قاعدة «عين الأسد» الجوية هدف «داعش» للسيطرة على غرب العراق

بناها صدام حسين لضرب إسرائيل.. واستخدمتها القوات الأميركية

قاعدة عين الأسد الجوية
قاعدة عين الأسد الجوية
TT

قاعدة «عين الأسد» الجوية هدف «داعش» للسيطرة على غرب العراق

قاعدة عين الأسد الجوية
قاعدة عين الأسد الجوية

تقع قاعدة عين الأسد الجوية (108 كيلومترا) غرب الرمادي مركز محافظة الأنبار والمعروفة سابقا باسم قاعدة القادسية الجوية، حيث تم بناؤها من قبل شركة يوغسلافية في عام 1980. وهو العام الذي شهد بداية الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لثماني سنوات. وتم اختيار موقعها قرب ناحية البغدادي كون الأرض هناك تحتوي على أعلى نقطة عن مستوى سطح البحر بالمنطقة الإقليمية وتمتد لمساحة 33 كيلومترا مربعا.
ويعد اختيار موقعها غرب العراق وفوق هضبة عالية لقربها من الحدود الإسرائيلية حيث كان صدام حسين، الرئيس العراقي الراحل، يفكر في حماية العراق من ضربة إسرائيلية أو شن هجوم على الدولة العبرية، وكذلك لحماية سد حديثة العملاق على نهر الفرات الذي يقع قريبا من القاعدة. واستخدمت القاعدة من قبل قوات التحالف الدولي بعد عام 2003 كقاعدة للتدويل والقيادة والسيطرة.
وتضم القاعدة مطارا عسكريا مجهزا بطائرات مقاتلة وهليكوبترات موجودة في مرابضها حول المطار، كما تحتوي على قوة من الدفاعات الجوية كما يوجد بها برج للمراقبة الجوية مجهز بالرادارات المناسبة وأجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية. ومطار القاعدة يحتوي على مدرج واحد بطول 3 كيلومترات وهو مناسب للطائرات التي تستخدمها القاعدة من فئة المقاتلات أو المروحيات وطائرات النقل الجوي.
وتم احتلال قاعدة القادسية التي كان يستخدمها سلاح الطيران العراقي إبان دخول القوات الأميركية إلى العراق وتم الاستيلاء عليها من قبل فوج الخدمة الجوية الخاصة الأسترالية في أبريل (نيسان) 2003 وتسليمهم إلى القوات الجوية الأميركية في شهر مايو (أيار) من ذلك العام. وكانت تحتوي القاعدة على نحو 50 طائرة مقاتلة تعود لسلاح الجو العراقي وأغلبها من طراز ميغ 25S وطائرات أخرى مختلفة. بعد ذلك استخدمتها قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) حتى موعد تسليمها للقوات العراقية في عام 2011.
ويصف الباحث والخبير الاستراتيجي رحيم الشمري في حديث لـ«الشرق الأوسط» هجوم ما يسمى بتنظيم داعش على ناحية البغدادي وقاعدة عين الأسد الجوية بالمحاولة البائسة التي ستكلف الكثير وتكشف عن خفايا تحركات قد تؤدي إلى الرد المقابل من قبل قوات الجيش والشرطة والعشائر الموجودة هناك والتي تقاتل التنظيم المسلح قرابة العام. موضحا أن المنطقة استراتيجية للغاية والقاعدة العسكرية تضم مطارين جويين وقاعدة للطائرات المروحية ويوجد فيها مقر الفرقة السابعة العسكرية مع قيادة عمليات الجزيرة والبادية ووحدات فنية لوجستية أخرى ومخازن للعتاد، إضافة إلى نحو 300 عسكري أميركي لمساعدة القوات العراقية لأغراض التدريب.
العقيد شعبان برزان العبيدي قائد فوج الطوارئ في ناحية البغدادي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي تنظيم داعش يحاولون باستمرار شن هجمات على ناحية البغدادي للسيطرة على قاعدة عين الأسد التي تعتبر ثاني أكبر القواعد الجوية في العراق فيما تتصدى لهجماتهم في كل مرة قواتنا الأمنية مما جعل مسلحي التنظيم يقومون بإطلاق عدد من صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون التي تسبب أحيانا أضرارا مختلفة في منشآت القاعدة الجوية». وأضاف أن «المسلحين يقومون بقطع الطرق المؤدية إلى قاعدة الأسد خشية من وصول إمدادات عسكرية لقطعات الجيش العراقي الموجودة في ناحية البغدادي وقضاء حديثة مما تسبب أيضا في حصار خانق صار يعاني منه المدنيون في ناحية البغدادي وقضاء حديثة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.