إيلين داروز في فندق كونوت.. وجبة تبدأ بلعبة

صمم طبقك بنفسك

مكونات تزين طاولة عند مدخل المطعم
مكونات تزين طاولة عند مدخل المطعم
TT

إيلين داروز في فندق كونوت.. وجبة تبدأ بلعبة

مكونات تزين طاولة عند مدخل المطعم
مكونات تزين طاولة عند مدخل المطعم

كم من مرة قمت بحذف أو استبدال مكون أو مكونين من طبق اخترته من لائحة الطعام؟ إذا كان جوابك مرة أو أكثر، فمطعم «إيلين داروز في فندق ذا كونوت» في لندن وجد الحل، من خلال تحويل مرحلة اختيار الطبق إلى لعبة أشبه بلعبة «سوليتير» تضم المكونات على لوح خشبي، تختار ما تشاءه منها تاركا الأحجار البيضاء على شكل طابات من الرخام وتحمل أسماء المكونات في وسط اللوح، في حين تضع المكونات التي لا تحبذها في الإطار الخارجي للوح. وإلى جانب هذه اللعبة يقدم لك النادل لائحة طعام مطبوعة على قطعة من الخشب أيضا صغيرة الحجم، تضم أسماء أطباق رئيسية تقوم أنت بتصميمها.

الفكرة

الفكرة جديدة في مطعم الطاهية الفرنسية إيلين داروز Helene Darroze الحائزة على نجمتي ميشلان في فندق ذا كونوت The Connaught في منطقة مايفير بلندن، وركزت داروز على المكونات لأنها لطالما اعتبرت أن المكون ونوعية المنتج هما أهم ما في المطبخ لتطوير أي فكرة لأي طبق.
وهذا الشغف واضح من خلال مدخل المطعم، حيث تطالعك طاولة عرض كبيرة وضعت عليها أطباق بأغطية زجاجية، يضم كل منها نوعا من الخضراوات الموسمية بألوانها الزاهية التي تتماشى مع الديكورات وألوان الكراسي والأرائك التي تتأرجح ما بين خضرة الفستق والأحمر المشتق من البنجر (الشمندر السكري).

الأجواء

لا يكفي أن تكون الأطباق لذيذة بل يجب أن تقدم في أجواء جميلة مرافقة، وقد لا يكون هناك أفضل من فندق «كونوت» ليكون بيتا لمطعم إيلين داروز التي تتنقل ما بين لندن وباريس للإشراف على مطعمها الذي يحمل اسمها أيضا هناك.
«كونوت» من أهم العناوين الإنجليزية الكلاسيكية الراقية في مايفير، وقبلة الارستقراطيين المقيمين في المنطقة ومحيطها، يتميز بأجواء جميلة وهادئة إن كان في مطعم إيلين داروز أو في «كوبورغ بار»، ويكفي أنه تابع لأهم مجموعة فنادق في لندن تضم «كلاريدجز» في مايفير و«ذا باركلي» في نايتسبريدج.

الطعام

بما أن الخيار يعود إليك، فستكون على دراية بما سيضمه الطبق، ولكن المفاجأة تأتي مع كل طبق، لأن طريقة التقديم لافتة، الطعام يقدم في صحون مختلفة الأشكال والتصميم، كبيرة الحجم وتشبه لوحة فنية حقيقية، كل منها يختلف عن الآخر.
اختياري وقع على عدة مكونات، وطلبت من النادل تحضير 3 أطباق رئيسية بأحجام صغيرة، لكي أتذوق أكثر من نكهة وطبق، وكانت النتيجة رائعة، فتم استعمال المكونات التي اخترتها في الأطباق التي تذوقتها بطريقة ذكية جدا. من الأطباق التي تذوقتها، طبق السلمون، وسرطان البحر والاسقلوب البحري والكمأة السوداء والرافيولي بسمك القد مع مرق خضار «بروث» خفيف، من دون أن أنسى الخبز الأسمر وقطعة «الفوكاشيا» مع جبن الموتزاريلا والطماطم.

فترة الغداء

يناسب المطعم بأجوائه الهادئة تناول الغداء أو العشاء، وهناك عرض خاص بفترة الغداء بسعر (35 جنيها إسترلينيا) نحو 55 دولارا أميركيا، يشمل ثلاثة أطباق، وفترة العشاء يمكنك اختيار خمسة أو سبعة أو تسعة أطباق بسعر يبدأ من (88 جنيها إسترلينيا) نحو 120 دولارا أميركيا للشخص الواحد.

الطعام بسطور

أطباق إيلين داروز مفعمة بالنكهات، واللافت هو خلقها توازن حقيقي في استخدام المكون، وهذا المبدأ تتبناه في مطبخها حيث تعتمد على تفضيل وتقديم المنتج على أي شيء آخر، لذا تتعامل مع مزارع خاصة تحصل منها على جميع مكوناتها بما فيها الأسماك التي تأتي بها من «سان جان دو لوز» في إقليم الباسك، إلى الخضار والزيت.
إذا كانت أطباق الحلوى لا تغريك، ففي نهاية الغداء أو العشاء، يقدم لك النادل مجموعة من الشوكولاته وحلوى «الماكارون» فلا تفوتها، وتناولها مع فنجان من الاسبريسو أو الماكياتو.
Hélène Darroze at the Connaught
Carlos Place، London W1K 2AL
0207 1078880

من هي إيلين داروز ؟

طاهية فرنسية (47 عاما) في جعبتها نجمتا ميشلان، تملك مطعما في باريس وتترأس المطعم الذي يحمل اسمها في فندق «كونوت» في لندن.
خبرتها طويلة، تعود إلى عملها إلى جانب عراب المطبخ الفرنسي ألين دوكاس في مطعمه «لو لوي 15» في موناكو.
متحدرة من عائلة تعمل كلها في مجال الطهي، وهي حاليا عضو التحكيم في برنامج الطهي الشهير «ماستر شيف» بنسخته الفرنسية.
وارتكزت شركة بيكسار للصور المتحركة عليها لخلق شخصية الطاهية كوليت في فيلم «راتاتوي» الذي أنتجته ديزني عام 2007.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».