دراسة: الشركات السعودية غير النفطية تحافظ على مستويات التفاؤل في 2015

مقابل ضعف مستوى قطاع البترول والغاز

أظهرت الشركات الكبيرة قدرا أكبر من التفاؤل بشأن الطلبات الجديدة والتوظيف
أظهرت الشركات الكبيرة قدرا أكبر من التفاؤل بشأن الطلبات الجديدة والتوظيف
TT

دراسة: الشركات السعودية غير النفطية تحافظ على مستويات التفاؤل في 2015

أظهرت الشركات الكبيرة قدرا أكبر من التفاؤل بشأن الطلبات الجديدة والتوظيف
أظهرت الشركات الكبيرة قدرا أكبر من التفاؤل بشأن الطلبات الجديدة والتوظيف

كشف تقرير التفاؤل بالأعمال السعودية، الذي أعلنه البنك الأهلي التجاري ودان آند براد ستريت لجنوب شرقي آسيا والشرق الأوسط المحدودة، أن القطاعات غير النفطية حافظت على مستويات تفاؤلها مقارنة بنتائج الربع الأول من عام 2014؛ إذ بلغ مؤشر تفاؤل الأعمال المركب 48 نقطة للربع الأول من العام الجاري، مقابل 47 نقطة للربع الرابع من العام الماضي.
وأشار التقرير إلى استقرار مسـتويـات التفـاؤل في القـطـاعـات غير النـفـطية للربـع الأول من العـام الجاري، مقابل ضـعف التـفـاؤل في قـطـاع النفط والغاز، مبينا أن مؤشر تفاؤل الأعمال المركب لقطاع النفط والغاز ظهر سلبيا بتوقعات أضعف لمكوني الأسعار والربحية، وسجل 16 نقطة، فاقدا 18 نقطة عن مستواه للربع الرابع من عام 2014، مع انخفاض بمقدار 34 نقطة مقارنة مع الربع الأول من العام الماضي.
وأوضح التقرير الذي أعلنه البنك الأهلي التجاري ودان آند براد ستريت لجنوب شرقي آسيا والشرق الأوسط المحدودة، في جدة أمس، أن هناك تحسنا في مستويات التفاؤل في كل من قطاع النفط والغاز وقطاعات غيرهما، مشيرا إلى أن قطاع المال والعقار وخدمات الأعمال هو القطاع الأبرز بين القطاعات غير النفطية كافة في الربع الأول من العام الجاري، مدعوما بمكاسب قوية في قطاع التمويل والتأمين الفرعي.
وأوضح التقرير أن 59 في المائة من شركات القطاعات غير النفطية و65 في المائة من شركات قطاع النفط والغـاز أفادت بعدم توقع أي معوقات يمكن أن تؤثر على أعمالهم في الربع الأول من العام نفسه، وشكلت المنافسة مصدرا رئيسا للقلق على نطاق القطاعات كافة.
فيما توقعت 47 في المائة من الشركات في قطاعات غير قطاع النفط والغاز أن تستمر في توسعة الأعمال للربع الحالي.
وقالت شريهان المنزلاوي، اقتصادية بمجموعة البنك الأهلي التجاري: «في حين تراجع مؤشر التفاؤل لقطاع النفط والغاز إلى مستوى 16 نقطة، متأثرا بانهيار أسعار النفط، فإن مؤشر التفاؤل للقطاع غير النفطي حافظ على مستواه ليسجل 48 نقطة في الربع الأول من العام الجاري»، مضيفة أنه من الواضح أن القطاع الخاص يتوقع أن تستمر الحكومة في سياستها المالية التوسعية، رغم تراجع أسعار النفط، وأنها سوف تموّل أي عجز في الميزانية من خلال السحب من الاحتياطيات النقدية الأجنبية الكبيرة.
وتابعت: «هذا الأمر دعم مستوى ثقة الأعمال، إذ إن 59 في المائة من شركات القطاع غير النفطي لا تتوقع أي عوامل سلبية قد تؤثر على أعمالها خلال الربع الجاري، غير أن خطط الاستثمار توجهت إلى الانخفاض قليلا، إذ إن 47 في المائة من شركات قطاع غير النفط والغاز، أشارت إلى توسعة أعمالها في الربع الأول من العام الجاري أقل قليلا عن مستوى 53 في المائة الذي سُجّل في الربع الرابع من العام الماضي».
وأوضحت أن 65 في المائة من المشاركين في المسح لم تظهر أي عوامل سلبية تؤثر على أعمالهم خلال الربع الأول من عام 2015 مقارنة مع 28 في المائة للربع الرابع من عام 2014، وتوقعت أن 13 في المائة من الشركات المشاركة من القطاع سيكون لهبوط أسعار النفط تأثير سلبي عليها، في حين تشكل المنافسة عائقا متوقعا لنسبة 10 في المائة من الشركات.
وحول شركات القطاعات غير النفطية، أشارت إلى أنها حافظت على مستوى التفاؤل نفسه لربع العام الماضي، وسجل المؤشر المركب للقطاعات غير النفطية 48 نقطة للربع الأول من العام الحالي مقارنة مع 47 نقطة للربع الرابع من عام 2014.
وسجل مؤشر تفاؤل الأعمال لقطاع المال والعقار وخدمات الأعمال المستوى المسجل نفسه قبل عام من الآن (52 نقطة)، ولكنه تحسن بمقدار 7 نقاط، مقارنة مع مستوى 45 نقطة، المسجل لربع العام السابق.
وأظهرت المكونات الخمسة توجها إيجابيا، مع تسجيل مؤشري أسعار البيع والتوظيف أقوى المكاسب، واتسمت التوقعات لبيئة الأعمال بهذا القطاع بالاستقرار، إذ أفادت 59 في المائة من شركات القطاع بعدم توقع أي عوامل سلبية تؤثر على عمليات الأعمال في الربع الأول من عام 2015، مقارنة مع 61 في المائة للربع الرابع من عام 2014، حيث تبدو آفاق الاستثمار مستقرة، حيث أفادت 55 في المائة من الشركات بعزمها على الاستثمار في توسعة أعمالها.
فيما اتسمت توقعات شركات القطاع الصناعي في السعودية بالإيجابية، حيث كسب مؤشر تفاؤل الأعمال للقطاع الصناعي 10 نقاط على أساس ربع سنوي، ونقطتين على أساس سنوي، وبلغ المؤشر 50 نقطة للربع الأول من عام 2015.
وأبدى قطاع الإنشاء تراجعا طفيفا في مستويات التفاؤل للربع الأول من عام 2015، وهبط مؤشر تفاؤل الأعمال للقطاع من 56 نقطة للربع الرابع من عام 2014 إلى 49 نقطة للربع الأول من عام 2015، وسجل مكون أسعار البيع مكاسب، في حين انخفضت المكونات الأربعة الأخرى لمؤشر التفاؤل المركب للقطاع.
وأوضح مسح تفاؤل الأعمال أن الشركات الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم تُبدي توقعات مماثلة للربع الأول من عام 2015، حيث سجل المؤشر المركب 47 نقطة و48 نقطة على التوالي، وأظهرت الشركات الكبيرة قدرا أكبر من التفاؤل بشأن الطلبات الجديدة والتوظيف، في حين جاءت توقعات الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم أفضل إزاء أسعار البيع وصافي الأرباح.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.