السيسي يؤكد أهمية تفعيل التعاون المصري الأوروبي لمواجهة الإرهاب

شكري: الصين تدعم مشروع القرار العربي بشأن ليبيا في مجلس الأمن

السيسي يؤكد أهمية تفعيل التعاون المصري الأوروبي لمواجهة الإرهاب
TT

السيسي يؤكد أهمية تفعيل التعاون المصري الأوروبي لمواجهة الإرهاب

السيسي يؤكد أهمية تفعيل التعاون المصري الأوروبي لمواجهة الإرهاب

واصلت مصر مساعيها لحشد موقف دولي مساند لجهودها في مواجهة الإرهاب، ودفع اقتصاد البلاد. وبينما التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر، مؤكدا أهمية تفعيل التعاون المصري الأوروبي لمواجهة الإرهاب، قال بيان للخارجية المصرية إن «وزير الخارجية الصيني أكد لنظيره المصري سامح شكري دعم بلاده لمشروع القرار العربي بشأن ليبيا في مجلس الأمن».
وقال السفير يوسف إن الضيف الألماني «استهل اللقاء بالإعراب عن اعتزازه بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر وألمانيا»، منوها إلى المؤتمر الاقتصادي الذي ستستضيفه مصر الشهر الحالي، لافتا إلى أنه يعد فرصة سانحة للشركات الألمانية للعمل في مصر والتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة.
وأضاف السفير يوسف أن الرئيس السيسي أكد أن الرؤية المصرية للحرب ضد الإرهاب «تتطلب تفعيل التعاون الأوروبي مع مصر في مختلف المجالات، ومن بينها التعاون في مجال التدريب الفني والمهني للشباب، مما يساهم في حصولهم على فرص العمل، فضلا عن منحهم الفرصة للانفتاح والتعرف على ثقافات أخرى». وطلب شرودر خلال اللقاء التعرف على رؤية الرئيس بالنسبة للأوضاع في ليبيا، فأوضح الرئيس أن «عملية الناتو غير المكتملة كانت لها عواقب وخيمة على الشعب الليبي الذي أضحى مصيره في أيدي جماعات مسلحة، وقد كان يتعين جمع السلاح وتنظيم انتخابات بإشراف دولي للتأكيد على الإرادة الشعبية الليبية، فضلا عن وضع برنامج تدريبي مكثف لإعداد الجيش الليبي الوطني ومختلف الأجهزة الأمنية، إلا أن ذلك لم يحدث». وأضاف الرئيس أنه «سبق أن حذر مختلف القوى الدولية من مغبة ترك الأوضاع في ليبيا على هذا النحو وغيرها من دول الشرق الأوسط وأفريقيا على هذا النحو»، بحسب بيان الرئاسة.
وفي غضون ذلك، وضع سامح شكري، وزير الخارجية المصري، ملف الأزمة الليبية على طاولة مباحثاته مع نظيره الصيني وانج أيي، في العاصمة بكين. وقال بيان للخارجية المصرية، أمس، إن أيي أكد دعم بلاده لمشروع القرار العربي في مجلس الأمن الدولي، لدعم الحكومة الليبية الشرعية، وتشديد الحظر المفروض على وصول الأسلحة للجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة. وأشار شكري على هامش المباحثات إلى الأهمية البالغة لزيارة السيسي إلى السعودية، لافتا إلى أن العلاقة بين البلدين؛ القاهرة والرياض، استراتيجية، وأن القمة ستتناول بالبحث «كل قضايا المنطقة».
وسعت القاهرة بالتوافق مع السلطات الليبية إلى بناء غطاء دولي لمواجهة التنظيمات المتشددة في ليبيا، بعد أن قصفت المقاتلات المصرية مواقع لتنظيم داعش في درنة (300 كيلومتر من الحدود المصرية)، قبل أيام، ردا على مقتل 21 مصريا على يد أعضاء التنظيم الإرهابي. وقال بيان الخارجية المصرية إن «شكري أجرى مباحثات (مهمة) مع نظيره الصيني في بكين، قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الصيني تشي جينبينغ إلى مصر، مقرر لها الشهر المقبل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.