الداخلية التونسية لـ«الشرق الأوسط»: أفشلنا أكبر عملية لنقل الأسلحة في البلاد

الكشف عن مخزن للأسلحة على الحدود بين تونس وليبيا

الداخلية التونسية لـ«الشرق الأوسط»: أفشلنا أكبر عملية لنقل الأسلحة في البلاد
TT

الداخلية التونسية لـ«الشرق الأوسط»: أفشلنا أكبر عملية لنقل الأسلحة في البلاد

الداخلية التونسية لـ«الشرق الأوسط»: أفشلنا أكبر عملية لنقل الأسلحة في البلاد

أعلنت مصادر متطابقة من وزارتي الداخلية والدفاع في تونس عن كشفها عن أكبر مخزن للأسلحة في منطقة بن قردان الحدودية مع ليبيا. وإثر العملية تم إلقاء القبض على 3 عناصر مشتبه بهم بعد عمليات مداهمة لمنازل في مدينة بن قردان، فيما جرى القبض على عنصر رابع في جزيرة جربة المجاورة.
وقال محمد علي العروي المتحدث باسم وزارة الداخلية إن وحدات إقليم الحرس الوطني بولاية - محافظة - مدنين تمكنت خلال الليلة قبل الماضية من العثور على مخزن الأسلحة في منطقة وادي الربايع الشهابنية من منطقة بن قردان.
وأكد العروي لـ«الشرق الأوسط» عملية الكشف على مخزن يحتوي كمية كبيرة من الأسلحة من نوع «كلاشنكوف» وقذائف «آر بي جي»، وقنابل يدوية وكمية من الذخيرة و3 أسلحة فردية من نوع «فال»، وذلك إثر الاشتباه في سيارتين كانتا راسيتين في إحدى المساحات الخالية خارج المدينة.
وفي 16 يوليو (تموز) الماضي تعرض 15 عسكريا تونسيا لهجوم إرهابي أسفر عن مقتلهم، وأكدت مصادر أمنية وعسكرية تونسية أن المجموعة الإرهابية استعملت قذائف من نوع «آر بي جي».
وأضاف العروي أن قوات الأمن التونسي بنجاحها في هذه العملية قد أبطلت أكبر عملية لنقل الأسلحة إلى المجموعات الإرهابية المتحصنة في ولايات - محافظات - القصرين وجندوبة والكاف غربي تونس.
وشهدت منطقتا بن قردان والذهيبة المجاورة خلال نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي مجموعة من الاحتجاجات الاجتماعية المطالبة بالتنمية والتشغيل. ونبهت قيادات أمنية تونسية إلى أن المجموعات الإرهابية يمكنها أن تستغل حالة الاضطراب الأمني والتركيز على الاحتجاجات لتهريب الأسلحة ونجدة المجموعات المحاصرة في الجبال الغربية في تونس.
من جانبه قال بلحسن الوسلاتي المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية إن وحدات الجيش أبطلت مفعول عدد من الذخائر قبل إخراجها من مخزن الأسلحة. وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عمليات التمشيط كشفت عن كميات أخرى من الأسلحة المخبأة تحت التراب، وأن عملية اكتشاف أسلحة مماثلة في نفس المنطقة قد جرت في السابق.
وكان الجيش التونسي قد تمكن بداية هذا الأسبوع من قتل إرهابيين اثنين في جبل سمامة القريب من جبل الشعانبي في القصرين (وسط غربي تونس) واسترجع سلاح شطاير (المستعمل لدى قوات الجيش التونسي) وسلاح آخر من نوع «كلاشنكوف» وذلك بعد اشتباكات مسلحة مع العناصر الإرهابية.
وتخشى تونس من تسرب كميات من الأسلحة إلى أراضيها خاصة بعد ورود تقارير تؤكد وجود ما بين 22 و28 مليون قطعة سلاح في ليبيا المجاورة. إضافة إلى وجود بعض الأسلحة المتطورة لدى المجموعات الإرهابية على غرار «صاروخ غراد» ومنصات إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات، وتنامي تجارة الأسلحة، يعد من بين أهم العوامل التي تجعل قوات الأمن والجيش على أهبة الاستعداد على الحدود الشرقية.
وكان محمد ناجم الغرسلي وزير الداخلية التونسي قد أجرى يوم الأربعاء الماضي تغييرات طالت مجموعة من القيادات الأمنية العليا، وشمل التغيير 3 إدارات كبرى بالوزارة وهي الإدارة العامة للأمن العمومي والإدارة العامة للمصالح الفنية والإدارة العامة للتفقد، فيما جرى التخلي عن الإدارة العامة للأمن الوطني مع حذف الخطة نهائية من هيكلة وزارة الداخلية. وتتداخل مهام المدير العام للأمن الوطني مع مهام كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف ملف الأمن.
ومن المرجح أن تواصل وزارة الداخلية سلسلة من التعيينات في الإدارة العامة والأقاليم الأمنية من أجل إضفاء نجاعة أكبر على استراتيجية مكافحة الإرهاب.
وأعلن الغرسلي في مؤتمر صحافي ضم القيادات الأمنية العليا عن تأكد الارتباط الوثيق بين الإرهاب والتهريب، وقال إن معالجة هذا الملف تتطلب «تركيز منظومة استخبارات قوية مع تطوير أعمال الاسترشاد وتسخير كل الإمكانات التكنولوجية وتفعيل منظومة المخبرين». وأشار إلى التقاطع القائم بين الإرهاب والتهريب خاصة على الشريط الحدودي مع ليبيا والجزائر، وقال إن الإرهاب يتغذى من مجموع الأنشطة التي ينتفع بها المهربون ومن بينها ترويج العملة المزيفة والجريمة المنظمة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.