اتفاقية طيران بين الحوثيين وطهران.. تشمل 14 رحلة أسبوعيًا وتقديم الخدمات الجوية

عشرات القتلى في صفوف «أنصار الله» أثناء مواجهات في البيضاء

صورة تعود إلى بداية الشهر الماضي لمطار صنعاء الدولي (أ.ب)
صورة تعود إلى بداية الشهر الماضي لمطار صنعاء الدولي (أ.ب)
TT

اتفاقية طيران بين الحوثيين وطهران.. تشمل 14 رحلة أسبوعيًا وتقديم الخدمات الجوية

صورة تعود إلى بداية الشهر الماضي لمطار صنعاء الدولي (أ.ب)
صورة تعود إلى بداية الشهر الماضي لمطار صنعاء الدولي (أ.ب)

يعزز الحوثيون من إمكانية التواصل مع إيران على مختلف الصعد، وبالأخص في مجال الطيران، في حين تتواصل في اليمن المظاهرات المنددة بـ«انقلاب» الحوثيين على الشرعية في البلاد، في الوقت الذي شهدت فيه البلاد سلسلة من الحوادث الأمنية في جنوبها ووسطها.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» التي تخضع لسيطرة الحوثيين، أمس، إن هيئة الطيران اليمنية وقعت مع نظيرتها الإيرانية مذكرة تفاهم «في مجال النقل الجوي تمنح بموجبها شركتي الخطوط الجوية اليمنية و(ماهان إير) الإيرانية، حق تسيير رحلات مباشرة بين البلدين»، وحسب الوكالة، فإن المذكرة تنص على «تسيير 14 رحلة أسبوعيا في كل اتجاه لكل شركة، على أن تدخل المذكرة حيز التنفيذ من تاريخ التوقيع عليها»، ووقع المذكرة رئيس الوفد اليمني إلى طهران، القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد الجوي، الذي كلفه الحوثيون، محمد عبد القادر، وعن الجانب الإيراني نائب رئيس سلطة الطيران المدني الإيراني كهرد كرماني، وذكرت مصادر الحوثيين الإعلامية أن الجانبين بحثا «ما يمكن تقديمه لليمن، خاصة في مجالات تدريب كوادر الطيران المدني وبناء وتأهيل وتشغيل المطارات وأعمال الصيانة للمدارج، والأجهزة الملاحية، وغيرها من أعمال الإضاءة والهندسة».
ومنذ أن استولى الحوثيون على السلطة في صنعاء في سبتمبر (أيلول) الماضي، وهم يعززون علاقاتهم المباشرة مع إيران، وهي التي كانت تمر بمرحلة فتور خلال السنوات الماضية، بعد أن أغلقت المستشفيات والمراكز الطبية وعدد من المصالح الإيرانية في اليمن، إثر فضائح التجسس وتهريب السلاح الإيراني إلى الحوثيين في اليمن، وتؤكد تقارير إعلامية أن الحوثيين يستعينون بالإيرانيين في مجالات كثيرة منذ سيطرتهم على السلطة، وبالأخص في المجالات العسكرية والأمنية والاستخباراتية والتقنية، وتشير مصادر في مطار صنعاء الدولي إلى أن بعض الرحلات يقوم الحوثيون بالتعتيم عليها تماما، ولا يعرف الأشخاص الذين يصلون أو يغادرون المطارين المدني والعسكري في صنعاء.
في السياق ذاته، قالت مصادر ملاحية في مطار صنعاء الدولي لـ«الشرق الأوسط» إن «قوائم الممنوعين من السفر توسعت بشكل كبير منذ سيطر الحوثيون على المطار، وإن بعض تلك القوائم مكتوبة بخط اليد، وليست مبرمجة وينفذها مسلحو الميليشيات داخل المطار مباشرة».
وشهدت العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الشمالية مظاهرات رفعت شعارات تعلن رفض الانقلاب على السلطة، وتؤكد أن الشرعية الوحيدة في البلاد هي شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ودعا المتظاهرون إلى رفع الإقامة الجبرية المفروضة على رئيس الحكومة المستقيلة، خالد محفوظ بحاح، وعدد من الوزراء في حكومته، وطالب المتظاهرون بنقل الحوار السياسي من العاصمة صنعاء باعتبارها محتلة، على حد تعبيرهم، إلى مدينة أخرى، وفي الوقت الذي جرت فيه المطالبة بالإفراج عن المعتقلين، قالت مصادر محلية في محافظة إب بوسط البلاد لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات الحوثيين اعتقلت ما لا يقل عن 5 متظاهرين.
في موضوع آخر، أصيب ما لا يقل عن 9 جنود يمنيين في هجوم على دورية بمدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج الجنوبية، وقالت مصادر محلية إن مسلحين، يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة هاجموا الدورية العسكرية فجأة، وأصابوا الجنود بإصابات مختلفة، قبل أن يستولوا على الأسلحة التي كانت بحوزتهم، وتزايدت، في الآونة الأخيرة، العمليات التي تستهدف رجال الشرطة والأمن وقوات الجيش في لحج، وبالأخص عمليات الاغتيالات التي تستهدف الضباط في جميع الوحدات العسكرية والأمنية، وتحديدا المخابرات.
من ناحية أخرى، لقي العشرات من المسلحين التابعين لحركة «أنصار الله» الحوثية مقتلهم في مواجهات في وسط اليمن. وقالت مصادر قبلية في مديرية رداع بمحافظة البيضاء في وسط اليمن إن العشرات من المسلحين الحوثيين لقوا مصرعهم، أمس وأول من أمس، في عمليات مسلحة نفذها من يعتقد أنهم عناصر تتبع تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم القاعدة.
وذكر مصدر قبلي في البيضاء لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه العمليات تم توجيهها بالتنسيق بين قبائل المنطقة وعناصر (القاعدة)، وذلك ردا على استمرار الحوثيين في بسط سيطرتهم على المحافظة واحتلال مناطقها الواحدة تلو الأخرى»، وتعد البيضاء من محافظة تفصل بين شمال وجنوب البلاد، ويمهد الاستيلاء الكامل على مناطقها لدخول مسلحي الحوثي نحو محافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين ومأرب الشمالية الشرقية.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».