«فتح» تحذر «حماس» من تداعيات استمرار احتجاز أحد قادتها على المصالحة الوطنية

إسرائيل تقتل صيادا فلسطينيا في المنطقة المسموحة داخل بحر غزة

فلسطينيون يشيعون جنازة توفيق أبو ريالة الذي قتل من طرف جنود البحرية الإسرائيلية قبالة بحر غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يشيعون جنازة توفيق أبو ريالة الذي قتل من طرف جنود البحرية الإسرائيلية قبالة بحر غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

«فتح» تحذر «حماس» من تداعيات استمرار احتجاز أحد قادتها على المصالحة الوطنية

فلسطينيون يشيعون جنازة توفيق أبو ريالة الذي قتل من طرف جنود البحرية الإسرائيلية قبالة بحر غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يشيعون جنازة توفيق أبو ريالة الذي قتل من طرف جنود البحرية الإسرائيلية قبالة بحر غزة أمس (أ.ف.ب)

قتلت إسرائيل أمس صيادا فلسطينيا بالرصاص، واعتقلت اثنين آخرين في هجوم على مركب للصيد شمال القطاع، بعد أن داهم جنود البحرية الإسرائيلية مركب صيد على متنه مجموعة من الصيادين داخل المساحة التي يسمح للفلسطينيين الصيد فيها، والتي لا تتجاوز 6 أميال بحرية قبالة بحر غزة، وقتلت على الفور توفيق أبو ريالة الذي أصيب بطلق ناري في البطن.
وقال نزار عياش، نقيب الصيادين الفلسطينيين، إن البحرية الإسرائيلية تعمدت قتل أبو ريالة، واعتقلت زميليه جهاد ووحيد كسكين من القارب، وبعد هذا الحادث تم الإعلان عن تجميد عمليات الصيد لثلاثة أيام في غزة احتجاجا على جريمة قتل أبو ريالة، وبسبب تقليص مساحة الصيد من 6 إلى 4 أميال من طرف إسرائيل، التي تفرض حصارا بحريا على غزة، لكن اتفاقات وقف إطلاق النار التي شهدتها القاهرة العام الماضي نصت على السماح للصيادين بالصيد على مسافة 6 أميال، على أن تتوسع تدريجيا إلى 12 ميلا.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن 4 قوارب انحرفت عن منطقة الصيد، وإن الجيش فتح النار بعد أن رفضت القوارب تنفيذ أوامر بالتوقف.
وشيع الفلسطينيون في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة جثمان أبو ريالة، في جنازة تقدمها إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، التي حملت الاحتلال الإسرائيلي تداعيات «استشهاد الصياد الفلسطيني بعد تعرضه لإطلاق نار في عرض بحر غزة»، إذ قال الناطق باسم الحركة، سامي أبو زهري، إن هذا «يعد تجاوزا خطيرا لاتفاق التهدئة المبرم بين المقاومة وسلطات الاحتلال»، مضيفا أن قوات «الاحتلال تتحمل المسؤولية عن كل التداعيات المترتبة على هذه الجرائم».
إلى ذلك، تصاعد التوتر بين حركتي فتح وحماس بعد استمرار احتجاز الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، مأمون سويدان، مدير العلاقات الدولية في حركة فتح بقطاع غزة منذ الخميس الماضي.
وكان جهاز الأمن الداخلي في غزة قد طالب سويدان بالحضور بشكل عاجل إلى مقره الرئيسي في مدينة غزة للتحقيق ولم يفرج عنه.
وحملت حركة فتح، حماس المسؤولية عن حياة سويدان، وطالبتها بالإفراج عنه فورا.
وعدت فتح أن احتجاز حركة حماس لسويدان يعد «حلقة في سلسلة عملية ترهيب وقمع منظمة، توجهها حماس نحو قيادات الحركة وأطرها ومناضليها في قطاع غزة».
وبهذا الخصوص أشار نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض العلاقات الدولية في الحركة، إلى أن حركته لن تسمح لحماس بارتكاب الجرائم بحق الفتحاويين تحت مظلة المصالحة، وقال موضحا: «لا نريد أن يؤدي اعتقال القيادي الفتحاوي مأمون سويدان إلى سلسلة من ردود الفعل، فنحن حريصون على تحقيق المصالحة الوطنية، (..) لكن على حماس ألا تعتقد أنها قادرة على تحقيق ما تريد دون الردود عليها».
وأردف: «أعطيت حماس الوقت الكافي للإفراج عن سويدان سالماً غير مصاب بأي اعتداء أو تعذيب، وإذا لم تستجب (حماس) فإن لكل حادث حديثا».
ووصف شعث ما قامت به حماس بالجريمة المرفوضة والمدانة بشدة، والمخالفة لكل القوانين، مشيرا إلى أن سويدان تعرض لمحاولة اغتيال منذ أسابيع، مضيفا أن حركة «حماس ادعت أنها قامت باعتقال المجموعة التي اعتدت عليه، ولم يتم معرفة مصير هؤلاء المارقين ومن هم». ولم تعقب حماس على اعتقال سويدان.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.