بعد أن ظل مستقبله مجهولا وهو يقدم اعتذارا بعد اعتذار وتوضيحا بعد توضيح، وبعد اختلاف إعلاميين كبار وأساتذة إعلام في جامعات أميركية إذا كان «كذب» أو «لم يتأكد»، كما كرر هو، أعلن أمس لتلفزيون «إن بي سي» معاقبة كبير مقدمي الأخبار فيها، وأشهر مقدم أخبار تلفزيونية في الولايات المتحدة، برايان ويليامز، بإيقافه عن العمل لـ6 شهور، ودون أجر.
وصار واضحا أن الشبكة لم تقدر على تجاهل الحقيقة الواضحة، رغم الاختلاف حول تسميتها، وهي عدم صدق ويليامز حول بطولة إعلامية مزعومة خلال الأيام الأولى من الغزو الأميركي للعراق، إذ كان يرافق القوات الأميركية.
في الماضي، قال ويليامز إنه كان في طائرة هليكوبتر مع القوات الأميركية، وإن الطائرة تعرضت لنيران قوات عراقية قاومت الغزو، غير أن عسكريين قادوا الغزو، وبعضهم كان في الطائرة نفسها، قالوا إن ذلك لم يحدث، وإن طائرة هليكوبتر أخرى في نفس المكان والزمان هي التي تعرضت لإطلاق النار.
ورغم ما يبدو من قلة أهمية ذلك، قال هؤلاء العسكريون إن ويليامز، قبل أن يكذب نفسه كذب على بطولة عسكريين مزعومة. وأشاد العسكريون بزملائهم في الطائرة التي تعرضت لإطلاق النار، واضطرت إلى أن تهبط هبوطا اضطراريا. وقالوا إن هؤلاء الزملاء هم «الأبطال الحقيقيون». ومرات كثيرة، قال ويليامز إنه يتفق مع هؤلاء في ما حدث، وإنه «لم يتأكد» مما قال عن الحادث. ومرة، استعطف المشاهدين، وقال: «لا أعرف ماذا حدث لي (عندما تحدث عن تعرض الطائرة التي كان فيها لإطلاق النار). لا بد أني فقدت عقلي لفترة قصيرة من الوقت». وأمس، قالت شبكة «إن بي سي» إن قررا الإيقاف عن العمل لمدة 6 أشهر، دون أجر، اتخذ وسط تحقيق داخلي تجريه الشبكة حول ما حدث.
وقالت ديبورا تورنس، مديرة الشبكة، في مذكرة داخلية نشرت علنا: «قام برايان بتحريف الأحداث التي وقعت بينما كان يغطي حرب العراق في 2003. أيضا، صار واضحا أن برايان، في مناسبات أخرى فعل نفس الشيء أثناء روايات أخرى». وأضافت: «هذا خطأ. ولا يتناسب مطلقا مع شخص في وضع برايان». لعامين كاملين، ظل ويليامز، الذي يقدم أخبار المساء في «إن بي سي» منذ عام 2004، الأكثر شهرة في الولايات المتحدة ويحظى بقدر كبير من الاحترام. وكان جدد عقده في ديسمبر (كانون الأول) مع القناة لمدة 5 أعوام، مقابل نحو 10 ملايين دولار.
في نفس الوقت، يشكك كثير من الصحافيين وأساتذة الإعلام أن ويليامز «تعمد بطولات»، لكن قال آخرون إن ويليامز فقد مصداقيته، وصار صعبا عليه أن ينفذ من الزوبعة الإعلامية التي أحاطت به.
ومع تواصل التحقيق، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة «إن بي سي يونيفرسال» التي تملك شبكة «إن بي سي»، ستيف بورك: «هدد برايان، من خلال تصرفاته، الثقة التي وضعها ملايين الأميركيين في قناة (إن بي سي) الإخبارية. لا يمكن تبرير تصرفاته. لهذا، هذه العقوبة قاسية، ومناسبة». لكن أضاف بورك أن ويليامز أطلعه على «ندمه العميق. وهو يريد استعادة ثقة الجميع. ويريد منحه فرصة ثانية».
معاقبة أكبر مذيع أخبار تلفزيونية أميركية
برايان ويليامز «تعمد بطولات».. ثم قال إنه {غير متأكد}
معاقبة أكبر مذيع أخبار تلفزيونية أميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة