حان الوقت الصحيح الآن لظهور واستخدام أداة التحكم الشاملة من بعيد التي تتحكم بكل الأشياء الأخرى، كما يعتقد رافيل أوبرهولز الذي قام وفريقه بوضع تصميم أداة من هذا النوع. فلأداته المسماة «نيو» (Neeo) كسائر الأدوات الأخرى للتحكم عن بعد، هي أشبه بأصبع الحلوى، فنصف سطحها الأعلى مغطى بشاشة بكثافة 291 بيكسل في البوصة المربعة، التي هي ليست بعيدة عن 326 بيكسل الخاصة بشاشة «آيفون 6». وتحت ذلك، مجموعة من الأزرار لتغيير القنوات، وتعديل ارتفاع الصوت، واستدعاء لوائح الوظائف والمهمات. وهي مصنوعة من قطعة واحدة من الألمنيوم. وكان أوبرهولز وفريقه المكون من 15 شخصا قد قام بجمع أكثر من 800 ألف دولار لتصنيع الجهاز.
* تفاعل شامل
واستنادا إلى أوبرهولز، فالمقصود من أداته هذه البالغ سعرها من 200 إلى 250 دولارا، أن تكون واجهة تفاعل وحيدة للتحكم بمهمات المنزل، وكل ما هو موجود في داخله. وكبداية يعني هذا بث التسليات المنزلية وتشغيلها أوتوماتيكيا. ويقول صانعوها إنها قادرة على التحكم بـ30 ألف منتج. وهذا ما يغطي جميع الأجهزة الرئيسية المرئية والمسموعة المصنوعة في العقد الأخير، بما في ذلك الأجهزة التلفزيونية، والنظم الصوتية، وعلب الكوابل، وعلب «أبل تي في»، و«روكيو»، وغيرها من المنتجات الشعبية، مثل مكبرات «سنوس»، ومصابيح «فيليبس هيو». وإذا ما رغبت أن تكون أكثر تعقيدا وتطورا، فهي مزودة بـ4 هوائيات تتيح للأداة هذا التواصل عبر «بلوتوث»، و«واي - فاي»، وغيرها من النظم اللاسلكية. وتقوم «أداة دماغية» بالعمل كجهاز بث بالأشعة تحت الحمراء على نطاق 360 درجة، ما يجعلها تتواصل مع الأجهزة القديمة أيضا.
وكانت أدوات التحكم القديمة الشاملة، لا تقوم دائما بتشغيل وسائل التسلية المنزلية، ويرجع ذلك، في غالبية الحالات، إلى الرموز التي تبلغ المعدات الصوتية والمرئية ما تفعل. فأدوات التحكم هذه من المدرسة القديمة على سبيل المثال قد تكون متصلة برمز التشغيل والأقفال في التلفزيون. ولدى تشغيل الرمز مرة واحدة يبدأ التلفزيون بالعمل، ولدى تشغيله ثانية ينطفئ.
إلا إن الأمر الذي يمنح «نيو» التفوق، استنادا إلى أوبرهولز، هو قاعدة البيانات الواسعة للرموز غير الموثقة التي تعطيها تحكما غير محدد على جميع الأجهزة، فإلى جانب رمز التشغيل والإطفاء، فإن للتلفزيون رموزا مكرسة تتيح اختصار الأنواع ذاتها من التسلسلات المدرجة أعلاه. فمع رمز «التشغيل» المكرس على سبيل المثال، يمكن تنشيطه ليشغل التلفزيون. ولدى تنشيطه ثانية يبقى مشتغلا. وهذه رموز سرية خفية يقول أوبرهولز عنها هي ما تجده في قلب العمليات الأوتوماتيكية للتسليات المنزلية.
وتوفر تجارب أوبرهولز في الأتمتة المنزلية له رؤية كبيرة في خبرات وتجارب الاستخدامات. فقد قابل كثيرا من الزبائن الراغبين في التحكم بالمنزل كله عن طريق جهاز «آيباد». حتى إن بعضهم رغب في التخلص من مفاتيح المصابيح العادية كلية، وذلك عن طريق استخدام تطبيق للتحكم بالأشياء، كالأضواء، وحتى بارتفاع الصوت، التي طالما كانت تجربة غير مريحة، «لكونها غير مباشرة ولا فورية بما يكفي، في الوقت ذاته»، كما يقول لموقع «وايرد».
* لائحة مهام
ويعالج «نيو» هذا الأمر عن طريق رزم واجهتين للتفاعل في قطعة واحدة من الأجهزة التي تضم أزرارا للجهاز، يمكن استخدامها لدى تصفح الأقنية، واستخدام شاشة اللمس، بحثا في لائحة المهام. كما أنها مصممة أيضا لمعرفة من يستخدمها بفضل تعقب تضاريس راحة اليد، ذلك المشروع الطموح. فعلى الصعيد النظري، فإنه لدى التقاط هذه القطعة، تقوم أوتوماتيكيا بجلب لائحة المهام الخاصة بالتسليات. وهي فكرة أخاذة لأنها واجهات تفاعل شخصية قوية.
ولا توجد وسيلة لمعرفة ما إذا كانت «نيو» ستقوم بالإيفاء بكل هذه الوعود، لكنها نظريا هي الطريق الصحيح، فأحيانا أنت بحاجة إلى تطبيقات، وأحيانا أخرى إلى أزرار، ومن ثم، فإن قطعة جميلة صلبة من العتاد تضم الأفضل بين الاثنين هي الخيار الممتاز للمنزل الذكي.
لكن يبقى القول إن الفكرة من وراء أداة التحكم عن بعد ليست جديدة، إذ يمكن حاليا شراء أداة «لوغتيك هارموني»، على سبيل المثال، المزودة بشاشة لمس وأزرار طبيعية، وبالتالي مزاوجتها بأداة مركزية أخرى يمكنها التحدث إلى جميع الأجهزة الأخرى في المنزل، لكن «نيو» تتفرد عنها في عمليات التنفيذ عن طريق عتاد أكثر رشاقة ونحافة، مع سهولة كبيرة في التشغيل والمزاوجة.
وللإشارة إلى بعض تعقيدات «لوغتيك هارموني» يتوجب لدى تركيب الأخيرة أن تنقب في غرفة الجلوس مثلا، وتسجل كل طراز من الأجهزة الموجودة وأرقامها، وبالتالي وصل «لوغتيك» بجهاز «بي سي»، واستخدام موقع الأخيرة على الشبكة لإضافة كل رقم طراز من هذه الأرقام، في حين يقول صانعو «نيو» إن «بمقدورها مزاوجة الأجهزة في أي وقت مباشرة، عبر شاشة اللمس عن طريق طباعة اسم المنتج فقط».
كما أن مظهر «نيو» الخارجي هو أقل تهويلا من «لوغتيك» بأزرارها الطبيعية القليلة ومهامها الأخرى التي يمكن القيام بها عن طريق شاشة اللمس، فضلا عن خاصية التعرف على تضاريس الكف، مع الإشارة إلى أن «نيو» توفر أيضا، فضلا عن قدرة تحكمها من بعيد، تطبيقا لـ«آيفون» و«أندرويد» لغرض التحكم عن طريقهما.
ويقول أوبرهولز إنه إضافة إلى قدرة التحكم من بعيد بكثير من النظم، يتطابق «نيو» مع 55 ألف نوع من التلفزيون، ونحو 19 ألف نوع من أقراص «دي في دي»، ومشغلات أقراص «بلو - راي»، وعشرات من أجهزة العرض، وغيرها كثير.