وزير الخارجية المصري يجري اتصالين هاتفيين مع نظيريه الروسي والبريطاني

بعد تعطيل بيان لمجلس الأمن يستبعد التدخل العسكري في ليبيا

وزير الخارجية المصري يجري اتصالين هاتفيين مع نظيريه الروسي والبريطاني
TT

وزير الخارجية المصري يجري اتصالين هاتفيين مع نظيريه الروسي والبريطاني

وزير الخارجية المصري يجري اتصالين هاتفيين مع نظيريه الروسي والبريطاني

قالت وزارة الخارجية المصرية إن سامح شكري، وزير الخارجية المصري، أجرى اتصالين هاتفيين مع نظيريه سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، وفيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني، لبحث الأوضاع «الخطيرة» في ليبيا، بعد ساعات من تعطيل بيان من مجلس الأمن، تقدمت به بريطانيا يستبعد التدخل العسكري في ليبيا.
وأشار بيان الخارجية، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن الاتصالين ركزا على «الأوضاع الخطيرة والمتردية في ليبيا»، وسبل مكافحة الجماعات الإرهابية هناك، فضلا عن مشروع القرار العربي المطروح على مجلس الأمن الدولي والمشاورات الجارية مع أعضاء مجلس الأمن في هذا الصدد.
وطالبت مصر وليبيا بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، بعد يوم من تحرك عسكري مصري ضد مراكز تنظيم داعش في ليبيا قبل نحو أسبوع، ردا على مقتل 21 مصريا على يد التنظيم. وتفادت القاهرة رفضا متوقعا في مجلس الأمن بشأن التدخل العسكري في ليبيا. وطالبت برفع حظر تصدير الأسلحة للجيش الليبي.
وعطل تدخل الأردن، الدولة العربية الوحيدة الممثلة حاليا في مجلس الأمن، بيانا عممته بريطانيا، مساء أول من أمس، يستبعد التدخل العسكري في ليبيا، ويحث على دعم الحل السلمي للأزمة السياسية والمؤسساتية في البلاد التي تسودها الفوضى.
وذكر السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن اتصالي شكري بنظيريه الروسي والبريطاني، تناولا أيضا العلاقات الثنائية مع البلدين، وبحث ترتيبات الزيارة المرتقبة للوزير شكري إلى موسكو على رأس وفد وزاري معني بمتابعة قضية القدس في إطار منظمة التعاون الإسلامي.
وفور وصوله من العاصمة الأميركية، واشنطن، بعد حضوره قمة واشنطن لمكافحة الإرهاب واللقاءات التي أجراها مع كبار المسؤولين الأميركيين والغربيين لمتابعة الأوضاع في ليبيا، تفقد سامح شكري غرفة الأزمات المعنية بتلقي اتصالات واستفسارات المصريين الموجودين في ليبيا.
وقال السفير عبد العاطي إن شكري وجه خلال تفقده لخلية الأزمة بمضاعفة أعداد مسؤولي الوزارة الذين يتولون الرد على الاستفسارات وتوفير خطوط دولية إضافية للتواصل مع المصريين الموجودين في ليبيا وفقا للبلاغات التي ترد من ذويهم داخل مصر.
وبدأت القاهرة في تسيير خطوط طيران لنقل المصريين من ليبيا، على خلفية مخاوف من عمليات انتقامية في أعقاب استهداف الجيش المصري مواقع تنظيم داعش في درنة. وقال اللواء محمد متولي مدير منفذ السلوم البري إن نحو 1280 مصريا توافدوا على المعبر قادمين من ليبيا حتى الرابعة من بعد ظهر أمس (الأحد) بالتوقيت المحلي.
وجددت الخارجية المصرية التأكيد على أهمية توخي المصريين في ليبيا أقصى درجات الحيطة والحذر والبقاء بعيدا عن مناطق الاشتباكات وعدم التحرك على الطرق إلا في أضيق الحدود وللضرورة القصوى.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».