ثلاث قضايا تصدرت التغطية الإعلامية للصحف البريطانية في الأسبوع الماضي. كان أولها الإعدامات التي قام بها داعش والتي توجت بحرق الطيار الأردني حيا. والقضية الأخرى الديون اليونانية ومشاورات الحكومة اليسارية الجديدة مع دول الاتحاد الأوروبي، أما القضية الثالثة فكانت السيرة الذاتية لولي العهد البريطاني الأمير تشارلز التي تبين الخلاف حول دور الملكية في عهده في المستقبل القريب والتي بدأت صحيفة «التايمز» بنشرها بمقالات، وتناولتها في اليوم الثاني الصحف الأخرى مستندة إلى مقالات «التايمز» صاحبة الامتياز.
وقالت الصحيفة بأن كتاب «تشارلز قلب ملك» يبين شغف الأمير البالغ من العمر 66 عاما بتأييد قضايا غير عادية في بعض الأحيان أثار قلقا في قصر باكنغهام حيث توشك والدته الملكة إليزابيث الثانية البالغة من العمر 88 عاما أن تتخطى الملكة فيكتوريا في سبتمبر (أيلول) لتصبح أطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش.
وحسب الكتاب فإن تشارلز يخطط عندما يحين دوره للجلوس على العرش لتطبيق نموذج جديد يؤسس لنظام ملكي أصغر حجما وفتح مقار الإقامة الملكية للجمهور.
وقالت كاثرين ماير كاتبة السيرة في اقتباسات أوردتها التايمز «في الأروقة والغرف الخلفية والأجنحة الخاصة في قصر باكنغهام يزداد القلق مع دخول حكم الملكة مرحلة الشفق الحتمية».
وأضافت قائلة بأن والد تشارلز، دوق أدنبره، من أشد المنتقدين للأمير ويعتقد أن ولي العهد سيكون مذنبا بارتكاب «تصرف أناني» في تقديم «أفكاره العاطفية» على واجباته الملكية. ونقلت الصحيفة عن تشارلز نفسه القول: «إنني فقط أتصدى لأصعب التحديات... أرغب في إثارة التطلعات وبعث الأمل من بين اليأس».
وعلى الصعيد الأوروبي تناولت الصحف زيارة وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس إلى بريطانيا واجتماعه مع رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي في فرانكفورت.
وقال فاروفاكيس إنه أخبر دراغي بأنه لا يجب معاملة الأزمة الاقتصادية في اليونان بحسب الأساليب المنصوص عليها وفقا لبنود برنامج الإنقاذ الخاص باليونان.
وأضاف: «البرنامج أدى لوقوع أزمة انكماش في البلاد». وصرحت مصادر مقربة من رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بأن رئيس وزراء اليونان الجديد أليكسيس تسيبراس اتصل بيونكر، ليطلب إجراء مباحثات مع الاتحاد الأوروبي. كما أظهرت الصحف اجتماع وزراء من الحكومة اليونانية الجديد بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس. وكانت التوترات قد بدأت بين اليونان والاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع الماضي عقب تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء تسيبراس، أوضح فيها أن حكومته المنتخبة حديثا سوف تلتزم بموقفها المتشدد المناهض لإجراءات التقشف، وهو الموقف الذي تبناه تسيبراس خلال حملته الانتخابية. وكان حزب سيريزا اليساري الذي ينتمي له تسيبراس قد فاز في الانتخابات التي أجريت الأسبوع الماضي، عقب أن تعهد بالعمل على شطب نصف ديون اليونان.
وعلقت صحيفة «تايمز» البريطانية في عددها الصادر يوم الاثنين على الوضع في الأردن عقب أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة من قبل تنظيم (داعش). وكتبت الصحيفة: «على المدى القصير يتوقف أمن الأردن على الدعم الكبير من حلفائها الغربيين. ولكن على المدى الطويل يتعين على المملكة الأردنية عمل المزيد من أجل حماية الطبقة الاجتماعية الدنيا المتنامية لديها من عدوى فيروس الدعاية المتشددة». وأوضحت «تايمز»: «يستلزم ذلك تحقيق التطور الاقتصادي لدولة صحراوية ليس لديها ثروة معدنية ذات قيمة، ومن المؤكد أن الاقتصاد القوي يمكن أن يحقق إسهاما جوهريا في الانتصار على التطرف». وتحت عنوان «الأردن مصمم على الانتقام من داعش بعد عملية الإعدام الشنيعة لطيارها»، كتبت صحيفة «الغارديان» تقول: إن الحادث الذي راح ضحيته الطيار معاذ الكساسبة سيكون له تأثير هدام على دور الأردن في التحاف الدولي ضد داعش، مضيفة أن الملك عبد الله الثاني سيرى أن ذلك سيضعف مشاركة بلده الخجولة في الجبهة العسكرية ضد داعش. في التأكيد كتب محلل الصحيفة أيان بلاك على الصفحة الأولى يقول: إن هدف داعش وراء قتل الطيار بهذه الطريقة هو لإضعاف موقف الأردن.
خلال الأسبوع الماضي، ركز الإعلام الأميركي على موضوعين رئيسيين: الحرب ضد «داعش»، والاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة.
في بداية الأسبوع، نقلت وسائل إعلام أميركية ردود فعل مقابلة الرئيس أوباما مع تلفزيون «إن بي سي»، وفيها قال إن «داعش» يواجه «حربا شاملة»، وأشار إلى توقع صدور إعلان حرب رسمي من الكونغرس عن ذلك. ومع زيادة معدلات الإنتاج، وانخفاض نسبة البطالة، ركز أوباما على ذلك. وقال إن قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس يجب أن يعيدوا النظر في معارضتهم لخطته الاقتصادية.
ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تفاصيل خطة ضريبية بإعفاء الشركات الأميركية التي خزنت قرابة 3 تريليونات دولار في الخارج من نسبة من الضرائب، إذا أعادت هذه الأموال إلى الولايات المتحدة.
وأبرزت صحف أميركية رئيسية خبر أدبيا، وهو إعلان الكاتبة هاربر لي أنها ستنشر كتابا ثانيا. هذه هي مؤلف كتاب «تو كيل موكنغ بيرد» (قتل الطائر المحاكي)، واحد من أشهر الروايات الأميركية التقليدية.
وكانت هناك أخبار الإرهاب: هجمة انتحارية بعد انتهاء زيارة الرئيس النيجيري لتجمع انتخابي في مدينة غومبي، حيث يكثر نشاط منظمة «بوكو حرام»
وكانت هناك أخبار العاصفة الجليدية التي تسببت في إلغاء المدارس في ولايات الغرب الأوسط، وإلغاء أكثر من ألف رحلة جوية.
ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» خبر الأكاديمي الكندي ويليام شاباس الذي استقال من رئاسة لجنة الأمم المتحدة التي تحقق في جرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلال عام 2014، بسبب أخبار في إسرائيل عن أنه متحيز ضدها بسبب أعمال استشاراتية قدمها لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وفي منتصف الأسبوع، ركز الإعلام على تصريحات الرئيس أوباما حول تصعيد الحرب ضد «داعش». ونقل تلفزيون «سي سبان» جلسة استماع في الكونغرس، تحدث فيها وزير الخارجية جون كيري، ودعا إلى إعلان حرب رسمي، ومطاردة «داعش» أينما يكون، واستعمال قوات أرضية.
ونقل تلفزيون «سي إن إن» تفاصيل سيطرة المتمردين الحوثيين على الحكم في اليمن، وحل البرلمان، وإقصاء الرئيس عبد ربه هادي.
ونشرت صحيفة الإثارة «نيويورك بوست» خبرا كبيرا عن لوحة بول غوغان «متى ستتزوجيني؟» لملياردير قطري، بما يقرب من 300 مليون دولار.
ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» سلسلة أخبار اقتصادية، منها: إعلان شركة الأدوية الأميركية «فايزر» خطة شراء شركة «هوسبيرا» الألمانية بتكلفة 17 مليار دولار. وإعلان شركة متاجر التجزئة «راديو شاك» الإفلاس.
وفي منتصف الأسبوع أيضا، اكتسح حرق الطيار الأردني كل وسائل الإعلام. وأعلنت كل القنوات التلفزيونية الرئيسية أنها لن تعرض كل الفيديو. وحذفت منظر الحرق، واكتفت بما قبله. حتى صب الغاز لم تعرضه.
ثم تابعت قرار حكومة الأردن بإعدام الإرهابية ساجدة الريشاوي، والإرهابي زياد الكربولي، ردا على حرق معاذ الكساسبة.
ومع نهاية الأسبوع، استمرت أخبار الترشيحات للانتخابات.
ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» خبر استعدادات هيلاري كلينتون، رغم أنها لم تعلن ترشيحها رسميا باسم الحزب الديمقراطي، وأنها شكلت «وزارة المستقبل» منذ الآن. وأجرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقابلة مع ميت رومني، الذي كان نوه بأنه سيترشح باسم الحزب الجمهوري للمرة الثانية. ثم عاد، في الأسبوع الماضي، وأعلن انسحابه. وقابل تلفزيون «سي إن إن» حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش، شقيق الرئيس السابق جورج دبليو، وابن الرئيس الأسبق جورج الكبير، الذي يتوقع أن يترشح باسم الحزب الجمهوري.
واهتم الإعلام، مع نهاية الأسبوع أيضا، بالحرب في شرق أوكرانيا. واتفاق زعماء فرنسا وألمانيا وروسيا على العمل على خطة سلام تطرح لرئيس أوكرانيا بترو بوروشنكو، اليوم (الاثنين).
وتابع الإعلام خبر سقوط طائرة «ترانس آسيا» في تايوان. وإعلان الشركة عشرات الرحلات الجوية لإعادة تدريب الطيارين في أعقاب تحطم طائرة الرحلة 235 في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
غير أن أكثر متابعة، مع نهاية الأسبوع، كانت عن كايلا جان مولر، الرهينة الأميركية التي قالت منظمة «داعش» إنها قتلت نتيجة غارات جوية أردنية في ضواحي الرقة، في سوريا.