سيلفي مع آخر سيجارة بعد زيادة مفاجئة في أسعارها

أشعلت غضب 14 مليون مدخن مصري.. وفتحت الطريق أمام السجائر المهربة

سيلفي مع آخر سيجارة بعد زيادة مفاجئة في أسعارها
TT

سيلفي مع آخر سيجارة بعد زيادة مفاجئة في أسعارها

سيلفي مع آخر سيجارة بعد زيادة مفاجئة في أسعارها

أثار قرار الحكومة المصرية بشأن زيادة قيمة الضريبة المفروضة على السجائر بنسبة 50 في المائة ردود فعل غاضبة بين المصريين، حيث قابله الكثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» بالسخرية الحارقة، كما أنه أشعل غضب المدخنين وتجار السجائر الذين طالبوا الدولة بمراعاة ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية.
وقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية بردود فعل ساخرة من هذه الزيادة، فتداول النشطاء صورة لسيجارة تم تقسيمها إلى أجزاء بحيث يشرب الشخص يوميا جزءا بسيطا منها حتى لا تنتهي سريعا، فيما علق أحدهم ساخرا «علبة السجاير اللي بـ20 جنيه هتبقى بـ25 جنيه، يعني كمان خمس سنين هتبيع دهب (الست الوالدة) علشان تشتري سيجارتين فرط مش علبة كاملة»، وقام بعض النشطاء بأخذ صور سيلفي مع آخر سيجارة في العلبة.
ومن ناحية أخرى، قابلت رابطة تجار السجائر بالقاهرة والجيزة هذه الزيادة بالاستنكار، وقالت في بيان أصدرته أمس، بأن السجائر تصلهم بأسعار أعلى من الأسعار الرسمية وأنهم يضطرون لتحمل «سخافات» بعض المشترين الذين يتهمونهم بسرقتهم واستغلالهم بينما «نحن نعاني مثل عموم الشعب».
وحذر أسامة سلامة، رئيس الرابطة من عودة السجائر الصينية والإماراتية واليونانية المغشوشة والمهربة، بسبب هذه الزيادة الكبيرة في الأسعار، «فتكلفة العلبة الواحدة بعد كل مصاريف الإنتاج لا تتجاوز 1.7 جنيه، وأن ما يبقى من سعر العلبة ما هو إلا ضرائب متراكمة على مدار السنوات الماضية بالإضافة لهامش ربح الشركات والوسطاء».
وأضاف سلامة أن افتراض أن رفع ضرائب السجائر سيجعل المدخنين يمتنعون عنها أو سيوفر حصيلة جيدة للخزينة العامة للدولة لسد عجز الموازنة العامة، افتراض خاطئ ومتضارب، فتقليل استهلاك المدخنين سيضر الحصيلة النهائية للدولة، وأيضًا رفع الأسعار سيؤدي لاتجاه المدخنين للسجائر المهربة التي تبلغ 200 صنف وسيجد المهربون طريقة لمراوغة المنافذ الجمركية أو استهلاك ضعاف النفوس وهو ما سيدمر إيرادات الضرائب لأن السجائر المهربة لا تخضع لضرائب أو تأمينات بخلاف أضرارها الصحية.
وأوضح سلامة، أن السجائر الآن تباع في السوق بأعلى من سعرها الرسمي بنحو جنيه إلى جنيهين مصريين، مطالبًا الرئيس بتوعية المسؤولين الحكوميين بأن عليهم مراعاة الظروف الاجتماعية بجانب الظروف الاقتصادية «فلا يوجد أحد يريد أن تسقط الدولة».
يذكر أن إجمالي عدد المدخنين في مصر وصل إلى نحو 14.1 مليون مدخن بنسبه 16.6 في المائة من إجمالي عدد السكان، منهم 6 ملايين مدخن في الحضر، و8.1 مليون مدخن في الريف، وفقا للتقرير الصادر من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2014.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد أصدر قرارًا قبل أيام بقانون يحمل رقم 12 لسنة 2015، بتعديل بعض أحكام قانون الضريبة العامة على المبيعات الصادر بالقانون رقم 11 لسنة 1991. ورفع القانون الضريبة على السجائر المستوردة والمحلية إلى 50 في المائة من سعر بيع المستهلك بالإضافة إلى 225 قرشا للعبوة التي لا يزيد سعر بيعها النهائي للمستهلك عن 10 جنيهات، بالإضافة إلى 175 قرشًا للعبوة التي لا يزيد سعر بيعها النهائي للمستهلك عن 900 قرش.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.