أوباما يثير حنق خصومه بتعطيله للمرة الثالثة قراراً للكونغرس

استخدم صلاحياته لتوقيف مشروع لنقل النفط

أوباما يثير حنق خصومه بتعطيله للمرة الثالثة قراراً للكونغرس
TT

أوباما يثير حنق خصومه بتعطيله للمرة الثالثة قراراً للكونغرس

أوباما يثير حنق خصومه بتعطيله للمرة الثالثة قراراً للكونغرس

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، مساء أول من أمس، تصميمه على إبقاء ملف أنبوب النفط «كيستون إكس إل» بين الولايات المتحدة وكندا تحت سلطته، لكنه لم يكشف عن نياته حيال هذا المشروع الذي يثير غضب المدافعين عن البيئة.
واستخدم أوباما حقه في تعطيل القانون الذي صوت عليه الكونغرس، حيث يهيمن الجمهوريون، وينص على بناء هذا الأنبوب النفطي المصمم لنقل النفط الخام الذي يستخرج من مقاطعة ألبرتا في غرب كندا إلى نبراسكا وسط الولايات المتحدة لينقل منها إلى مصافي النفط في خليج المكسيك عبر الشبكة القائمة حاليًا. ولم يذكر البيت الأبيض أي تفاصيل تتعلق بموعد إعلانه قراره.
وأثار تعطيل القرار غضب الجمهوريين الذين اعتبروا أنه «سياسي محض». ويشدد خصوم أوباما المدعومون من قبل رئيس الحكومة الكندية المحافظ ستيفن هاربر منذ سنوات على إمكانات خلق وظائف وتعزيز استقلال أميركا الشمالية في قطاع الطاقة بفضل هذا المشروع. وقال إيد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب: «بقلمه قال الرئيس (لا) للطاقة والوظائف للعائلات الأميركية».
وقدمت شركة «ترانسكندا» في 2008 ثم في 2012 طلبا لبناء الأنبوب «كيستون إكس إل» الذي يختصر في الواقع أنبوب النفط «كيستون» وسيسمح بزيادة قدرات النقل بنسبة 40 في المائة. وترى منظمات الدفاع عن البيئة وعدد من الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس، أن هذا المشروع يتعارض مع جهود مكافحة التغيرات المناخية ويحذرون من مخاطر حوادث تسرب من الأنبوب.
وتعد هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها أوباما إلى تعطيل قرار منذ أن سيطر الجمهوريون على الكونغرس في يناير (كانون الثاني) الماضي، والمرة الثالثة منذ توليه الرئاسة في 2009. وفي رسالة إلى مجلس الشيوخ لشرح خطوته، أشار الرئيس الأميركي إلى أن الكونغرس حاول من خلال هذا القانون «الالتفاف» على طريقة اتخاذ قرار قائمة منذ زمن طويل.
وأعلن الجمهوريون رغبتهم في طلب تصويت جديد، لكنهم يحتاجون إلى أغلبية الثلثين لتمرير نص على الرغم من «الفيتو» الرئاسي.
وأوضح جوش إرنست، المتحدث باسم البيت البيض، ردًا على سؤال أن الرئيس الأميركي يمكن أن يوافق على المشروع على الرغم من هذه المواجهة، وقال إن «وزارة الخارجية تقوم بدراسة الآثار الإيجابية والسلبية المحتملة لأنبوب النفط هذا على بلدنا، والرئيس منفتح».
وأكد أوباما باستمرار أن تأثير المشروع على البيئة سيكون مسألة أساسية في قراره النهائي، وخصوصا ما إذا كان سيسبب ارتفاعا كبيرا في ثاني أكسيد الكربون في الجو. وعبر أوباما عن أمله في مشاركة أكبر من قبل كندا في مكافحة ارتفاع حرارة الأرض. وقد صرح لصحيفة «نيويورك تايمز» عام 2013 بأنه «من المؤكد أن كندا التي تعد مصدر استغلال الرمال القارية يمكنها أن تفعل المزيد للحد من الانبعاثات». وردا على «فيتو» أوباما عبرت شركة «ترانسكندا» عن تصميمها على مواصلة دفع المشروع قدما.
من جهته وزير الموارد الطبيعية الكندي غريغ ريكفورد: «سندافع بشدة عن هذا المشروع الذي يؤدي إلى إحداث وظائف»، معتبرًا أن القضية باتت نقاشا «بين الرئيس والسكان الأميركيين الذين يدعمون المشروع». وفي مقال نشر في صحيفة «يو إس إيه توداي»، أدان الرئيسان الجمهوريان لمجلسي الشيوخ والنواب ميتش ماكونيل وجون بوينر قرار أوباما الذي قالا عنه إن أكبر المستفيدين منه هم «البيروقراطيون والمتطرفون من المدافعين عن البيئة والصينيون».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.