تعديل حكومي مرتقب في اليمن

مقتل العشرات في اشتباكات مع الحوثيين

أرشيفية
أرشيفية
TT

تعديل حكومي مرتقب في اليمن

أرشيفية
أرشيفية

قتل 19 جنديا على الأقل وأصيب ثمانية آخرون في هجومين منفصلين لمسلحين على حاجز أمني في حضرموت (جنوب اليمن) ومحافظة البيضاء (وسط البلاد)،
في حين لقي 64 مصرعهم في اشتباكات بين قبائل حاشد والحوثيون شمال البلاد.
وقالت مصادر أمنية وعسكرية متطابقة في حضرموت لـ«الشرق الأوسط»: «إن مسلحين مجهولين هاجموا نقطة تابعة للواء 37 مدرع، على مدخل مدينة شبام حضرموت، وسقط عدد من القتلى من المهاجمين لم يعرف عددهم، بعد سحب المهاجمين قتلاهم وجرحاهم من المنطقة».
وأوضحت المصادر أن الهجوم بدأ بعد تأدية الجنود صلاة الجمعة، حيث باغتهم مسلحون كانوا على متن أربع سيارات، وهاجموا بأسلحة متوسطة وقذائف صاروخية، ورجحت المصادر وقوف تنظيم القاعدة وراء هذا الهجوم.
وفي محافظة البيضاء (وسط البلاد) قتل جندي وأصيب اثنان آخران، في هجوم على نقطة أمنية جنوب مدينة رداع، في وقت متأخر مساء أول من أمس، ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن مدير أمن محافظة البيضاء العميد عادل الأصبحي، أن نقطة الروضة التابعة لشرطة الدوريات تعرضت لهجوم من قبل عناصر إرهابية في تمام الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، مما أدى إلى مقتل المساعد علي قاسم غليس وإصابة الجندي أمين حزام القحوم، والجندي صبري أحمد قاسم الصبري بجروح طفيفة، واتهمت الأجهزة الأمنية عناصر تنظيم القاعدة وراء هذا الهجوم.
وتعد محافظتا البيضاء وحضرموت من أهم معاقل تنظيم القاعدة، حيث يشن التنظيم عمليات كثيرة ضد قوات الجيش والأمن في الفترة الأخيرة، مستفيدا من الطبيعة الجغرافية والمنطقة الجبلية والصحراوية، للاختباء فيها بعد طردهم من محافظة أبين عام 2011.
ولقي عشرات اليمنيين مصرعهم في مواجهات عنيفة بشمال البلاد، إثر مواجهات تدور بين ميليشيات الحوثي والجماعات القبلية في حاشد والتي توالي زعيم القبيلة الشيخ صادق الأحمر، وتشير المعلومات التي وردت إلى مقتل 64 شخصا وجرح العشرات من الجانبين في هذه المواجهات وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المواجهات تعد الأعنف بين الجانبين منذ أن اندلعت الاشتباكات قبل نحو ثلاثة أشهر.
ووجدت لجنة رئاسية خاصة صعوبة في فرض هدنة بين الحوثيين وقبائل حاشد التي توالي آل الأحمر الذين ينتمون للإخوان المسلمين، وحزب التجمع اليمني للإصلاح.
سياسيا، قال المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة راجح بادي إن الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة، يجريان «حاليا» مشاوراتهما مع الأطراف المشاركة في حكومة الوفاق لإجراء التعديل في بعض الحقائب الوزارية، مؤكدا أن التعديل الحكومي لا يزال تحت النقاش، ووصف التعديل بأنه سيكون «مهنيا».
وأقر مؤتمر الحوار الذي اختتم عمله الأسبوع الماضي، إجراء تعديل حكومي في عدد من الحقائب الوزارية، بحسب الوثيقة النهائية التي وقعها جميع الأطراف المشاركة فيه. وأثار ذلك جدلا داخل الشارع اليمني حول الحقائب التي سيطالها التغيير، ونشر عدد من الصحف المحلية خلال الأيام الماضية تسريبات عن قوائم بالتشكيلة الجديدة، لكن الحكومة سارعت بنفي هذه التسريبات.
وأوضح بادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «ما نشر من تسريبات حول التعديل غير صحيح، لا تزال النقاشات مستمرة منذ أيام للوصول إلى صيغ التعديل في بعض الحقائب»، مشيرا إلى أن جميع الأطراف حريصة على أن يكون التعديل الحكومي مهنيا، مستدركا: «كل طرف يمتلك حقيبة وزارية سيقوم بتغيير من يمثله فيها».
وهاجمت صحف أهلية قريبة من الأطراف السياسية المشاركة في الحكومة، وزارات تتبع أحزاب المشترك، وشنت ضدها حملة انتقادات واسعة، واتهمتها بالفساد والفشل، ودافع المستشار الإعلامي راجح بادي عن الحكومة وقال: «أي قضية فساد لأي وزارة تجب إحالتها للقضاء»، مضيفا: «نجاح الحكومة هو نجاح للجميع، وفشلها فشل للجميع».
وشكلت حكومة محمد سالم باسندوة، في 2011، بناء على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتتكون من 36 وزيرا، مقسمة مناصفة بين حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان الحزب الحاكم قبل سقوط الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبين تكتل أحزاب المشترك التي تمثل خمسة أحزاب.
إلى ذلك قالت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور: «إن اليمن يتعرض لهجمة شرسة تتعمد الإخلال باستقرار اليمن وإجهاض مشروع التغيير الحضاري الذي يسير فيه». وقالت مشهور، على هامش الاجتماع الدوري الشامل التابع لمجلس حقوق الإنسان المنعقد حاليا في جنيف: «إن حكومة الوفاق أعدت مشاريع قوانين مهمة، كإقرار مشروع قانون الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، ومشروع قانون العدالة الانتقالية، ومشروع قانون الاتجار بالبشر، بالإضافة إلى موافقتها على الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية (نظام روما) واتفاقية حماية الأشخاص من الاختفاء القسري».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».