اتحاد القوى العراقية يعلن تعليقًا مشروطًا لكتلته البرلمانية.. ويهدد بمفاوضة الميليشيات

شيوخ عشائر لـ «الشرق الأوسط»: اغتيال الشيخ قاسم الجنابي ونجله زعزع ثقتنا في الحكومة

اتحاد القوى العراقية يعلن تعليقًا مشروطًا لكتلته البرلمانية.. ويهدد بمفاوضة الميليشيات
TT

اتحاد القوى العراقية يعلن تعليقًا مشروطًا لكتلته البرلمانية.. ويهدد بمفاوضة الميليشيات

اتحاد القوى العراقية يعلن تعليقًا مشروطًا لكتلته البرلمانية.. ويهدد بمفاوضة الميليشيات

هدد اتحاد القوى العراقية (الكتلة السنية في البرلمان) بالبدء في إجراء مفاوضات مع الميليشيات المسلحة في حال لم تتمكن الحكومة وفي غضون أربعة أيام من وضع حد للانفلات الأمني وحصر السلاح بيد الدولة. وفيما عبرّ عدد من شيوخ العشائر في محافظة الأنبار عن مخاوفهم بعد اغتيال الشيخ قاسم سويدان الجنابي ونجله من قبل مسلحين اختطفوهما مساء يوم الجمعة الماضي بينما كانا ضمن موكب ابن شقيق الشيخ الجنابي النائب في البرلمان زيد الجنابي، عدت لجنة العشائر البرلمانية الاعتداء «مخططا مرسوما» لتأجيج الصراع الطائفي وخلق الفتنة وإفراغ المجتمع من رموزه ونخبه.
وقال عضو لجنة العشائر فريد الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان مع عدد من أعضاء اللجنة أمس، إن «هدف هذا العمل الإجرامي الغادر هو تأجيج الصراع الطائفي المخطط له والعودة بالوضع الحالي إلى أسوأ الحالات، لا سيما أنه شهد توافقا وانسجاما سياسيا ما بين الكتل السياسية»، متابعا «إننا نؤكد أن استهداف رموز المجتمع العراقي مخطط مرسوم من جهات قاصدة إفراغ المجتمع من رموزه ونخبه»، داعيا «الحكومة والأجهزة الأمنية إلى مطاردة الجناة ومعرفة الجهة التي تقف خلفهم».
من جهته، نفى نائب رئيس الوزراء صالح المطلك صحة مقطع الفيديو الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي والذي ظهرت خلاله عبارات مسيئة لمكون محدد (في إشارة إلى المكون الشيعي) لدى تشييع الشيخ الجنابي ونجله أول من أمس، واصفا إياه بأنه مفبرك. وقال المكتب الإعلامي للمطلك في بيان إن «نائب رئيس الوزراء يدعو إلى عدم تأجيج الطائفية من خلال بث فيديوهات مفبركة على مواقع التواصل الاجتماعي». وأضاف أن «المطلك أكد أنه أمر باستبعاد أي شخص حاول إثارة الفتن والمشكلات أثناء تشييع الشيخ قاسم الجنابي ونجله».
في سياق ذلك، شكل تحالف القوى العراقية وائتلاف الوطنية لجنة تفاوضية مع الحكومة بهدف وضع حد لما حصل من انفلات أمني. وقال عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية رعد الدهلكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع تحالف القوى العراقية وائتلاف الوطنية توصل إلى اتفاق يتضمن استمرار تعليق مشاركة الكتلة البرلمانية للتحالف في اجتماعات البرلمان ولمدة محددة أمدها أربعة أيام، وفي حال لم تتمكن الحكومة من التوصل إلى حل نهائي لما حصل سواء على صعيد إلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة أو معالجة وضع الميليشيات معالجة جذرية، فإن الاجتماع خوّل رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك ونائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، ببحث تداعيات ما حصل».
وردا على سؤال بشأن الخيارات الأخرى التي يمكن لتحالف القوى أن يذهب باتجاهها قال الدهلكي «في الواقع من بين الخيارات المطروحة أمامنا، في حال فشل الدولة في لجم الميليشيات، فإننا سنلجأ إلى إجراء مفاوضات معها بوصفها قوة على الأرض وتكاد تكون القوة الوحيدة إلا إذا أثبتت الحكومة أنها قادرة على حماية كل العراقيين دون استثناء».
من جانبه، أكد عبد الكريم عبطان، عضو البرلمان عن ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «من المفروض التفريق بين استمرارية دعمنا للحكومة، لأنها لا تزال تحتاج إلى دعم وإن كل ما يجري الآن قد تكون الحكومة مقصودة به أكثر من الطرف السني، وبين ما يجري في الشارع من انفلات يطال شخصية وطنية مهمة ونائبا في البرلمان وفي وضح النهار وهو ما لا يمكن تبريره». وأضاف عبطان أن «مسألة تعليق المشاركة في البرلمان إنما هي عملية احتجاجية ضد ما يجري، وهي ليست ضد الحكومة لأننا نعرف جيدا أنها مثلنا على صعيد الالتزام بما اتفقنا عليه وبما يجب أن تكون عليه الأوضاع». وأكد أن «الرئاسات الثلاث سوف تجتمع في غضون يومين للبدء بتفعيل المادة التاسعة من الدستور التي تتضمن حصر السلاح بيد الدولة ووضع حد للميليشيات المسلحة».
في غضون ذلك، أبدى عدد من شيوخ الأنبار ممن تتصدت عشائرهم لتنظيم داعش، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مخاوفهم في حال استمر هذا الوضع دون معالجة حقيقية. فقد دعا الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، شيخ عشير البوفهد في الأنبار، كلا من «وزير الداخلية ووزير الدفاع أن يقدما استقالتيهما من الحكومة في غضون أسبوع في حال لم يتم إلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة بهدف إعادة هيبة الدولة». وأوضح أن «المسألة ستكون لها تداعيات على الجميع لا سيما للمتصدين لتنظيم داعش، لأنهم في هذه الحالة لا يعرفون من هو العدو الذي يمكن أن يتربص بهم».
من جانبه، أكد نعيم الكعود، شيخ عشيرة البونمر، أنه «بات ضروريا وضع حد للعصابات التي يمكن أن تشكل تهديدا في أي لحظة وضد من تشاء». وكشف الكعود عن قيام بعض الشيوخ «بالخروج والدخول من وإلى بغداد بل وحتى التجول داخل العاصمة بطريقة التخفي، مما يعني عدم القدرة على القيام بالواجبات الموكلة لهم».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».