان زعيم الحركة مبايعته لـ«داعش»

قوات تشاد والنيجر تشن هجوما واسعا ضد «بوكو حرام » في نيجيريا
TT

قوات تشاد والنيجر تشن هجوما واسعا ضد «بوكو حرام » في نيجيريا

قوات تشاد والنيجر تشن هجوما واسعا ضد «بوكو حرام » في نيجيريا

شنت قوات تشاد والنيجر اليوم هجوما جويا وبحريا واسعا في نيجيريا ضد جماعة "بوكو حرام"؛ وذلك غداة مبايعتها تنظيم "داعش".
وقال مصدر حكومي إنه "في وقت مبكر من صباح اليوم (الاحد)، شنت قوات النيجر وتشاد هجوما ضد بوكو حرام على جبهتين في منطقة بوسو وقرب ديفا".
واشارت وسائل اعلام محلية الى ان "اكثر من 200 عربة رباعية الدفع مجهزة برشاشات ودبابات وسيارات اسعاف وصهاريج ماء وشاحنات نقل لوجستي ضمن القافلة العسكرية.
ويشكل هذا الهجوم بداية فتح جبهة جديدة ضد "بوكو حرام" في نيجيريا.
وينتشر الآلاف من الجنود النيجريين والتشاديين منذ اكثر من شهر في حالة دفاعية في اقليم ديفا تحت نيران بوكو حرام.
وكانت الدول المجاورة لنيجيريا، تشاد والكاميرون والنيجير، والتي تعرضت بدورها لاعتداءات "بوكو حرام" في منطقة بحيرة تشاد، شنت هجوما مشتركا أواخر يناير (كانون الثاني) المنصرم ضد المقاتلين المتطرفين. واضطر هؤلاء الى الانسحاب من مواقع عدة في أقصى شمال نيجيريا.
ويوم السبت هزت مدينة مايدوغوري معقل "بوكو حرام" في شمال شرقي نيجيريا ثلاثة انفجارات موقعة 58 قتيلا على الاقل و139 جريحا.
وفي اليوم ذاته، اعلن الجيش النيجيري نجاحا عسكريا جديدا ضد "بوكو حرام"؛ إذ طرد مقاتليها من بلدتي بوني يادي وبوني غاري في ولاية يوبي بعدما كان تحدث سابقا عن استعادة مدينة مارت في بورنو.
ونقلت تقارير ان المقاتلين المتطرفين يتجمعون في مدينة غووزا، التي تعتبر مقر الجماعة، في ما يحتمل ان يكون تحضيرا لهجوم مضاد.
وبحسب خبراء، فان اعلان بوكو حرام المبايعة لتنظيم داعش، الذي يحاول ايضا الدفاع عن المناطق التي يسيطر عليها في العراق، هو نتيجة الضغط العسكري. إذ قد تثير المبايعة امكانية جر القوى الغربية التي بقيت بمنأى عن اي تدخل عسكري مباشر قي شمال شرقي نيجيريا الى النزاع الدائر هناك، والذي أسفر منذ العام 2009 عن مقتل أكثر من 13 الف شخص. ويُنظر بشكل كبير الى هذا النزاع على انه قضية "محلية" او اقليمية على اوسع تقدير.
وحذر خبراء من تضاعف هجمات "بوكو حرام" مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والتشريعية في نيجيريا في 28  مارس (آذار).



للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
TT

للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

سحب الفرنسيون من تشاد، الثلاثاء، مقاتلات عسكرية من طراز «ميراج 2000»، ليصبح البلد الأفريقي مترامي الأطراف والحبيس في قلب القارة السمراء، خالياً من أي مقاتلات فرنسية لأول مرة منذ أن نال استقلاله عن باريس قبل 6 عقود.

اليوم، أصبحت سماء تشاد هادئة من أزيز «الميراج» الفرنسية، وأغمضت العين الفرنسية التي ظلّت لعقود طويلة رقيباً لا يغفل على أرض تشاد الشاسعة، الممتدة من صحراء أوزو الحارقة شمالاً، وصولاً إلى أحواض بحيرة تشاد الرطبة في أقاصي الجنوب.

الطائرة التي تُمثّل فخر الصناعة العسكرية الفرنسية، ظلّت لسنوات طويلة صاحبة الكلمة الأولى في السماء التشادية، والسلاح الحاسم الذي تدخّل لقلب موازين السياسة أكثر من مرة، خصوصاً حين حاصر المتمردون القادمون من الشمال الرئيسَ الراحل إدريس ديبي في 2006 و2019.

بداية الرحيل

طائرة «ميراج» فرنسية وهي تغادر قاعدة «غوسي» التشادية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

في حدود منتصف نهار الثلاثاء، كان الجنود الفرنسيون في قاعدة «غوسي» العسكرية في عاصمة تشاد إنجامينا، يتبادلون الابتسامات الباهتة مع أقرانهم التشاديين، فطغت على أجواء الوداع حميمية مصطنعة، وهم يستعدون لركوب طائرات «الميراج»، في رحلة ذهاب دون عودة، نحو فرنسا.

رفع الطيار العسكري الفرنسي يده بتحية عسكرية صارمة، من وراء زجاج طائرته النفاثة، وألقى نظرة أخيرة، ثم حلّق عالياً لتكون بذلك بداية انسحاب فرنسي من بلد دخله أجداده مستعمرين مطلع القرن العشرين، أي قبل 120 عاماً.

الجيش الفرنسي قال في بيان مقتضب تعليقاً على سحب طائراته العسكرية، إن القرار جاء بعد أن قررت تشاد إنهاء العمل باتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع فرنسا، يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف أن «وجود هذه الطائرات كان تلبية لحاجة سبق أن عبّر عنها الشريك (التشادي)».

فيما قال مصدر فرنسي إن وجود المقاتلات الفرنسية في تشاد لم يعُد مبرّراً بعد إنهاء التعاون العسكري بين البلدين، وأضاف أن «فرنسا تنهي نشر مقاتلاتها في قاعدة (غوسي) الجوية في إنجامينا. والجيش الفرنسي اتخذ قراراً بسحب طائراته الحربية».

رحيل تدريجي

وزير خارجية تشاد، عبد الرحمن كليم الله، نشر تغريدة مقتضبة على موقع «إكس»، قال فيها: «إنه بعد الانسحاب النهائي لمقاتلات (الميراج) الفرنسية وطائرة الدعم والإسناد، نفذت المرحلة الأولى من سحب القوات الفرنسية في تشاد».

كما نشرت الخارجية التشادية بياناً قالت فيه: «إن هذا الحدث يُمثل خطوة كبيرة في تنفيذ الجدول الزمني المتفق عليه بين الطرفين» بخصوص مغادرة القوات الفرنسية، قبل أن تشير إلى أنه «سيتم الترحيل التدريجي للقوات البرية خلال الأسابيع المقبلة».

ويوجد في تشاد نحو ألف جندي فرنسي، كانوا موجودين بموجب اتفاق تعاون عسكري موقع منذ عقود، وجرى تجديده عام 2019، ولكن تشاد قررت الشهر الماضي أن تنهيه من جانب واحد من أجل «تجسيد السيادة» على أراضيها.

وفي هذا السياق، قالت الخارجية التشادية إن الشعب التشادي «يتطلّع إلى مستقبل تحظى فيه السيادة الوطنية بالاحترام الكامل، وتتولى فيه القوات المسلحة الوطنية بشرف وكفاءة الدفاع عن أراضيها وأمن مواطنيها».

ولكنها في الوقت نفسه، شدّدت على «فكّ الارتباط (مع فرنسا) يتم بروح من الاحترام المتبادل والحوار البنّاء للحفاظ على العلاقات الثنائية بين تشاد وفرنسا في المجالات الاستراتيجية الأخرى ذات الاهتمام المشترك».

لجنة مشتركة

جنديان تشاديان خلال مناورات مع سلاح الجو الفرنسي (أرشيف الجيش الفرنسي)

ورغم أن البلدين لم يُعلنا أي تفاصيل حول الجدول الزمني لسحب القوات الفرنسية، فإن المصادر تؤكد تشكيل «لجنة مشتركة» تتولّى الإشراف على العملية، وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعها الأول يوم الجمعة الماضي، دون إعطاء أي تفاصيل.

في هذه الأثناء، وصفت صحف فرنسية واسعة الانتشار من بينها «لوموند» ما يجري بأنه «صفعة موجعة» تتلقّاها فرنسا في بلد ظلّ لعقود يمثل حليفاً استراتيجياً في أفريقيا، واليوم يُعدّ آخر مركز نفوذ لفرنسا في منطقة الساحل الأفريقي، حيث سبق أن انسحبت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ويصر الفرنسيون على أن ما يحدث في تشاد مختلف عما جرى في دول الساحل الأخرى؛ حيث وقعت قطيعة تامة مع باريس.

ويقول مصدر وصفه الإعلام الفرنسي بأنه قريب من الملف: «إن التشاديين لم يطلبوا سحب القوات بشكل فوري، وبهذه السرعة»، وأضاف: «نحن من أراد التحكم في الانسحاب» تفادياً لأي مفاجآت.