أصدر مؤتمر «الأمن الإقليمي والتحديات التي تواجه الدول العربية»، في ختام أعماله أمس بالجامعة العربية مجموعة من التوصيات المهمة، من أبرزها: دعوة الدول العربية إلى التصدي الفاعل للمنظمات الإرهابية من خلال منظور استراتيجي شامل متعدد الأبعاد، والعمل على صيانة الدولة الوطنية الحديثة من أي اعتداءات، وحث الدول العربية على إيجاد تسوية سياسية للصراعات المحتدمة في المنطقة، وعلى نحو خاص في سوريا والعراق وليبيا واليمن، والعمل على إصلاح منظومة العمل العربي المشترك ومؤسساتها والترحيب بتعديل ميثاق جامعة الدول العربية، والمطالبة بتفعيل معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي العربي.
وأكدت التوصيات على أهمية دحر الإرهاب وهزيمته وتصفية الآثار المترتبة على حيازته على الأرض، وإنهاء أي دور له في الحياة السياسية. كما طالبت الأمانة العامة للجامعة العربية بالتعاون مع مراكز البحوث ومؤسسات الدراسات الاستراتيجية والمجتمع المدني والمنظمات الأهلية، بوضع استراتيجيات شاملة متعددة الأبعاد قادرة على دحر الإرهاب، كما دعت إلى استخدام القنوات الدبلوماسية كافة وجهود منظمات المجتمع المدني لمطالبة المجتمع الدولي بدعم الجهود الوطنية والإقليمية لمكافحة الإرهاب. ولفتت التوصيات إلى أن الجهود الوطنية وحدها غير كافية للتصدي للإرهاب، خصوصا أن المنظمات الإرهابية أصبحت عابرة للحدود الوطنية، وأن أي مقاومة فاعلة له يجب أن تكون على المستوى الإقليمي، وأن تتحد الجهود لإيجاد منظومة دفاعية عربية مشتركة تكفل هزيمة الإرهاب وتصفيته من جذوره.
وحثت التوصيات الدول العربية على تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك وبروتوكولاتها الإضافية، من أجل صيانة الأمن القومي العربي والتصدي للمنظمات الإرهابية، والتأكيد على الالتزام بمنع دفع أي نوع من الفدية للتنظيمات الإرهابية، وفقا للقرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، ودعت التوصيات الدول العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتنفيذ توصيات البيان الختامي لمؤتمر «نحو استراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف»، الذي عقد بمكتبة الإسكندرية في الأسبوع الأول من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.
وفيما يخص مواجهة التحديات المتعلقة بوجود وانتشار السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط، دعت التوصيات إلى إنشاء شبكة دولية لنزع السلاح النووي التام والشامل عالميا، وتأييد الجهود الدولية لتحقيق عالم خال من السلاح النووي وباقي أسلحة الدمار الشامل، لتجنيب البشرية مخاطر الإبادة الجماعية كنتيجة لاستمرار حيازة بعض الدول لتلك الأسلحة بإعداد هائل، والتأكيد على ضرورة انضمام إسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووي، بما يمكن من إنشاء المنطقة الخالية من السلاح النووي كخطوة أولى نحو إخلاء المنطقة من جميع أسلحة الدمار الشامل، والعمل على إخضاع جميع المرافق النووية لدول منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك إيران لنظام الضمانات الشامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإخضاع مرافقها غير المعلنة للتفتيش الدوري لضمان والتأكد من تكريسها للاستخدام السلمي فقط، وفقا لأحكام معاهدة منع الانتشار النووي، وخصوصا المادة الرابعة، وكذلك للتأكيد على أن مصداقية معاهدة منع الانتشار النووي تقوم على التوازن بين ركائزها الثلاث، المتمثلة في نزع السلاح النووي ومنع الانتشار النووي والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وأن أي إخلال بهذا التوازن يعتبر إخلالا بنص وروح المعاهدة، وتهديدا للسلم والأمن الدوليين.
وتضمنت التوصيات الدعوة إلى إقامة دورة وقود نووي في الشرق الأوسط، كمخرج لإمداد الوقود النووي نظرا لفوائدها في منع انتشار السلاح النووي، وبما يتوافق مع قرارات القمة العربية في الرياض عام 2007، التي طالبت بتعاون عربي نووي سلمي.
يشار إلى أن المؤتمر تواصلت أعماله خلال اليومين الماضيين بالتعاون بين الجامعة العربية والمراكز البحثية العربية وكبار المسؤولين في الوطن العربي، وأعضاء مراكز الدراسات الاستراتيجية العربية، ورؤساء المؤسسات الفكرية والثقافية، ومنظمات المجتمع المدني العربية، بالإضافة إلى عدد من الخبراء السياسيين والعسكريين العرب لإعداد خطة عمل لمواجهة الإرهاب.
وناقش المؤتمر التحديات التي تواجهها الأمة العربية، وكيفية التصدي لها، وذلك من خلال محورين رئيسيين: الأول يتعلق بالتهديد الذي تمثله المنظمات الإرهابية للأمن الإقليمي وإمكانية إنشاء منظومة دفاعية عربية لمواجهتها، وآفاق الحل السياسي لقضايا النزاع في الدول العربية والذي يخلق استمرارها بيئة حاضنة للمنظمات الإرهابية، كما بحث المؤتمر إمكانية إعداد استراتيجية شاملة لمواجهة التطرف الديني، فيما ناقش المحور الثاني قضية نزع السلاح وبصفة خاصة السلاح النووي، وضرورة إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
مؤتمر الأمن الإقليمي يوصي بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك لمواجهة الإرهاب
ناقش قضية نزع السلاح النووي بالمنطقة وآفاق الحل السياسي لقضايا النزاع العربية
مؤتمر الأمن الإقليمي يوصي بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك لمواجهة الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة