أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بيان لها أمس، عن ترحيبها بخروج الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية اليمنية من مقر إقامته الإجبارية التي فرضها عليه الحوثيون في صنعاء ووصوله إلى عدن سالما معافى، واعتبرت تلك الخطوة مهمة لتأكيد الشرعية، مطالبة برفع الإقامة الإجبارية عن رئيس الوزراء وغيره من السياسيين وإطلاق سراح المختطفين. وفي حين أرسلت 7 أحزاب يمنية وفودا إلى عدن لمقابلة الرئيس، هز انفجار قنبلة قرب أكاديمية عسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء، مساء أمس، في حي يمثل المعقل الرئيسي لمقاتلي جماعة الحوثي.
ودعا الخليجيون أبناء الشعب اليمني وكل القوى السياسية والاجتماعية إلى الالتفاف حول الرئيس هادي ودعمه في ممارسة كافة مهامه الدستورية من أجل إخراج اليمن من الوضع الخطير الذي أوصله إليه الحوثيون. كما أكدت دول المجلس دعمها لدفع العملية السياسية السلمية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني.
وقال الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون، إن «دول المجلس تطالب مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته اتجاه أمن واستقرار اليمن بدعم الشرعية في اليمن واعتبار كل الإجراءات والخطوات التي اتخذت من قبل الحوثيين باطلة لا شرعية لها». وكانت دول مجلس التعاون الخليجي لوحت باتخاذ إجراءات لحماية مصالحها الحيوية والاستقرار الأمني لليمن، بعد انقلاب جماعة أنصار الله الحوثية على السلطة الشرعية في البلاد، وذلك في حال فشل جهود الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق بين كل الأطراف اليمنية لحل الأزمة. كما حثت مجلس الأمن الدولي على اتخاذ قرارات أممية تتضمن فرض عقوبات بحق من يعرقل عملية الانتقال السلمي للسلطة باليمن، في ضوء المبادرة الخليجية التي تحظى بإجماع دولي.
وواصل الرئيس هادي، اجتماعاته التي يعقدها في القصر الجمهوري في عدن، أمس، لليوم الثاني على التوالي من أجل الترتيب للمرحلة المقبلة، بعد أن تحولت مدينة عدن إلى مقر لإدارة الدولة اليمنية ممثلة بالرئيس هادي.
وقالت مصادر في عدن إن «هادي عقد، أمس، اجتماعا، بمحافظي محافظات إقليم حضرموت، الذي يضم محافظات حضرموت، شبوة، المهرة، وسقطرى، في الوقت الذي من يتوقع أن يلتقي اليوم وفدا يمثل 7 أحزاب يمنية». وحسب مصادر فقد توجه الوفد، أمس، إلى عدن للقاء الرئيس هادي وبحث كل التطورات معه.
وقالت مصادر حزبية يمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد الحزبي سيبحث مع هادي «خطواته المقبلة بعد انتقاله إلى عدن، وما يمكن أن يتخذه من قرارات تتعلق باستمرار الدولة وعدم انهيارها، وأيضا، فيما يتعلق بالحوار الذي يجري برعاية الأمم المتحدة في صنعاء». وأكدت المصادر أن «أعضاء الوفد متفقون جميعا، تقريبا، على ضرورة استمرار الحوار وعلى أن ينتقل إلى مدينة غير صنعاء، يعتقد أنها تعز». وأشارت المصادر إلى أن «حديث الأحزاب وقادتها عن الحوار يأتي رغم قناعة الغالبية منهم بعدم جدوى الحوار في ظل استقواء الحوثيين وممارستهم للعنجهية والتهديدات وإدارة شؤون الدولة، رغما عن أنف الشرعية الدستورية والمجتمع المحلي والإقليمي والدولي». ويستطرد مصدر حزبي بالقول لـ«الشرق الأوسط»: «رغم ذلك، سنواصل الحوار، لأنه الوسيلة الوحيدة لتجنيب اليمن ويلات الحرب الأهلية التي يسعى الحوثيون إلى جر البلاد إليها، بحكم أنهم القوة الوحيدة التي تمتلك السلاح خارج إطار الدولة، إضافة طبعا إلى القبيلة».
من جهته، قال عبد العزيز جباري، أمين عام حزب العدالة والبناء لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوفد سيجري مشاورات مع هادي حول الوضع الراهن وسبل تجاوز الأزمة، وسوف نستمع إلى وجهة نظره ومناقشة كل القضايا، بما فيها موضوع استمرار الحوار».
وعما إذا كان الوفد سيناقش مع الرئيس هادي موضوع إعلان عدن عاصمة «مؤقتة »، قال جباري: «إننا مع عودة الدولة وأن تعمل كل أجهزتها بشكل طبيعي في العاصمة».
في هذه الأثناء، رفض الحوثيون نقل الحوار إلى مدينة أخرى غير صنعاء، وحسب قناة تلفزيونية تابعة للحوثيين، فإنهم وبعض المكونات المشاركة في الحوار، نقله من العاصمة، وهي المواقف ذاتها التي تزايدت تشددا من قبل الحوثيين، في الآونة الأخيرة، حسب المراقبين، في السياق ذاته، تتواصل المسيرات والمظاهرات في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات والرافضة لانقلاب الحوثيين على السلطة والحكم في صنعاء، ورفعت المظاهرات التي شهدتها العاصمة، أمس، شعارات تطالب برفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء المستقيل، خالد بحاح وبقية وزراء حكومته، في حين أكدت مصادر محلية في صنعاء أن الحوثيين شددوا، أمس، من حالة الإجراءات الأمنية المفروضة على منزل وزير الخارجية، عبد الله الصايدي ومنعوا الزيارة عنه.
من ناحية أخرى، تتواصل استعدادات القبائل في جنوب اليمن لمواجهة احتمالات محاولة الحوثيين اجتياح بعض المحافظات في جنوب وشرقي البلاد. وقالت مصادر محلية في محافظة شبوة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الآلاف من قبائل بني هلال بشبوة، نظموا، أمس، عرضا عسكريا رمزيا لآلاف المسلحين وعشرات الدوريات المسلحة وسط مدينة عتق، عاصمة المحافظة، وأعلنت القبائل رفضها للإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون ودعمها الكامل للشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي، وكان السلطة المحلية في شبوة ممثلة في محافظ المحافظة والمجلس المحلي (البلدي) أعلنوا تأييدهم الكامل للرئيس هادي، في وقت ما زال اليمنيون يعيشون حالة مما يمكن وصفها بـ«اللا توازن»، جراء انقسام البلاد إلى سلطتين في صنعاء وعدن وحكومة جديدة عليهم دخلت بقوة السلاح وتسعى إلى إجبار الجميع لحكمها، كما وصف ذلك مواطن بسيط في صنعاء لـ«الشرق الأوسط».
دول الخليج ترحب بعودة هادي للشرعية.. و7 أحزاب يمنية ترسل وفودا لمقابلته
مصدر حزبي لـ («الشرق الأوسط»): سنناقش معه قضايا الحوار ومصير البلاد > انفجار في معقل للحوثيين بصنعاء
دول الخليج ترحب بعودة هادي للشرعية.. و7 أحزاب يمنية ترسل وفودا لمقابلته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة