بعد يوم واحد من اجتماع اللجنة الأمنية العليا برئاسة الوزير المكلف من قبل الحوثيين اللواء محمود الصبيحي شن الجيش اليمني مع مسلحي الحوثي هجوما على مناطق في محافظة البيضاء وسط البلاد، وسيطروا عليها بعد انسحاب القبائل المدعومة من «القاعدة» منها.
وأوضح مسؤول محلي في المحافظة أن حملة عسكرية من الجيش مسلحي الحوثي تقدموا في مناطق جبلية في بلدة «ذي ناعم» بمحافظة البيضاء بعد يومين من المعارك العنيفة التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة من الدبابات والمدافع والرشاشات. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «إن العشرات من جنود الجيش سيطروا على منطقة الكسارة في (ذي ناعم) دون أي مقاومة من القبائل التي انسحبت منها»، مشيرا إلى أن مسلحي القبائل وجماعة أنصار الشريعة نفذوا هجوما قبل يومين على مواقع الحوثيين، ونصبوا كمائن، واستولوا على معدات عسكرية وأسلحة متوسطة، موضحا أن «جنود الجيش الذي ينتمي أغلبهم إلى وحدات ما كان يسمى الحرس الجمهوري كانوا يتخفون وراء الزي الشعبي في معاركهم السابقة، لكنهم باتوا الآن يقاتلون بالزي العسكري مستخدمين سلاح الشعب الثقيل والمتوسط». ولفت إلى أن مخازن الجيش ومعسكراته باتت تحت تصرف الحوثيين، بينما يعتمد مسلحو القبائل على أسلحتهم الشخصية وما يستحوذون عليه في معاركهم مع الحوثيين.
وتتركز المعارك في محافظة البيضاء في مناطق محدودة، أهمها في منطقة قيفة رداع، ويكلا، وذي ناعم، وبلدة ولد ربيع، القريبة من مدينة رداع. وتتكون المحافظة من 20 مديرية وعدد سكانها يقارب نصف مليون نسمة، وتتميز تضاريسها بأنها جبلية ووعرة واستغلها تنظيم القاعدة للاختباء من صواريخ الطائرات دون طيار الأميركية.
وكانت اللجنة الأمنية العليا عقدت اجتماعين متتالين برئاسة اللواء الصبيحي في صنعاء، السبت الماضي، وبحضور القيادات الميدانية للحوثيين، تناولت رفع الجاهزية القتالية للوحدات العسكرية التي تخضع لسيطرة الحوثيين الذين يحضرون حاليا لشن معركة في محافظة مأرب النفطية والبيضاء المحاورة لها، باستخدام الطيران الحربي وقوات الجيش، بحجة محاربة الإرهاب والعناصر «التكفيرية».
من جهة أخرى، وفي أول رد فعل من الكتل البرلمانية في مجلس النواب الذي أعلن الحوثيون حله في ما يسمى «الإعلان الدستوري»، رفضت الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام هذا الإعلان، وأكدت في اجتماع ضم أعضاء الكتلة بحضور رئيس مجلس النواب يحيى الراعي، أمس، تمسكها بالشرعية الدستورية، وعبرت عن أسفها لإصدار جماعة «أنصار الله» الإعلان الدستوري، وقالت: «إن الإعلان يعد تعديا على الشرعية الدستورية ومخالفا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني المتفق عليها واتفاقية السلم والشراكة»، مشيرة إلى أنها ستظل متماسكة وكتلة واحدة، موضحا أنها في حال انعقاد دائم لمتابعة المستجدات الوطنية وبما يجنب اليمن المخاطر ويحفظ الأرض والإنسان والوحدة اليمنية الوطنية.
في سياق آخر ذي صلة، بات الصحافيون في اليمن في مرمى نيران ميليشيات الحوثي بعد أن تعرض 5 منهم أمس لعملية اختطاف في كل من صنعاء وذمار، ومُنع مراسلو وسائل الإعلام المحلية والخارجية من تغطية المسيرات في عدد من المدن التي تخضع لسيطرتهم، وهو ما أجبر بعض الصحف المحلية إلى الانتقال إلى محافظات جنوبية هربا من ممارسات الحوثيين.
وأدانت نقابة الصحافيين اختطاف الحوثيين للصحافي سام الغباري و4 من موظفي مؤسسة الشموع الصحافية. وقالت النقابة في بيان أمس إن مسلحي الحوثي خطفوا الغباري صباح أمس من داخل منزله بمدينة ذمار ولا يزال مصيره مجهولا، كما اختطفوا بالعاصمة صنعاء 4 موظفين في مؤسسة الشموع التي تصدر عنها صحيفة «أخبار اليوم»، ونهبوا حافلة التوزيع التابعة للمؤسسة. وعبرت النقابة عن قلقها من التوجه الممنهج للجماعة ضد الصحافة والصحافيين، وحملتها مسؤولية العنف والقمع والملاحقة والاختطاف تجاه الصحافيين، وطالبت بسرعة إطلاق سراح المختطفين وإنهاء اقتحام صحيفة «أخبار اليوم»، المسيطرة عليها من قبل الجماعة منذ 6 أيام.
ولجأت هيئة تحرير صحيفة «أخبار اليوم» الأهلية إلى الإصدار من محافظة عدن بعد أن اقتحم الحوثيون مقرها الرئيسي بصنعاء، وقالت الصحيفة إنها أجبرت على الانتقال إلى عدن بعد أن توقف عددها يوم الجمعة الماضي، مشيرة إلى أن الحوثيين «يحاربون الكلمة والحقيقة والحرية الصحافية».
الجيش والحوثيون في معارك مشتركة بمحافظة البيضاء
صحافيو اليمن في مرمى النيران.. واختطاف 5 منهم في صنعاء وذمار
الجيش والحوثيون في معارك مشتركة بمحافظة البيضاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة