أوصت اللجنة الخاصة التي خصصت لتحديد توقيت إقامة مونديال قطر 2022 في اجتماعها الذي عقد أمس في الدوحة برئاسة رئيس الاتحاد الآسيوي البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة وحضور ممثلين عن الاتحادات القارية والدولية ومسؤولي الدوريات الأوروبية وروابط الأندية للمحترفين، بإقامة البطولة في فصل الشتاء بين شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) وفي مدة زمنية أقصر من المعتاد.
وقال الشيخ سلمان بن إبراهيم: «أعتقد أن التوصية ستكون باتجاه شهري نوفمبر وديسمبر، لكن هناك خيارات أخرى ستجري مراجعتها في اجتماع الفيفا الشهر المقبل على أن يتم التصديق على التوصيات من قبل اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي».
من جهته، رأى أمين عام الاتحاد الدولي جيروم فالكه الذي حضر الاجتماع، أن «نوفمبر وديسمبر هو الحل الوحيد لإقامة مونديال 2022».
وأوضح فالكه، سكرتير عام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أن التوقيت الأنسب لإقامة البطولة هو فصل الشتاء وليس الصيف، وقال: «كانت أبرز المقترحات هي إقامة المونديال خلال شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) من عام 2022، ومقترح آخر تقدمت به الأندية الأوروبية بإقامة البطولة خلال شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) من العام نفسه وذلك بخلاف الاقتراح المتعلق بشهري نوفمبر وديسمبر والذي حظي بشبه إجماع من مختلف الأطراف، وبالتالي تم رفع التوصية على هذا الأساس إلى اللجنة التنفيذية بالفيفا والقرار النهائي سيكون خلال (مارس) المقبل».
وحول الجدوى من إقامة مونديال 2022 في شهري نوفمبر ديسمبر والأسباب التي وحدت معظم الآراء حول هذا الموعد قال فالكه: «هدفنا من هذا الاجتماع هو تبادل الآراء والتناقش حول الفترة الأنسب، وقد اتفق الجميع على استبعاد فصل الصيف واختيار موعد في الشتاء. وبعد ذلك جاءت مقترحات كثيرة في خصوص أشهر مختلفة، ولكن الأغلبية فضلت إقامة كأس العالم خلال شهري نوفمبر وديسمبر وهو الخيار الذي حظي بتوافق أكبر، على أن يكون القرار النهائي، بيد اللجنة التنفيذية للفيفا، حيث إن الهدف من هذا الاجتماع هو رفع توصية فقط».
وذكر فيفا في بيان له: «المواعيد المقترحة تلقى دعما كاملا من الاتحادات القارية الستة. سيناقش الاقتراح في اجتماع هيئة فيفا التنفيذية في 19 و20 مارس (آذار) المقبل في زيوريخ».
وأشار الاتحاد الدولي أيضا في بيانه إلى أن «الشيخ سلمان بحث خيار استضافة كأس القارات 2021 في دولة آسيوية أخرى خلال فترة تنظيمها الاعتيادية في شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز)، مع نقل بطولة أخرى من تنظيم فيفا على غرار كأس العالم للأندية إلى قطر لتكون مسابقة تجريبية للحدث الكبير في نوفمبر وديسمبر 2021».
وأضاف البيان، أنه «نظرا لتعهد ألماتي (كازاخستان) وبكين (الصين) المدينتين المرشحتين لاستضافة ألعاب 2022 الشتوية، بإقامة الألعاب بين 4 و20 فبراير 2022، وابتداء شهر رمضان في 2 أبريل 2022، ودرجة الحرارة المرتفعة بين مايو وسبتمبر (أيلول) في قطر، بقي الخيار الوحيد الفعلي في نوفمبر وديسمبر. ولأسباب قانونية، ينبغي أن تقام النسخة الـ22 من كأس العالم في سنة 2022 التقويمية».
لكن ريتشارد سكوادمور، الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي، كشف عن أن كل الأندية الأوروبية الكبرى «خائبة جدا» للتوجه نحو إقامة المونديال في شهري نوفمبر وديسمبر.
وأوضح سكوادمور، عضو فريق العمل، أنه شعر بتخلي الاتحاد الأوروبي عن الأندية، وقال: «نعم، خاب أملي جدا، نيابة عن كل الأندية الأوروبية، وبالتحديد الأندية التي توفر معظم اللاعبين لكأس العالم».
وأشار سكوادمور إلى أن الفترة المقترحة ستشكل إرباكا كبيرا للدوري الإنجليزي وقال: «كان لدينا موقف ثابت طوال الفترة الماضية، وليس مثاليا للدوري أن يتم التوقف لمدة 6 أو 7 أسابيع».
وأضاف: «الاتحاد الدولي حافظ على مواعيد بطولاته ولم تتأثر كأس العالم لديهم، حتى الاتحاد الأوروبي الذي أعتقد أنه خذلنا قليلا، فقد ضغط بهذا الاتجاه كي لا يتأثر دوري الأبطال».
على جانب آخر أعرب الألماني كارل هاينز رومنيغه رئيس رابطة الأندية الأوروبية عن قلقه من الاتجاه لتغيير موعد المونديال وقال: «بالنسبة لأسرة كرة القدم فإن تغيير توقيت إقامة كأس العالم 2022 يشكل تحديا كبيرا وصعبا. سيتعين تغيير كل جداول المباريات حول العالم لتتناسب مع موعد إقامة البطولة وهو الأمر الذي يستلزم استعداد الجميع لتقديم تنازلات».
وأضاف: «ومع ذلك لا يمكن أن نتوقع أن تتحمل الأندية الأوروبية ومسابقات الدوري تكاليف هذا التغيير. نتوقع أن يتم تعويض الأندية عن الأضرار التي قد يسببها القرار النهائي».
كما أعربت رابطة المحترفين في أوروبا عن رفضها لمقترح إقامة المونديال في الشتاء لأنه سيتسبب في أضرار كثيرة للمنافسات المحلية.
وكان من بين الحاضرين في الاجتماع، ممثلون عن الاتحادات القارية والوطنية على مستوى الدوريات والأندية وممثلون عن الاتحاد الدولي لجمعيات اللاعبين المحترفين واتحاد الأندية الأوروبية واتحاد دوريات المحترفين في أوروبا، والأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث «قطر 2022» حسن الذوادي وخبراء طبيون من قبل «فيفا».
وواجه احتمال إقامة المباريات في نوفمبر وديسمبر معارضة الأندية الأوروبية التي تخشى تعطيل بطولاتها الكبرى على غرار إسبانيا وألمانيا وإنجلترا.
وتقام كأس العالم عادة في شهري يونيو ويوليو وبحال نقلها إلى نوفمبر وديسمبر يتوقع أن تطالب الأندية الأوروبية بتعويضات ضخمة، لكن الاتحاد الأوروبي للعبة قبل بإقامة النهائيات خلال فصل الشتاء.
وكان فريق العمل عقد حتى الآن اجتماعين في سبتمبر، وأكتوبر (تشرين الأول) الماضي لتحديد الموعد الأنسب لإقامة أول مونديال في منطقة الشرق الأوسط.
وتقام كأس العالم تقليديا في أشهر مايو ويونيو ويوليو منذ أول نسخة استضافتها الأوروغواي عام 1930.
وكان أبعد موعد أقيم فيه النهائي في 30 يوليو في الأوروغواي عام 1930، وكذلك في إنجلترا عام 1966. أما أقرب موعد لنهائي فقد أقيم في العاشر من يونيو في نسخة 1934.
ولا يناسب يونيو ويوليو قطر، حيث ترتفع درجات الحرارة بشدة وإذا تم التصديق على توصية مجموعة العمل فإن نهائي نسخة 2022 قد يقام قبل يومين من أعياد الميلاد.
ولا توجد أي خطط لتقليص عدد المنتخبات المشاركة من 32 فريقا أو تقليص عدد المباريات الـ64، لكن قد تقام البطولة على فترة زمنية أقصر من المعتاد بالنسبة لعدد الأيام.
وظل توقيت إقامة كأس العالم 2022 في قطر مثار جدال منذ منح حقوق الاستضافة للدولة الخليجية في 2010، وذلك بسبب ارتفاع درجة الحرارة فيها خلال يونيو ويوليو موعد البطولة التقليدي إلى ما فوق 40 درجة مئوية.
وكان الاتحاد الدولي طالب بإقامة المونديال بين شهري نوفمبر وديسمبر، في حين ارتأى الاتحاد الأوروبي إقامتها في شهري يناير وفبراير، لكن هذا التاريخ يتضارب مع إقامة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
في المقابل، فإن اقتراح رابطة الأندية الأوروبية كان مختلفا وطالب بإقامتها في الفترة من نهاية أبريل إلى نهاية مايو ذلك لأن إقامتها في الشتاء سيضر بالبطولات الأوروبية لأن ذلك يتطلب توقف أبرز البطولات في القارة العجوز لمدة ستة أسابيع.
وإذا تم التصديق على هذه التوصيات خلال اجتماع اللجنة التنفيذية في زيوريخ في مارس المقبل سيدخل الفيفا في صدام مع أكبر روابط الأندية في أوروبا التي تفضل إقامة البطولة في أبريل - مايو منعا لإرباك المسابقات المحلية والقارية التي تقوم عليها صناعة تدر دخلا كبيرا. لكن الاتحاد الأوروبي للعبة قال إنه يساند اختيار مجموعة العمل، وأوضح في بيان له: «يرى يويفا أنه من أجل مصلحة اللاعبين والجماهير يتعين إقامة كأس العالم في الشتاء. الاتحاد الأوروبي لا يجد مشكلة كبيرة في إعادة ترتيب مواعيد مسابقاته لموسم 2022 - 2023».
لكن المسؤولين عن مسابقات الدوري المحلية من غير المتوقع أن يتحلوا بمثل هذا الكرم.
واعتبر الألماني توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، أن هناك مصلحة مشتركة بين لجنته والاتحاد الدولي لكرة القدم بعدم تضارب مونديال 2022 لكرة القدم مع الألعاب الأولمبية الشتوية، وقال: «نناقش مع (فيفا) هذه المسألة منذ وقت طويل ومن المصلحة المشتركة للجنة الأولمبية الدولية و(فيفا) ألا يحصل تضارب» بين الحدثين.
وكشفت قطر مؤخرا عن مواجهة دولية مرتقبة بين البرتغال وإيطاليا ستكون الدوحة مسرحا لها، الصيف المقبل بعد أن تم الاتفاق على إقامتها على استاد جاسم بن حمد في نادي السد يوم 16 يونيو المقبل، وذلك بعد 3 أيام فقط من مباراة البرتغال مع أرمينيا في تصفيات التأهل إلى كأس أوروبا 2016.
توصية بإقامة مونديال 2022 في نوفمبر وديسمبر ومعارضة إنجليزية
في حال اعتماد المواعيد الجديدة من «الفيفا» ستتقلص مدة البطولة إلى 4 أسابيع فقط لأجل إنهائها قبل أعياد الميلاد
توصية بإقامة مونديال 2022 في نوفمبر وديسمبر ومعارضة إنجليزية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة