ميشال فرعون لـ {الشرق الأوسط} : الاتفاق السياسي على الأمن قد يسمح بحركة سياحية في لبنان

نمو القطاع 25 % خلال موسم الأعياد.. وترويج للسياحة الريفية

ميشال فرعون لـ {الشرق الأوسط} : الاتفاق السياسي على الأمن قد يسمح بحركة سياحية في لبنان
TT

ميشال فرعون لـ {الشرق الأوسط} : الاتفاق السياسي على الأمن قد يسمح بحركة سياحية في لبنان

ميشال فرعون لـ {الشرق الأوسط} : الاتفاق السياسي على الأمن قد يسمح بحركة سياحية في لبنان

يصارع قطاع السياحة في لبنان، منذ نحو 10 سنوات، البقاء والاستمرار في ظل الاهتزازات الأمنية المتكررة التي شهدتها البلاد بعيد التفجير الذي استهدف رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، فبعدما كان القطاع دعامة الاقتصاد الوطني وأهم مصدر دخل لخزينة الدولة، نراه يتمسك حاليا بخطة أمنية من هنا أو لقاءات حوارية من هناك، ترسّخ الاستقرار الهش الذي تشهده البلاد المحاصرة ببركان من النيران المشتعلة لا تنفك تلفح الساحة المحلية.
ويحاول القيمون على القطاع استثمار كل المقومات السياحية لإنعاشه، وهم نجحوا في الأشهر الماضية بالدفع إلى نمو بلغ 25 في المائة خلال موسم الأعياد، يعولون على استمراره في موسم التزلج الحالي وصولا لموسم الاصطياف. وأطلقت وزارة السياحة مطلع الأسبوع الحالي استراتيجية السياحة الريفية في لبنان بهدف الاستفادة من الثروات الريفية والتخفيف من الضغط على العاصمة بيروت والمناطق السياحية المعروفة.
وأوضح وزير السياحة ميشال فرعون، أنّه تم خلال عام واحد تطوير استراتيجية بهدف مأسسة السياحة الريفية على مستوى المجتمعات المحلية وتسويقها بشكل صحيح، على أن تكون بلغت أوج نتائجها خلال 5 سنوات، لافتا إلى أن الهدف الأساسي هو أن تشكل هذه السياحة 20 في المائة من حجم القطاع، علما بأنها لا تشكل اليوم سوى 5 في المائة من السياحة العامة في لبنان.
وقال فرعون لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتفاق السياسي على الأمن سمح بحركة سياحية في لبنان على الرغم من الثغرات الأمنية، لافتا إلى نمو القطاع 25 في المائة مقارنة بالعام الماضي، متحدثا عن حركة استثنائية في مطار بيروت.
واعتبر فرعون أنّه «ما دام لبنان متمسكا باحترام القرارات الدولية حتى ولو كان هناك مخاطر أمنية على الحدود الشرقية، فمن المتوقع أن يكون موسم الصيف جيدا».
ويٌعتبر العراقيون المحرك الأساسي لقطاع السياحة حاليا بالإضافة إلى حركة من مصر وتونس، ولا شك سوريا، باعتبار أن لبنان يستضيف ومنذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011 نحو مليوني لاجئ معظمهم من الفقراء وعدد لا بأس به من الميسورين والأغنياء.
وأشارت زينب ضاهر، مسؤولة الرحلات في مكتب سفريات «Five Stars Tours» في بيروت، إلى حركة لا بأس بها باتجاه لبنان، وخصوصا من قبل مواطني الدول العربية، وبالتحديد مصر والعراق وتونس، لافتة إلى أن موسم الأعياد شهد إقبالا جيدا نسبيا. وقالت ضاهر لـ«الشرق الأوسط»: «الحركة السياحية مرتبطة كليا بالوضعين السياسي والأمني، فالكثير من الزبائن ينتظرون حتى آخر دقيقة لتأكيد حجوزاتهم خوفا من أحداث أمنية غير متوقعة».
وتنظم مكاتب السفر رحلات منظمة إلى لبنان وتعمل على تسويق السياحة اللبنانية في دول عربية وأجنبية، إلا أن السائح الأجنبي يبقى ومنذ عام 2005 الغائب الأبرز نظرا للتحذيرات المستمرة التي تطلقها سفارات الدول الكبرى وبشكل دوري، وتحث فيها على عدم السفر إلى لبنان لأسباب أمنية.
وتشكل السياحة نحو 20 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للبنان، بإيرادات تصل إلى ثمانية مليارات دولار سنويا.
وتراجع توافد السياح العرب والأجانب إلى لبنان بعد إسقاط حكومة الرئيس الأسبق سعد الحريري في عام 2011، وتشكيل حكومة الرئيس الأسبق نجيب ميقاتي، التي لم تشارك فيها قوى «14 آذار» ووصفت حينها بـ«حكومة حزب الله»، كونه كان الطرف الأقوى فيها. وتسعى الحكومة الحالية التي تضم جميع الفرقاء السياسيين لإعادة أحياء الحركة السياحية خاصة مع البدء في تطبيق خطة أمنية موسعة تشمل كل المناطق اللبنانية.
وساهم موسم التزلج الذي انطلق في ديسمبر (كانون الأول) بتحريك العجلة السياحية، ولو بشكل خجول، باعتبار أن لبنان البلد الوحيد في المنطقة العربية الذي يؤمن سياحة التزلج من خلال منتجعات كبرى وتسهيلات لجهة الإقامة في فنادق متاخمة وشاليهات شتوية.
وأشار سيرج زرقا، مدير نادي «الزعرور للتزلج»، إلى إقبال خفيف من قبل السياح العرب وسط غياب شبه كلي للسياح من دول غربية، لافتا إلى رصد حضور مواطنين من المملكة العربية السعودية والإمارات بغرض سياحة التزلج.
وبخلاف باقي أنواع السياحة التي ترتكز بشكل أساسي على الاستقرار السياسي والأمني، تنشط السياحة العلاجية في لبنان الذي كان ولا يزال يُعتبر «مستشفى الشرق» منذ السبعينات، نظرا لوجود أخصائيين قادرين على التعامل مع أنواع الطب كافة من خلال 161 مستشفى، منها 7 مستشفيات جامعية، باتت تتعاطى أخيرا مع عمليات زرع الأعضاء، واستخدام الروبوتات في العمليات الجراحية.
ويبقى للسياحة التجميلية موقعها الخاص في لبنان نظرا لتوافد الآلاف سنويا بهدف القيام بعمليات تجميل غير آبهين بالظروف الأمنية.
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور نادر صعب، مؤسس أول مستشفى متخصص للسياحة التجميلية في لبنان، أن هذا النوع من السياحة قد لا يكون مؤثرا بشكل مباشر على القطاع بشكل عام، نظرا لمحدودية عدد المرضى والزبائن الذين يستطيع أن يستقبلهم الطبيب، لافتا إلى انّه وعلى الرغم من المشكلات الأمنية التي تشهدها البلاد، فإن السياح ما زالوا ينظرون إلى لبنان كوجهة وحيدة لهم في منطقة الشرق الأوسط للجراحة وطب التجميل. وقال صعب لـ«الشرق الأوسط»: «يحتل العراقيون الرقم 1 من حيث جنسيات سيّاح التجميل حاليا، كما نستقبل أردنيين وعدد قليل من مواطني دول الخليج الذين كانوا من أبرز زبائننا».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».