دول الخليج ترحب بعودة هادي للشرعية.. و7 أحزاب يمنية ترسل وفودا لمقابلته

مصدر حزبي لـ («الشرق الأوسط»): سنناقش معه قضايا الحوار ومصير البلاد > انفجار في معقل للحوثيين بصنعاء

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أثناء لقائه ببعض المسؤولين في القصر الرئاسي في مدينة عدن الجنوبية أمس (إ.ب.أ)

يمنيون يعاينون موقع الانفجار في معقل للحوثيين بالعاصمة صنعاء أمس (أ.ف.ب)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أثناء لقائه ببعض المسؤولين في القصر الرئاسي في مدينة عدن الجنوبية أمس (إ.ب.أ) يمنيون يعاينون موقع الانفجار في معقل للحوثيين بالعاصمة صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

دول الخليج ترحب بعودة هادي للشرعية.. و7 أحزاب يمنية ترسل وفودا لمقابلته

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أثناء لقائه ببعض المسؤولين في القصر الرئاسي في مدينة عدن الجنوبية أمس (إ.ب.أ)

يمنيون يعاينون موقع الانفجار في معقل للحوثيين بالعاصمة صنعاء أمس (أ.ف.ب)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أثناء لقائه ببعض المسؤولين في القصر الرئاسي في مدينة عدن الجنوبية أمس (إ.ب.أ) يمنيون يعاينون موقع الانفجار في معقل للحوثيين بالعاصمة صنعاء أمس (أ.ف.ب)

أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بيان لها أمس، عن ترحيبها بخروج الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية اليمنية من مقر إقامته الإجبارية التي فرضها عليه الحوثيون في صنعاء ووصوله إلى عدن سالما معافى، واعتبرت تلك الخطوة مهمة لتأكيد الشرعية، مطالبة برفع الإقامة الإجبارية عن رئيس الوزراء وغيره من السياسيين وإطلاق سراح المختطفين. وفي حين أرسلت 7 أحزاب يمنية وفودا إلى عدن لمقابلة الرئيس، هز انفجار قنبلة قرب أكاديمية عسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء، مساء أمس، في حي يمثل المعقل الرئيسي لمقاتلي جماعة الحوثي.
ودعا الخليجيون أبناء الشعب اليمني وكل القوى السياسية والاجتماعية إلى الالتفاف حول الرئيس هادي ودعمه في ممارسة كافة مهامه الدستورية من أجل إخراج اليمن من الوضع الخطير الذي أوصله إليه الحوثيون. كما أكدت دول المجلس دعمها لدفع العملية السياسية السلمية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني.
وقال الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون، إن «دول المجلس تطالب مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته اتجاه أمن واستقرار اليمن بدعم الشرعية في اليمن واعتبار كل الإجراءات والخطوات التي اتخذت من قبل الحوثيين باطلة لا شرعية لها». وكانت دول مجلس التعاون الخليجي لوحت باتخاذ إجراءات لحماية مصالحها الحيوية والاستقرار الأمني لليمن، بعد انقلاب جماعة أنصار الله الحوثية على السلطة الشرعية في البلاد، وذلك في حال فشل جهود الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق بين كل الأطراف اليمنية لحل الأزمة. كما حثت مجلس الأمن الدولي على اتخاذ قرارات أممية تتضمن فرض عقوبات بحق من يعرقل عملية الانتقال السلمي للسلطة باليمن، في ضوء المبادرة الخليجية التي تحظى بإجماع دولي.
وواصل الرئيس هادي، اجتماعاته التي يعقدها في القصر الجمهوري في عدن، أمس، لليوم الثاني على التوالي من أجل الترتيب للمرحلة المقبلة، بعد أن تحولت مدينة عدن إلى مقر لإدارة الدولة اليمنية ممثلة بالرئيس هادي.
وقالت مصادر في عدن إن «هادي عقد، أمس، اجتماعا، بمحافظي محافظات إقليم حضرموت، الذي يضم محافظات حضرموت، شبوة، المهرة، وسقطرى، في الوقت الذي من يتوقع أن يلتقي اليوم وفدا يمثل 7 أحزاب يمنية». وحسب مصادر فقد توجه الوفد، أمس، إلى عدن للقاء الرئيس هادي وبحث كل التطورات معه.
وقالت مصادر حزبية يمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد الحزبي سيبحث مع هادي «خطواته المقبلة بعد انتقاله إلى عدن، وما يمكن أن يتخذه من قرارات تتعلق باستمرار الدولة وعدم انهيارها، وأيضا، فيما يتعلق بالحوار الذي يجري برعاية الأمم المتحدة في صنعاء». وأكدت المصادر أن «أعضاء الوفد متفقون جميعا، تقريبا، على ضرورة استمرار الحوار وعلى أن ينتقل إلى مدينة غير صنعاء، يعتقد أنها تعز». وأشارت المصادر إلى أن «حديث الأحزاب وقادتها عن الحوار يأتي رغم قناعة الغالبية منهم بعدم جدوى الحوار في ظل استقواء الحوثيين وممارستهم للعنجهية والتهديدات وإدارة شؤون الدولة، رغما عن أنف الشرعية الدستورية والمجتمع المحلي والإقليمي والدولي». ويستطرد مصدر حزبي بالقول لـ«الشرق الأوسط»: «رغم ذلك، سنواصل الحوار، لأنه الوسيلة الوحيدة لتجنيب اليمن ويلات الحرب الأهلية التي يسعى الحوثيون إلى جر البلاد إليها، بحكم أنهم القوة الوحيدة التي تمتلك السلاح خارج إطار الدولة، إضافة طبعا إلى القبيلة».
من جهته، قال عبد العزيز جباري، أمين عام حزب العدالة والبناء لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوفد سيجري مشاورات مع هادي حول الوضع الراهن وسبل تجاوز الأزمة، وسوف نستمع إلى وجهة نظره ومناقشة كل القضايا، بما فيها موضوع استمرار الحوار».
وعما إذا كان الوفد سيناقش مع الرئيس هادي موضوع إعلان عدن عاصمة «مؤقتة »، قال جباري: «إننا مع عودة الدولة وأن تعمل كل أجهزتها بشكل طبيعي في العاصمة».
في هذه الأثناء، رفض الحوثيون نقل الحوار إلى مدينة أخرى غير صنعاء، وحسب قناة تلفزيونية تابعة للحوثيين، فإنهم وبعض المكونات المشاركة في الحوار، نقله من العاصمة، وهي المواقف ذاتها التي تزايدت تشددا من قبل الحوثيين، في الآونة الأخيرة، حسب المراقبين، في السياق ذاته، تتواصل المسيرات والمظاهرات في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات والرافضة لانقلاب الحوثيين على السلطة والحكم في صنعاء، ورفعت المظاهرات التي شهدتها العاصمة، أمس، شعارات تطالب برفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء المستقيل، خالد بحاح وبقية وزراء حكومته، في حين أكدت مصادر محلية في صنعاء أن الحوثيين شددوا، أمس، من حالة الإجراءات الأمنية المفروضة على منزل وزير الخارجية، عبد الله الصايدي ومنعوا الزيارة عنه.
من ناحية أخرى، تتواصل استعدادات القبائل في جنوب اليمن لمواجهة احتمالات محاولة الحوثيين اجتياح بعض المحافظات في جنوب وشرقي البلاد. وقالت مصادر محلية في محافظة شبوة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الآلاف من قبائل بني هلال بشبوة، نظموا، أمس، عرضا عسكريا رمزيا لآلاف المسلحين وعشرات الدوريات المسلحة وسط مدينة عتق، عاصمة المحافظة، وأعلنت القبائل رفضها للإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون ودعمها الكامل للشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي، وكان السلطة المحلية في شبوة ممثلة في محافظ المحافظة والمجلس المحلي (البلدي) أعلنوا تأييدهم الكامل للرئيس هادي، في وقت ما زال اليمنيون يعيشون حالة مما يمكن وصفها بـ«اللا توازن»، جراء انقسام البلاد إلى سلطتين في صنعاء وعدن وحكومة جديدة عليهم دخلت بقوة السلاح وتسعى إلى إجبار الجميع لحكمها، كما وصف ذلك مواطن بسيط في صنعاء لـ«الشرق الأوسط».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.