الدنمارك: مقتل المشتبه به في هجومي كوبنهاغن

كاميرون وميركل يدينان الهجمات > نتنياهو يحث يهود أوروبا على «هجرة جماعية» إلى إسرائيل

رجال شرطة في كوبنهاغن بالقرب من الكنيس اليهودي الأكبر الذي شهد إطلاق نار من مسلح مشتبه به في قتل شخصين بهجومين قبل أن يلقى هو الآخر حتفه في مداهمات للشرطة (رويترز)
رجال شرطة في كوبنهاغن بالقرب من الكنيس اليهودي الأكبر الذي شهد إطلاق نار من مسلح مشتبه به في قتل شخصين بهجومين قبل أن يلقى هو الآخر حتفه في مداهمات للشرطة (رويترز)
TT

الدنمارك: مقتل المشتبه به في هجومي كوبنهاغن

رجال شرطة في كوبنهاغن بالقرب من الكنيس اليهودي الأكبر الذي شهد إطلاق نار من مسلح مشتبه به في قتل شخصين بهجومين قبل أن يلقى هو الآخر حتفه في مداهمات للشرطة (رويترز)
رجال شرطة في كوبنهاغن بالقرب من الكنيس اليهودي الأكبر الذي شهد إطلاق نار من مسلح مشتبه به في قتل شخصين بهجومين قبل أن يلقى هو الآخر حتفه في مداهمات للشرطة (رويترز)

أعلنت شرطة كوبنهاغن أنها قتلت صباح أمس منفذ الهجومين اللذين شهدتهما العاصمة الدنماركية على مركز ثقافي كانت تعقد فيه ندوة حول التيارات الإسلامية وحرية التعبير وعلى كنيس يهودي مما أسفر عن سقوط قتيلين و5 جرحى.
وصرح المحققون أمام الصحافيين بأن الرجل الذي قتلته بعد هجومين داميين قد يكون أراد تنفيذ اعتداءات شبيهة بتلك التي وقعت في باريس في يناير (كانون الثاني).
وكشف موقع «لوكال دنمارك» الإخباري الدنماركي أمس عن هوية مطلق النار في هجومي كوبنهاغن.
وقال الموقع نقلا عن قناة «تي في 2» التلفزيونية إن مطلق النار شاب يدعى عمر عبد الحميد حسين.
أعلنت الشرطة الدنماركية أن المسلح المشتبه به قتل شخصين في هجومين في كوبنهاغن شاب في الثانية والعشرين من العمر ولد ونشأ في الدنمارك، وسبق أن تورط مع عصابات إجرامية. وقالت شرطة كوبنهاغن في بيان: «تم التعرف على هوية المنفذ المفترض للهجومين، إنه شاب في الثانية والعشرين من العمر من مواليد الدنمارك ومعروف لدى الشرطة لتورطه بجنح تتضمن حمل سلاح وأعمال عنف». وتابع بيان الشرطة: «كما أنه معروف لارتباطه بعصابات إجرامية. وأعلن ينس مادسن من أجهزة الاستخبارات قد يكون استلهم دعاية (داعش) أو منظمات إرهابية أخرى. ولم يكشف المحققون عن جنسيته، واكتفوا بالتوضيح أنه من كوبنهاغن».
وفتش المحققون أمس في عدد غير محدد من المساكن في حي نوربرو الشعبي حيث قتل الرجل. ونجح الشرطيون قبل فجر أمس في تحديد موقع منزل كان يتردد إليه. وقالت الشرطة إن تسجيل فيديو للمراقبة يظهر أن الرجل يقف وراء الهجومين اللذين استهدفا مركزا ثقافيا كانت تعقد فيه ندوة حول الإسلام وحرية التعبير وكنيس يهودي. وكانت الشرطة أعلنت أولا أنها قتلت رجلا فتح النار عليها، موضحة أنها تحاول حاليا معرفة ما إذا كان الشخص يقف وراء حادثي إطلاق النار على المركز الثقافي وبالقرب من كنيس يهودي.
وجرى تبادل إطلاق النار بين الشرطة والرجل في حي نوريبرو الشعبي حيث كانت السلطات وضعت أحد المباني تحت المراقبة.
وقالت الشرطة في: «وقت ما وصل شخص قد يكون على علاقة بالتحقيق». وأضاف «عندما اعترض الشرطيون طريقه أطلق النار»، مؤكدا أنه لم يصب أي شرطي.
وفي الهجوم الأول الذي وقع نحو الساعة 15.00 بتوقيت غرينتش أول من أمس، أطلق رجل عشرات العيارات النارية باتجاه مبنى كان يستضيف جلسة نقاش حول التيارات الإسلامية وحرية التعبير مما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة 3 شرطيين بجروح.
في غضون ذلك، تعهدت رئيسة الوزراء الدنماركية هيله تورنينغ شميت، أمس، بالدفاع عن الديمقراطية في البلاد، في أعقاب وقوع هجومين في العاصمة كوبنهاغن.
وأوضحت هيله تورنينج شميت «واجهنا ساعات لن ننساها لكننا تمكنا من الرد عليها وسوف ندافع عن ديمقراطيتنا، فالمعركة ليست بين الإسلام والغرب بل بين الحرية والأفكار الظلامية، وعندما تعرضت الجالية اليهودية للهجوم، كان ذلك بمثابة تعرض الدنمارك كلها للهجوم.. لا نعلم الدافع».
ودان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الأحد الهجمات الدامية منددا بـ«اعتداء مخيف ضد حرية التعبير والحرية الدينية».
وقال كاميرون إن «الهجمات في كوبنهاغن تشكل اعتداء مخيفا ضد حرية التعبير والحرية الدينية»، معربا عن تعاطفه مع الضحايا وأقربائهم. من جهتها، تحادثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هاتفيا مع رئيسة الحكومة الدنماركية هيل ثورنينغ - شميدت ونددت «بالازدراء بالكرامة الإنسانية» الناجم عن الهجمات الأخيرة. وشددت المستشارة على أن ألمانيا تقف بحزم إلى جانب الدنمارك ووعدت رئيسة وزرائها بالبقاء على اتصال وثيق بشأن إجراءات مكافحة الإرهاب.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فدعا أمس يهود أوروبا إلى الهجرة إلى إسرائيل بعد الهجوم على الكنيس اليهودي.
وقال نتنياهو مخاطبا يهود أوروبا في بيان: «إسرائيل هي موطنكم.نحن مستعدون لاستيعاب هجرة جماعية من أوروبا».
وأضاف «لكل يهود أوروبا أقول: إسرائيل تنتظركم بذراعين مفتوحتين».
ودانت باريس على الفور و«بأشد العبارات هذا الهجوم الإرهابي»، بينما عبرت واشنطن عن إدانتها للإطلاق النار وعرضت تقديم مساعدتها. وفي اتصال هاتفي أجرته وكالة الصحافة الفرنسية، تحدث السفير الفرنسي في الدنمارك فرنسوا زيمراي عن هجوم «وحشي» على المركز الثقافي الذي كان الفنان ورسام الكاريكاتير السويدي لارس فيلكس موجودا فيه
وقال سفير فرنسا «يمكنني القول إنه أطلقت نحو 50 طلقة، والشرطيون هنا يقولون لنا 200. واخترقت بعض الطلقات الأبواب وارتمى الجميع على الأرض».
وفيلكس تلقى تهديدات عدة وتعرض لهجمات منذ نشر رسم كاريكاتيري وضعه للنبي محمد بهيئة كلب صيف 2007.



بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)

بعد أكثر من أسبوع من الترقب، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حليفه فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء، على أمل تجاوز الأزمة الكبرى التي تعانيها فرنسا منذ حلّ الجمعية الوطنية في يونيو (حزيران) وإجراء انتخابات لم تسفر عن غالبية واضحة.

ويأتي تعيين بايرو، وهو سياسي مخضرم يبلغ 73 عاماً وحليف تاريخي لماكرون، بعد تسعة أيام من سقوط حكومة ميشال بارنييه إثر تصويت تاريخي على مذكرة لحجب الثقة دعمها نواب اليسار واليمين المتطرف في الرابع من ديسمبر (كانون الأول).

وعبّر رئيس الوزراء الفرنسي الجديد عن أمله في إنجاز «مصالحة» بين الفرنسيين، لكنَّه يواجه تحدياً كبيراً لتجاوز الأزمة القائمة. وقال بايرو في تصريح مقتضب للصحافيين: «هناك طريق يجب أن نجده يوحد الناس بدلاً من أن يفرقهم. أعتقد أن المصالحة ضرورية».

وبذلك يصبح بايرو سادس رئيس للوزراء منذ انتخاب إيمانويل ماكرون لأول مرة عام 2017، وهو الرابع في عام 2024، ما يعكس حالة عدم استقرار في السلطة التنفيذية لم تشهدها فرنسا منذ عقود.

ويتعيّن على رئيس الوزراء الجديد أيضاً التعامل مع الجمعية الوطنية المنقسمة بشدة، التي أفرزتها الانتخابات التشريعية المبكرة. وقد أسفرت الانتخابات عن ثلاث كتل كبيرة، هي تحالف اليسار والمعسكر الرئاسي الوسطي واليمين المتطرف، ولا تحظى أي منها بغالبية مطلقة.

وقالت أوساط الرئيس إن على بايرو «التحاور» مع الأحزاب خارج التجمع الوطني (اليمين المتطرف) وحزب فرنسا الأبية (اليسار الراديكالي) من أجل «إيجاد الظروف اللازمة للاستقرار والعمل».