الشباب يهيمنون على معرض الرياض للكتاب.. والكتب الفكرية تخطف اهتمامهم

«الخوف من الليبرالية» والتشدد وقضايا حساسة.. موضوعات الكتب السعودية لهذا العام

سلطان الموسى أثناء حفل توقيع كتابه («الشرق الأوسط»)
سلطان الموسى أثناء حفل توقيع كتابه («الشرق الأوسط»)
TT

الشباب يهيمنون على معرض الرياض للكتاب.. والكتب الفكرية تخطف اهتمامهم

سلطان الموسى أثناء حفل توقيع كتابه («الشرق الأوسط»)
سلطان الموسى أثناء حفل توقيع كتابه («الشرق الأوسط»)

سجل الشباب حضورا باهرا في الأيام الأولى لمعرض الكتاب الدولي في الرياض، الذي افتتح مساء الأربعاء الماضي. وشهدت أجنحة المعرض زوارا من فئة الشباب فاقت نسبهم في الأعوام الماضية. في حين قدم المعرض كذلك عددا كبيرا من المؤلفين والكتاب الشباب الذين قدموا أعمالا لافتة.
يذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنظمه وزارة الإعلام خلال الفترة من 13 إلى 23 الشهر الجاري، بعنوان «الكتاب.. تعايش»، وبمشاركة دولة الشرف جنوب أفريقيا، تساهم فيه 915 دار نشر من 29 دولة.
ميول الشباب الذين غصت بهم أجنحة المعرض من حيث القراءة هي الأخرى كانت لافتة؛ فالعدد الأكبر اختار الانحياز للكتب الفكرية على حساب الروايات العربية والعالمية، ومن بين الكثير من حفلات التوقيع، كان لافتا حجم الإقبال الكبير الذي حظي به شاب سعودي في العشرينات من عمره ألف العام الماضي كتابا يحمل عنوان «أقوم قيلا»، وهو الشاب سلطان الموسى، وهو شاب يعمل في جامعة الأميرة نورة، ومتخصص في الإدارة المالية. وذكرت دار الأدب العربي، ناشرة الكتاب، لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الكتاب تم طبعه منذ العام الماضي حتى الآن 20 طبعة، وخلال هذا المعرض حافظ على معدل مرتفع من حجم الإقبال الواسع بين الشباب والفتيات.
في حين قال مؤلف الكتاب سلطان الموسى، لـ«الشرق الأوسط»، إن كتابه «أقوم قيلا» يعتبر أول تجربة له في التأليف، وهو يناقش قضايا الإلحاد والوجود، ويتوقف عند أبرز القضايا الدينية في الديانات المختلفة، أيضا يجيب عن التساؤلات الفلسفية ويناقشها بأسلوب مبسط ومفهوم، ويحوي الكتاب 11 فصلا. نجاح الكتاب شجع المؤلف على طرح كتاب آخر في هذا السياق، هو «تسريب».
شاب آخر، هو العشريني زياد عوض، الذي لقيت روايته «لا أحد يمر بشوارع المجاهدين» رواجا لافتا، وهي تقدم تجربة إبداعية واعدة. وتمتاز هذه الرواية بالجرأة في تناول الموضوعات المثيرة، حيث تدور أحداثها في أماكن العشوائيات في حي المجاهدين بمكة المكرمة، حيث نشأ بطل الرواية وتربى إلى أن وجد نفسه في عالم التشدد. وتستمر حياته هناك حتى يصادف أن يلتقي فتاة تربطه بها قصة عشق تصبح مفتاحا لخروجه من أسر الآيديولوجيات المتشددة. الرواية حملت على غلافها صورة لعود موسيقي ورشاش كلاشنيكوف، وهي ترسم خيارا بين المسارين.
ومن الكتب الفكرية الجادة، يشارك الناقد السعودي الدكتور حسن النعمي بمؤلفه الجديد «الخوف من الليبرالية»، عن دار الانتشار العربي، وهو كتاب يحاول مقاربة السؤال: لماذا نخشى من وما نختلف معه أو حوله..؟ والناقد الدكتور النعمي الحاصل على الدكتوراه في «الفن القصصي» من جامعة إنديانا الأميركية عام 1995، يعمل أستاذا مشاركا للأدب الحديث ونظرية الأدب والأدب السعودي بقسم اللغة العربية، كلية الآداب، بجامعة الملك عبد العزيز بجدة. وهو قاص وناقد أصدر 3 مجموعات قصصية، هي: «زمن العشق الصاخب»، و«آخر ما جاء في التأويل القروي»، و«حـدّث كَـثيب قال». كما أصدر كتابين نقديين، هما: «رجع البصر: قراءات في الرواية السعودية»، و«خطاب السرد: الرواية النسائية السعودية».
يذكر أن معرض هذا العام يستضيف دولة جنوب أفريقيا ضيف شرف، ويتم تخصيص جناح كبير لها لعرض تاريخها وأدبها وإصداراتها لزوار المعرض، وهي تشارك كذلك في الفعاليات والندوات الثقافية المصاحبة للمعرض، حيث كانت الدول ضيوف الشرف في دورات معرض الكتاب في الأعوام السابقة: اليابان والبرازيل والسنغال والهند والسويد والمغرب وإسبانيا. كما يتم خلال دورة معرض الكتاب لهذا العام الإفادة من الجوانب التقنية بشكل كبير في عدة مجالات حيوية ومهمة، خدمة للكتاب والناشر والمؤلف والقارئ في آن واحد، إذ قامت إدارة المعرض بتنفيذ كثير من الخدمات الإلكترونية، التي يأتي في مقدمتها التسوق الإلكتروني، وذلك من خلال التعاون مع البريد السعودي، مما يسهل شراء الكتب لغير المتمكنين من حضور المعرض، وتوصيلها لهم، إضافة إلى تفعيل خدمات الاستعلام عن الكتب من خلال أجهزة الحاسبات داخل أروقة المعرض وعبر الأجهزة الذكية.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.