كارين سلامة: لا أنتمي لفئة الإعلام الفضائحي وأهل الفن يحبون «البهدلة»

كرمت مؤخرًا بـ«أفضل مذيعة تلفزيونية» من قبل نقابة المهندسين بلبنان

كارين سلامة: لا أنتمي لفئة الإعلام الفضائحي وأهل الفن يحبون «البهدلة»
TT

كارين سلامة: لا أنتمي لفئة الإعلام الفضائحي وأهل الفن يحبون «البهدلة»

كارين سلامة: لا أنتمي لفئة الإعلام الفضائحي وأهل الفن يحبون «البهدلة»

بعد مرور أكثر من 16 عاما على دخولها الإعلام المرئي، تدفقت جوائز التكريم على المذيعة التلفزيونية كارين سلامة، التي كرستها صاحبة لقب «أفضل مذيعة تلفزيونية».
«فرحت بالتسميات التي كرمتني ولو بعد زمن على دخولي مجال المرئي، ولكني اكتشفت أن هؤلاء قدروا مسيرتي التلفزيونية التي خضتها بهدوء وعلى (رواق) دون أن أتبع سياسة الضجيج أو الإبهار».. هكذا عبرت كارين سلامة عن سعادتها بالخطوات التكريمية التي حظيت بها مؤخرا، إن من قبل راديو «دلتا إف إم» وتصويت المستمعين لها بوصفها أفضل إعلامية عن فئة البرامج الترفيهية، أو من قبل نقابة المهندسين في الشمال التي خصتها باللقب نفسه، وكذلك من قبل الموقع الإلكتروني «الفن»، الذي أعلنها أيضا أفضل إعلامية. وحسب قولها، فهناك وسائل إعلامية عربية أخرى تستعد لتكريمها باللقب نفسه.
وتصف كارين سلامة مشوارها التلفزيوني الذي بدأته من على شاشة «المستقبل» وما زالت مستمرة فيه حتى اليوم من القناة نفسها، بأنه جعلها تتدرج في هذا المجال باحتراف، كما جعلها واحدة من عائلة تلفزيون عريق خرج أكثر من إعلامي ناجح ومميز. وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة بكثافة سهلت انتشار مذيعات مبتدئات في عالم التلفزيون، فقدمت لهن الشهرة على طبق من فضة، بينما نحن مذيعات الجيل الذي يسبقهن بعقد أو عقدين، عانينا الأمرين للوصول إلى ما نحن عليه، وهذا هو الأمر الذي يجعلنا نتصف بالحرفية والمستوى الجيد»، وأضافت: «لقد باتت البرامج بحد ذاتها هي نجمة الشاشات الصغيرة وليست المذيعة التي تقدمها؛ إذ صرنا نلاحظ أن المذيعة تستبدل أخرى بها دون أن يتأثر المشاهد بذلك. وهذا دليل قاطع على أن مذيعات اليوم شهيرات مؤقتا وحتى إشعار آخر، وذلك بفعل وسائل الإبهار المحيطة بهن التي تطغى على قيمة الإعلامي ككل».
وعما إذا كان ينتابها الأسى عندما تشاهد مذيعات مبتدئات يلاقين شهرة واسعة رغم عدم تمتعهن بالكفاءة المطلوبة، ردت موضحة: «نعم تعز علي الدنيا عندما ألتقي بهن في مناسبات عامة، فهن بالكاد يلقين التحية علي لأنهن وضعن أنفسهن بمستوى أهم. وهذا الشعور لا ينتابني على مستوى شخصي، بل على الدنيا بشكل عام التي صار عامل النجاح فيها يعتمد على السطحية وأساليب الشهرة السهلة». ووصفت كارين سلامة المدرسة الإعلامية التي تنتمي إليها بالراقية، وأضافت: «لا أنتمي إلى الإعلام الفضائحي، وشخصيتي وتربيتي لا تسمحان لي بممارسة عملي إلا بالحوار الأنيق، دون الدخول بتفاصيل الحياة الشخصية لضيوفي، أو بأعراضهم وبفضائحهم».
وعن الإعلاميات السابقات اللاتي تأثرت بهن في مشوارها المهني، قالت: «ليس هناك من مذيعة معينة، بل جو عام كان يسود الإعلام بشكل عام، ألا وهو جو الإعلام المهذب، فالمذيعة كانت تنجح لتمتعها بمواصفات معينة وليس لارتدائها الجواهر والألبسة ذات الماركات العالمية، وهنا أود أن أنوه بأن أجواء تلفزيون (المستقبل) تنتمي إلى تلك الفئة، ولذلك ترين جميع من عمل فيه يتمتعون بشخصية إعلامية احترافية».
وعما إذا كان برنامجها الجديد «تيلي ستارز» الذي تقدمه عبر شاشة «المستقبل» مع الممثل وسيم حنا، حاليا، هو السبب المباشر في تسليط الضوء عليها مؤخرا، وفي تكريمها أكثر من مرة، ردت قائلة: «لطالما قدمت برامج جيدة، فبرنامج (برأيك) لم يسبق أن قدم من نوعه على الشاشة الصغيرة، ولعل برنامج (تيلي ستارز) الذي ينتقد أهل الفن بشكل مباشر وجريء لعب دورا في هذا الصدد.
ولكن كما سبق أن ذكرت، فإن مسيرتي الطويلة التي قدمت فيها نحو 25 برنامجا تلفزيونيا تقف وراء عمليات التكريم هذه».
والمعروف أن برنامج «تيلي ستارز» يحقق نجاحا واسعا، لا سيما أن فكرته الشبيهة بالبرنامج التلفزيوني الأميركي الشهيرE» » (يتناول أخبار المشاهير في العالم)، ترتكز على انتقاد نجوم الفن العربي في أعمالهم.. لكن هل ترددت قبيل الموافقة على تقديمه، لا سيما أن لها علاقات ممتازة مع الفنانين بشكل عام؟ تقول: «لا؛ مطلقا، لم أتردد في الموافقة على تقديمه رغم كمية الجرأة الزائدة التي يتضمنها، فلطالما شعرنا ونحن نشاهد عملا فنيا لفنان معين بأن شوائب كثيرة تجتاحه، فلماذا لا نتطرق إليها من منطلق تطوير هذا الفن ونقله إلى الأفضل؟ ولكن الفنان العربي عامة، واللبناني خاصة، لا يتقبل الحقيقة، ويبحث فقط عن كلمات الثناء، وليس العكس، فهو بعرفه شخص ناجح وقلما يخطئ، وهي ظاهرة شائعة بين فنانينا». وختمت في هذا الموضوع بالقول: «رغم رد فعل أهل الفن تجاه من ينتقدهم ويستفزهم، فإنهم سبحان الله يحبون من يقدم على (بهدلتهم) فتجدهم يتقربون منه فيكون أعز الأصحاب بالنسبة لهم، رغم الكلمات النابية التي يوصفون بها أحيانا من قبلهم».
ومن المواضيع التي تناولها «تيلي ستارز» الفنانون وأولادهم، والفنانات واستعانتهن بشبان أصغر منهن سنا في كليباتهم المصورة، وكذلك تطرق إلى أداء ممثلي سينما وتلفزيون وأدائهم دون المستوى. وتقول كارين في هذا الصدد: «الفنانة أمل حجازي مثلا أبدت انزعاجها من البرنامج عندما توجه إليها زميلي في البرنامج وسام حنا طالبا منها الاعتزال، واتصلت بها محاولة ترطيب الأمور، إلا أنها لم تتجاوب معي». ومن غير الفنانة أمل حجازي سجل استياءه؟ ترد: «في الحقيقة هناك أسلوب جديد متبع في تلقف الانتقاد من قبل أهل الفن؛ إذ يفلتون (فانزاتهم) علينا ليشنوا الهجوم اللازم. وهذا ما قام به (فانزات) نوال الزغبي وأمل حجازي إثر انتقادنا لهما في مجالات معينة»، وتضيف: «الفانز هم مرآة الفنان الذين يمثلونه، فإليسا مثلا ورغم أننا تطرقنا إليها في موضوع استعانة الفنانات في أغانيهن المصورة بشباب (موديلز)، أصغر منهن سنا، فإنها لم تأت بأي رد فعل، فهي من الفنانات القليلات اللاتي لا يمكن استفزازهن بسرعة، ولذلك نجد معجبيها يعتمدون أسلوبها نفسه في هذا المجال». وكارين سلامة التي كانت من الرعيل الأول الذي شارك في تقديم برامج تلفزيونية مباشرة على الهواء مثل «عالم الصباح»، تجد أن العمل المباشر أجمل ويحمل عفوية أجواء المشهد لحظة التقاطه، كما أنه لا يمكن أن نقارنه برتابة العمل المسجل.
ومن المذيعات اللاتي تحن لرؤيتهن من جديد على الشاشة الصغيرة كما ذكرت لنا، الإعلامية يمنى شري، فهي، حسب وصفها، مذيعة جديرة بأن تبقى إطلالتها موجودة على الشاشة.
ومن المذيعات اللاتي يلفتنها أيضا، المصرية وفاء الكيلاني التي تصفها بالواثقة من نفسها، وريا أبي راشد على تلفزيون «إم بي سي»، «لأنها محترفة وملمة بعملها». أما المذيعة رابعة الزيات، فتعدها خلوقة، فيما تصف منى أبو حمزة بالجيدة.



جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
TT

جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)

يعرفه اللبنانيون إعلامياً، يبهرهم بين فينة وأخرى، بموهبة جديدة يتمتع بها. يعمل في الكواليس بعيداً عن الأضواء، يأخذ جان نخول وقته في إبراز مواهبه. وكما في إعداد البرامج المنوعة، يبرع أيضاً في تقديم فقرات سياسية. حالياً، يعدّ برنامج «كأنو مبارح» على شاشة «إم تي في»، ويطلّ في برنامج «صار الوقت» مع مارسيل غانم على الشاشة نفسها. أما آخر ما فاجأ به متابعيه، فهو تعاونه مع الفنانة إليسا. غنّت له «حبّك متل بيروت» التي كتبها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، ولحّنها بمشاركة صديقه محمد بشّار.

يقول لـ«الشرق الأوسط» بأن إبراز مواهبه يقف وراءها أحاسيس تنتابه، فتحضّه على الكشف عنها بصورة تلقائية. كيف دخل مجال تأليف الأغاني؟ وما قصة تعاونه مع واحدة من أهم الفنانات في العالم العربي إليسا؟ يردّ نخول: «إذا ما نظرنا إلى المهمات الإعلامية التي أقوم بها، فنلاحظ بأنها تدور جميعها في الفلك نفسه. وكما في فقرات خاصة بالانتخابات النيابية وأخرى ترتكز على الأرقام والدراسات، أقدم محتوى يرتبط بالكتب والتاريخ. اليوم دخلت مجال الموسيقى التي أهواها منذ الصغر، لكن كل مواهبي تخرج من منبع واحد ألا وهو حبي للبنان. وطني يحثّني على الكتابة والتأليف وتقديم المحتوى، الذي من شأنه أن يسهم في تحسين صورة بلدي».

{حبك متل بيروت} أول تعاون فني بين نخول وإليسا (جان نخول)

تقول أغنية «حبّك متل بيروت»: «شمس وسما وشطوط مضوية، لحظة سعادة بتأثر فيي. حلم الطفولة اللي بعده عم يكبر، حبك متل بيروت. كل ما حنله عم حبه، وكل ما لقيته بلاقي السعادة، وكل ما بيعاني عم حبه أكتر».

ويروي نخول قصة ولادة الأغنية: «لقد كتبتها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، عندما خفق قلبي حزناً وحباً ببلدي. فلو كان لبنان شخصاً لكان يمثل أسوأ علاقة عاطفية سامة يمكن أن تحصل معي».

يوم كتب هذا الكلام، كان يقوم بزيارة لبيت صديقه المنتج طارق كرم الواقع في منطقة المرفأ. وكان كرم يقوم بترميمه وقتها، وخالياً من أي أثاث أو روح حياة، راح جان يتنقل في أرجائه. ومن على شرفة المنزل شاهد المرفأ المهدّم. ويعلّق: «حضرت أمامي مشهدية كنت أحاول نكرانها في أعماقي. وأدركت حجم الخسارة التي تكبدتها العاصمة، وتحدثت مع نفسي بأنه وبالرغم من كل ما يحصل في بلدي لم تقنعني فكرة هجرته. ويا ليتني أستطيع أن أقع في قصة حبّ تشبه تلك التي أعيشها مع بيروت، فرحت أكتب الكلمات النابعة من مشاعري في تلك اللحظة».

يبدي نخول إعجابه بفنانين عدة وبمقدمهم ملحم زين (جان نخول)

وكي تكتمل قصة الحب هذه، فقد توّجها نخول بتعاون مع أحب الفنانات إلى قلبه إليسا. «عادة ما أعمل معها في خياراتها الغنائية، فأحمل لها مجموعة ألحان كي تستمع إليها. في ذلك اليوم زرتها في منزلها الذي يقع في محيط المرفأ. وكان عمر كلمات (حبك متل بيروت) قد بلغ العام الواحد، فبادرتني وهي تنظر إلى بيروت (شو حلوة بيروت وكم أحب هذه المدينة)، فشعرت وكأنها أعطتني إشارة لأحدثها عن الأغنية».

وبالفعل، أخبر جان إليسا عن الأغنية، وبأن أحد الأشخاص من ذوي المواهب الجديدة كتبها. وما أن سمعت كلماتها وهو يدندنها، حتى طالبته بالاتصال الفوري بالمؤلّف. «لم أكن قد اتخذت قراري بعد بالإعلان عن اسمي كاتباً لها. فجاوبتها (اعتبريها أصبحت لك)».

برأيه الفن كتلة أحاسيس (جان نخول)

أصرّت إليسا على التحدث مع مؤلف كلمات الأغنية. وطلبت من جان نخول أكثر من مرة الاتصال به كي تتحدث معه. عندها اضطر إلى أن يخبرها بأنه صاحب هذا الشعر، وكانت مفاجأتها كبيرة، وردّت تقول له: مواهبك كثيرة. لمن كنت تنوي إعطاء هذه الأغنية؟

يملك جان نخول موهبة الشعر متأثراً ببيته العابق بالأدب. «جدّي يكتب الشعر وله دواوين عدة. والدتي أستاذة تدرّس العربية. لا شعورياً كنت أمسك بقلمي وأكتب نصوصاً وخواطر وأشعاراً، لن أحوّلها مشروعاً تجارياً بالتأكيد، لكنها ستبقى موهبة أترجم فيها أفكاري».

لن تشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي... قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة

جان نخول

في رأي جان نخول، فإن الفن هو كتلة أحاسيس، ولا بد أن يطفو الجميل منها على السطح. «لن يشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي. قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة. فالزمن يحدد الوقت المناسب وأترك للصدف هذا الأمر».

فنانون كثر اتصلوا بجان إثر انتشار أغنية «حبك متل بيروت». ويعلّق: «حماسهم كان كبيراً مع أن التعاون معي كاسم جديد في عالم الأغنية أعتبره مخاطرة».

يبدي نخول إعجابه بأصوات عدد من الفنانين اللبنانيين: «أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة. أما إليسا، فأنا معجب بأدائها وصوتها وأغانيها بشكل كبير. وأعتبر تعاوني معها هدية من السماء».

أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة

جان نخول

يملك جان نبرة صوت لافتة، يمكن التعرف إليها بين مئات من الأصوات الأخرى. وقد لاقت شهرة واسعة من خلال إطلالاته الإعلامية، لكنه يرفض أن يطرح نفسه مغنياً. «لدي بعض التجارب، من خلال مشاركتي الغناء مع فريق كورال الكنيسة. لكنني بعيداً كل البعد عن موضوع ممارسة هذه المهنة».

لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء... فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل

جان نخول

وعن سبب بقائه بعيداً عن الأضواء، يردّ: «لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء، وإطلالاتي تنحصر بفقرات خاصة بالانتخابات النيابية الفائتة. فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل. كما أنه خيار اعتمدته منذ صغري. وأعتبر نجاحي في كتابة (حبك متل بيروت) يكمن في تتويجها بإحساس إليسا».

يستهوي جان نخول العمل في البرامج الوثائقية. «أعتبرها من أجمل وأهم التجارب. وتضعني على تماس مع نخبة المجتمع اللبناني. فعندما نتحدث عن التاريخ والوقائع نضطر إلى التعاون مع هذا النوع من الناس. وهم بالنسبة لي الهدف الأساسي الذي أطمح للتواصل معه». يحضّر جان نخول لبرنامج تلفزيوني جديد ينكبّ على تحضيره حالياً، لتنفيذه بعد موسم رمضان، ويتألف من محتوى رياضي وسياسي وتاريخي».