تظهر السلطات الجزائرية عزما على منع المظاهرات التي أعلنت عن تنظيمها المعارضة اليوم، في كل الولايات، للتضامن مع سكان الجنوب رافضي استغلال الغاز الصخري في مناطقهم. في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية رمضان لعمامرة إلى «محاصرة (داعش) في ليبيا لمنعه من تخطي حدودها».
وقال عبد العزيز رحابي وزير الإعلام سابقا، وعضو «تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي» المعارضة، لصحافيين أمس، إن «سلطات ولاية الجزائر العاصمة أطلقت أشغال ترميم في بناية البريد المركزي»، حيث يعتزم نشطاء «التنسيقية» تنظيم مظاهرة، وعد ذلك «حركة استباقية من الحكومة لثني المعارضة عن بلوغ هدفها»، مشيرا إلى أن الحكومة نظمت سباقا للدراجات في «ساحة أول مايو (أيار)»، بالعاصمة وهو مكان عمومي كثيرا ما احتضن مظاهرات، لدفع المعارضة حسبه، إلى العدول عن مسعاها. وفي الغالب، تجري سباقات الدراجات أيام الجمعة تفاديا للزحمة التي تشهدها أيام الأسبوع الأخرى.
وأعطت وزارة الداخلية تعليمات صارمة للمسؤولين في الولايات، ولأجهزة الشرطة بها للحؤول دون قيام مظاهرات. فيما كثفت «التنسيقية» من لقاءاتها في اليومين الأخيرين، بهدف التحضير للمناسبة. وأظهرت تصميما على التظاهر في الشارع، لمساندة سكان الجنوب الذين عبروا في مسيرات حاشدة، عن رفضهم أعمال التنقيب عن الغاز الصخري بالمناطق الصحراوية، بحجة أن المشروع يضر بالمياه الجوفية.
وقال عبد الرزاق مقري رئيس الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم»، وهي عضو فاعل بـ«التنسيقية»، بصفحته على «فيسبوك» أمس: «يوم 24 فبراير (شباط) لن يكون حاسما بكل تأكيد. هو يوم مهم في بناء عناصر التوازن في مواجهة سلطة استغلت المأساة الوطنية (فترة الإرهاب) واستغلت في ظل مكافحة الإرهاب، واستعملت البحبوحة المالية للسيطرة على المجتمع وليس لتطوير البلد».
وأضاف «حينما ظهر فشلت السلطة، أرادت أن تدخل الجزائر في مغامرة خطيرة باستغلال الغاز الصخري لأنها لا تريد أن تعيش إلا لحظتها، ولو كان بعدها الطوفان. وقفة 24 فبراير هو يوم للقيام بالواجب، فإن سمح للمعارضة بالوقوف سيكون النجاح بالقدر المتاح ثم يكون الاستمرار في النضال والمقاومة السلمية. وإن منعنا وأغلقت العاصمة أمامنا، فسيكون كذلك نجاحا لنا لأننا نكون قد دفعنا النظام إلی إظهار هشاشته وفشله مرة أخری، وعدم ثقته بنفسه ثم يكون الإصرار والاستمرار، والمسيرة مستمرة وعلی الله التوكل».
ويوافق 24 فبراير ذكرى تأميم المحروقات (1971)، وقد أعدت «الموالاة»، مثلما يمسي الإعلام المحلي الأحزاب والتنظيمات والشخصيات المحسوبة على السلطة، برنامجا بالمناسبة للاحتفال بالذكرى. وينزل رئيس الوزراء عبد المالك سلال وأمين عام النقابة المركزية عبد المجيد سيدي السعيد، إلى المنطقة الصناعية أرزيو (غرب) والمنطقة النفطية ورقلة (جنوب). وسيكون أمين عام «جبهة التحرير الوطني» (غالبية) عمار سعداني في عنابة (شرق) للقاء مناضلي حزبه. وقال السعيد بوحجة القيادي في «جبهة التحرير» للصحافة، عشية الموعد، إن «24 فبراير هو يوم للاحتفال وليس للاحتجاج».
وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية الجزائري أمس في مؤتمر صحافي، بعد محادثات مع رئيس الدبلوماسية الهولندي بريت كوندرز، الذي يزور الجزائر، إن «دول جوار ليبيا مطالبة بتحديد قدرات التنظيم الإرهابي المسمى (داعش)، في ليبيا وفي الدول الأخرى وتدقيق المعلومات المتعلقة بمدى الخطورة التي يمثلها»، مشيرا إلى «وجود مشاورات مع عدة دول بهذا الخصوص للحؤول دون تجاوزه الحدود الليبية».
وأضاف لعمامرة: «نحن قلقون، على غرار دول العالم، من الخطورة التي يشكلها تنظيم داعش على أمن واستقرار ليبيا والدول المجاورة، وهو ما يستدعي دعم هذا البلد بكل الوسائل المشروعة والمتاحة من أجل إعادة بناء الجيش الليبي، وجعل الدولة الليبية العنصر الأساسي في عملية البناء».
وحول أنباء عن امتلاك التنظيم الإرهابي أسلحة كيماوية ليبية، قال لعمامرة إن «هذا الأمر بحاجة إلى تدقيق، وفي كل الأحوال يتطلب الأمر عملا دءوبا من طرف السلطات الأمنية المختصة».
تدابير حكومية صارمة في الجزائر لمنع مظاهرات المعارضة للتضامن مع رافضي استغلال الغاز الصخري بالجنوب
لعمامرة يتحدث عن «مشاورات مع عدة دول» لمنع «داعش» من التمدد خارج ليبيا
تدابير حكومية صارمة في الجزائر لمنع مظاهرات المعارضة للتضامن مع رافضي استغلال الغاز الصخري بالجنوب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة