بوادر أزمة بين ممثلي الآشوريين والائتلاف على ضوء «تعامل المعارضة مع أزمة الخابور»

لبنان يسمح لـ20 نازحًا آشوريًا من الحسكة بالعبور إليه «لأسباب إنسانية»

بوادر أزمة بين ممثلي الآشوريين والائتلاف على ضوء «تعامل المعارضة مع أزمة الخابور»
TT

بوادر أزمة بين ممثلي الآشوريين والائتلاف على ضوء «تعامل المعارضة مع أزمة الخابور»

بوادر أزمة بين ممثلي الآشوريين والائتلاف على ضوء «تعامل المعارضة مع أزمة الخابور»

أعرب ممثل المكون السرياني الآشوري في الائتلاف الوطني السوري المعارض عبد الأحد اصطيفو، عن استيائه من طريقة تعامل الائتلاف والمجلس الوطني السوري مع أزمة الآشوريين في حوض الخابور في شمال شرقي سوريا، مطالبًا الائتلاف، عبر تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بـ«اتخاذ مواقف أكثر وضوحًا على المستوى السياسي والإنساني والعسكري». في حين دعا نائب رئيس الائتلاف هشام مروة المنظمة الآشورية إلى تقديم «أي مقترح يُضاف إلى مساعي الائتلاف في معرض استجابته للأزمة»، مؤكدًا: «إننا جاهزون لدعم أي مقترح من شأنه أن يوقف مجازر (داعش) والنظام على حد سواء».
ويتخوف المكوّن الآشوري السوري من «إفراغ الساحة السورية من هذا الخليط الطائفي والعرقي المتنوع في البلاد»، بعد اختطاف ما يناهز الـ220 آشوريًا من منطقة جنوب الخابور في الحسكة، ونزوح 25 ألفًا من قراهم في المنطقة باتجاه مدينتي القامشلي والحسكة، ووصول 20 منهم أمس إلى بيروت، عبر نقطة المصنع الحدودي. ويعرب المسؤولون الآشوريون عن مخاوفهم من «إفراغ المنطقة منهم»، وعدم «عودة المهجرين والنازحين إلى المنطقة».
ووصل إلى لبنان صباح الثلاثاء 20 سوريا آشوريا قادمين من محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا بعد دخول تنظيم داعش إلى قراهم الأسبوع الماضي. وقال الكاهن سرغون زومايا، راعي كنيسة مار جرجس للآشوريين شرق بيروت، لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن هؤلاء «أقاموا في مساكن تم تأمينها لهم في المنطقة الواقعة في محيط الكنيسة» في سد البوشرية في شرق بيروت، مشيرًا إلى أن «الواصلين هم في صحة جيدة، وسنحاول تأمين المساعدات اللازمة لهم، لكنهم أمضوا الليل بكامله عند الحدود بسبب إجراءات مشددة من السلطات قبل السماح لهم بالدخول».
وأوضح الكاهن، أنهم «حصلوا على إذن إقامة لمدة أسبوع». وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق أعلن في حديث صحافي أنه «أعطى تعليماته للأجهزة الأمنية لتسهيل دخول الآشوريين النازحين من سوريا إلى لبنان»، لأن «قرار الحكومة وقف دخول النازحين إلى لبنان يتضمّن استثناء يتعلق بالحالات الإنسانية وهو ما ينطبق على الآشوريين».
وخلفت أزمة الآشوريين في الخابور، بوادر أزمة داخل الائتلاف الوطني السوري، على ضوء إعلان ممثلهم في الائتلاف عبد الأحد اصطيفو عن استيائه من طريقة التعامل مع الأزمة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أتمنى أن يعالج الأمر بطريقة أكثر وطنية»، موضحًا أنه «على المستوى السياسي والإغاثي، كان من أبسط الواجبات أن تكون الاستجابة أكثر فعالية لإيقاف موجة تهجير ونزوح لمكون يتمتع وضعه بحساسية وخصوصية إضافية وسط مخاوف من تغيير ديموغرافي ودفع الناس إلى الهجرة، علمًا بأن جميع المكونات السورية باتت اليوم مهددة». وقال: «ثمة كارثة نعاني منها اليوم في منطقة الشرق الأوسط، لأن ما يجري الآن هو بوادر لعملية تغيير ديموغرافي في المنطقة، إذ أفرغت واحدة من مناطق تجمعنا (حوض الخابور) من سكانها الذين باتوا إما نازحين قسريًا أو منتشرين».
ويتمثل السريان الآشوريون في المعارضة السورية، عبر اصطيفو الذي يشغل في الائتلاف موقع عضو في الهيئة السياسية، ويشغل موقع عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، إضافة لسنحاريب ميرزا.
وتضم «كنيسة المشرق الآشورية» في منطقة حوض الخابور الجنوبي، نحو 25 ألف آشوري يعيشون في 10 قرى في المنطقة، ويشكلون جزءًا من 150 ألف مسيحي يتوزعون في محافظة الحسكة. وأولت المنظمات الآشورية والأحزاب والكنائس اهتماما بالغًا بقضية المختطفين الذين أفرج عن 19 منهم ليل أول من أمس، إضافة إلى تأمين الاتصال بمنظمات إغاثية في بيروت وكردستان العراق وغيرها لتخفيف معاناة النازحين إليها جراء الأزمة.
وإذ أكد اصطيفو: «إننا نجري اتصالات حثيثة بأصدقاء الشعب السوري للتدخل وحماية المكون الآشوري»، طالب الائتلاف والمجلس الوطني السوري باتخاذ مواقف «أكثر وضوحا على المستوى الميداني والسياسي والإنساني»، مشيرًا إلى أن «أحدًا لم يدافع عن السريان الآشوريين في حوض الخابور». وقال: «ما استفزنا ادعاء النظام بأنه يحمي (الأقليات)، علمًا بأنه لم يحرك جيشه المرابض على بعد 8 كيلومترات عن تل تمر للدفاع عنا.. وأضاف أنه «حتى وحدات حماية الشعب الكردية لم تقم بواجبها كما ينبغي للدفاع عنا، إذ تُرك الأبرياء لمواجهة مصيرهم».
وكشف عن أنه وصل إلى إسطنبول أمس لإيصال احتجاجاته إلى مسؤولي الائتلاف والمجلس الوطني «ومناقشة الوضع، لأنه ما قدمته المعارضة غير كافٍ لمكون يشعر بأنه عرضة للإبادة مرة أخرى بعد الإبادة الأولى قبل مائة عام».
غير أن الائتلاف يرى أن الحديث عن تقصير، هو «اتهامات غير واقعية»، إذ يشير نائب رئيس الائتلاف هشام مروة في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الائتلاف «طالب بما تطالب به المنظمة الآشورية، من استنكار وإدانة ودعوات للمجتمع الدولي للتدخل لحماية هذا المكون»، مشيرًا إلى أن أداءه «هو نفسه حينما تعرض المكون العربي والعشائري والكردي والإسلامي لخطر (داعش)». وقال: «نتفهم مخاوف إخواننا، ونؤكد أننا جاهزون لدعم أي مقترح يتقدمون به لإيقاف الذبح، وحملات (داعش) والنظام ضد الشعب السوري بكافة مكوناته، ونحن حريصون على الدفاع على كل سوريا بكل أبنائها».
وحمّل مروة المجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث قائلاً إن «تقصير المجتمع الدولي بدعم الجيش السوري الحر، يضاعف المشكلات والمعوقات التي تحول دون حماية كل أبناء سوريا»، مشيرًا إلى أن الحل في سوريا «يتمثل بتكرار تجربة كوباني في ما يخص مواجهة الإرهاب عبر دعم المجتمع الدولي عسكريًا لمواجهة إرهاب (داعش) والنظام».
وكان الائتلاف الوطني أصدر بيانًا أدان فيه ممارسات «داعش» في سوريا من خطف وقتل وحصار للمدنيين، مطالبًا التحالف الدولي بالتعاون مع «الجيش الحر» بشكل فعال ليتمكن من إنقاذ السوريين من بطش الإرهاب والقضاء عليه.
وأوضح الأمين العام للائتلاف محمد يحيى مكتبي، أن التقارير والأنباء حول اختطاف تنظيم داعش الإرهابي للعشرات من المواطنين السوريين بعد هجوم شنه على القرى الأشورية في ريف الحسكة بذرائع طائفية، «مقلقة للغاية»، مضيفًا: «إننا نتابع الأمر باهتمام وسنبذل كل ما هو ممكن من جهود». كما طالب مكتبي بإطلاق سراح المخطوفين فورًا من دون قيد أو شرط، محملاً مجلس الأمن مسؤولياته تجاه حفظ السلام والأمن في البلاد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.