الهند تشد زوارها من معدتهم

فيها في كل 200 كيلومتر نكهة

جانب من دروس الطهي المخصصة للأكل الهندي
جانب من دروس الطهي المخصصة للأكل الهندي
TT

الهند تشد زوارها من معدتهم

جانب من دروس الطهي المخصصة للأكل الهندي
جانب من دروس الطهي المخصصة للأكل الهندي

مع تميز الهند بنكهة طعام مختلفة وجديدة كل 200 كيلومتر، سرعان ما تحولت البلاد لمقصد مهم على صعيد سياحة الطعام.
وفي هذا الإطار، ظهر مصطلح «إجازة الطهي» في إشارة للرحلات والإجازات التي يكون الطعام محور الرحلة، حيث يقبل كثير من الأجانب على القدوم للهند، ليس لزيارة المتاحف والقلاع التاريخية، وإنما لاستكشاف ثقافة الطعام داخل الهند. وتعكس ثقافة الطهو الثرية والمتنوعة في الهند تأثيرات فارسية وشرق أوسطية ووسط آسيوية وجنوب شرق آسيوية. والملاحظ أن الهند تضم بين جنباتها مزيجا متعدد الجوانب من الثقافات، مما أثمر عن ظهور مجموعة متنوعة من التقاليد المرتبطة بالطهي.
وقد جرى التعامل دوما مع الأطعمة الهندية المتميزة بالكاري والتوابل ونكهات متنوعة باعتبارها فن من الفنون. ولا تزال تقاليد الطهي الهندية تجتذب اهتمام دولي متزايد، وتجتذب الروائح الممتعة للأطباق الهندية حشودا من السياح الأجانب إلى الهند.
والآن، تعد دروس الطهي والجولات المرتبطة بالطهي، الرسمية وغير الرسمية، من النشاطات المفضلة لدى الزائرين الأجانب. والملاحظ أنه ليس هناك طبق واحد يمثل البلاد، ذلك أن تقاليد ومدارس الطهي الهندية تتنوع فيما بينها بصورة كبيرة.
وتتنوع تقاليد الطهي الهندية ما بين موغلاي المنتشر في دلهي القديمة، والأطباق ذائعة الصيت في المناطق الريفية من راجستان أو أطباق الأسماك المميزة لمنطقة غوا، مما يكفل عاشقي الطهي رحلة ممتعة ومليئة بالمفاجآت عبر مختلف أرجاء البلاد. أما المقصد الأول للسياح المهتمين بالطعام فهو كيرالا، فبخلاف ما تتميز به من مناظر طبيعية خلابة، تعرض أيضا كيرالا على زائريها مغامرات طهي لا تنسى. بجانب أطباق «إدلي» وكريب «دوسا»، يمكن للزائر تجريب أطباق شديدة الخصوصية مثل «مادهوراكالو» وبيرياني دجاج مالابار و«موتون بايا ماسالا» وغيرها.
كما يحوي قلب العاصمة الهندية دلهي تجارب طعام رائعة، خصوصا بشارع بارانثي والي غالي بمنطقة تشاندني تشوك وشارع الكباب بمنطقة جاما مسجد.
أما ولاية راجستان فتتميز بمجموعة من الأطباق الشهية النباتية وغير النباتية. وتشتهر كثير من مدنها بأسواق الطعام - من جيبور إلى بوشكار. من جهتها، قالت ريتا شيند التي تتولى إدارة «مدرسة ريتا للتذوق» في غوا، إن الكثير من الأجانب، خصوصا من اليابان والمملكة المتحدة، يفدون لحضور الدروس التي تقدمها. وتستقبل ريتا باستمرار وفودا من الزائرين المتلهفين على تعلم فن إعداد مجموعة متنوعة من الأطباق المميزة لغوا. ومن بين طلابها أسماء لامعة في عالم الطهي، مثل الكاتب المتخصص بمجال الطهي غريغوري سميث والشيف ذائع الصيت نيسي ويكيز.
ومع توافد سائحين من مختلف أرجاء العالم إلى الهند للتعرف على ثقافة الطهي لديها، بدأت شركات السياحة، خصوصا تلك المعنية بالجولات المرتبطة بالطهي تحديدا، في طرح عروض خاصة توفر فرصة التعرف على أفضل تقاليد الطهي بالبلاد.
يذكر أن الخبير المتخصص بمجال الطهي، أنوبهاف سابرا، افتتح شركة معنية بتنظيم جولات سياحية ترمي للتعريف بالطهي وتقاليده المختلفة تحت اسم «دلهي فود تور»، منذ 3 سنوات. وأشار إلى أنه في البداية كان أغلبية عملائه من الهنود المهتمين بالطهي، لكن الآن أصبح الأجانب الشريحة الأكبر بين عملائه. وقال: «أتولى تنظيم قرابة 4 جولات للتعرف على الطعام في الأسبوع هذه الأيام، وينتمي 70 في المائة من عملائي لسياح أجانب يرغبون في التعرف على ثقافات الطعام داخل دلهي».
وتتضمن الجولات السياحية المرتبطة بالطهي تلقي دروس في فن الطهي وزيارة الأسواق المحلية أو أسواق المزارعين للتعرف على المنتجات وتفهم النظام الغذائي السائد بمنطقة معينة وربطها بجغرافية المكان وثقافته - وكل هذا يطلق عليها «إجازة طهي».
يعد مايك وزوجته جينيفر جزءًا من مجموعة من السياح الأجانب الذين احتشدوا داخل منزل غويال لتعلم فن طهي الأطباق الهندية التقليدية. وحرص الزوجان على تعلم فن طهي طبق «ألوجيرا» (بطاطا بالكمون) على يد راجيف غويال، معلم الطهي الخاص بهما.
وعن هذا، قالت جينيفر: «لقد نظرنا إلى الهند دوما باعتبارها جنة الطهي على الأرض وكثيرا ما استمتعنا بتناول الأطباق الهندية في بلادنا أستراليا. وكان تعلم إعداد أطباق هندية تقليدية جزء مهم من رحلتنا للهند. والآن، نستعد للعودة للوطن حاملين كميات كبيرة من التوابل كي نجرب هناك إعداد ما تعلمناه من أطباق».
ونظرا لتزايد أعداد السياح الأجانب الذين يبدون اهتماما باستغلال جزء من عطلاتهم التي يقضونها بالهند في استكشاف المطبخ الهندي وثقافته، تعرض الكثير من شركات السياحة الآن جولات مخصصة للتعرف على فن الطهي الهندي.
على سبيل المثال، تنظم شركة «ديتورز إنديا» جولات للسياح تستمر الواحدة منها 11 يوما يتنقل خلالها السائح بين أحمد أباد وأمريستار ودلهي وكولكاتا وحيدر أباد. ومن بين السياح الذين وفدوا إلى الهند للاشتراك في هذا النمط من الجولات، عيدروس زلفي، من تركيا، والذي قال: «أحد الأسباب الرئيسة وراء زيارتي الهند رغبتي في افتتاح مطعم للأطعمة الهندية في تركيا ولتنظيم رحلات إلى الهند لمسافرين قادمين من الشرق الأوسط تمزج بين التمتع بزيارة المعالم السياحية والتاريخية والقيام بجولات للتعرف على الأطباق الشهيرة بالأجزاء المختلفة من البلاد».
وبالمثل، أعرب جايانتي راجاغوبلان (42 عاما)، مؤسس شركة «ديتورز إنديا» عن اعتقاده بأن: «السياح عاشقي المغامرات يبدون اهتماما كبيرا بالطعام. إنهم يرغبون في تفهم البلاد وثقافتها والعادات اليومية لأهلها من خلال الطعام».
أيضا، تعرض الشركات السياحية برامج خاصة مثل «تنقل برفقة شيف» و«تذوق الشاي»، بجانب تنظيم جولات داخل الأسواق. بجانب ذلك، تتولى كثير من الفنادق، خصوصا في غوا وكيرالا، دروس طهي ونزهات بأسواق الطعام للنزلاء. كما تساعد مهرجانات الطهي المتزايدة على مستوى البلاد في تعزيز نمو سياحة الطهي في الهند.
في هذا الصدد، شرح ديبالي ديبناث، من شركة «إنديان هوليداي» للسياحة، أن: «هناك اهتماما متزايدا بدروس الطهي في أوساط السياح الأجانب. من جانبنا، نتولى تنظيم دروس في الطهي كجزء من جولات طهي داخل مدن مثل أغرا وجيبور ودلهي». يذكر أن «إنديان هوليداي» تطرح جولات طهي في كيرالا لمدة تستمر 7 ليالي، بجانب جولات أخرى.
من جهته، قال سانجاي كوشيك، أحد منظمي مثل هذه الجولات لدى شركة «راجبوتانا هوليداي ميكرز»: «توفر الفنادق ذات النجوم الخمسة والسبعة الرفاهية وحسن الضيافة، لكن السياح الدوليين اليوم يرغبون في التعرف على الوجه الحقيقي للهند ومعاينة قيمها وتراث الطهي لديها وأسلوب الحياة بها. لذا، ننظم لهم جولات لزيارة أسر هندية يتعلمون من خلالها فن الطهي».
يذكر أن الأطعمة الهندية ليست ثرية في مذاقها فحسب، وإنما تتميز كذلك بكونها صحية. من جهته، أشار أرفيند ناغار، الذي يستقبل زيارات من سائحين بمنزله في مالفيا ناغار للتعرف على فن الطهي الهندي، إلا أنه اندهش عندما سأله أحد ضيوفه عن الخصائص الطبية لبعض التوابل. وأضاف: «إنهم يرغبون في التعرف على هذه الأمور لإدراكهم للفوائد الطبية للتوابل الهندية. إنهم يدركون أن الأطعمة الراجستانية تتسم بكميات كبيرة من الزبد والتوابل ذات القيمة الغذائية الكبيرة التي لديها القدرة على القضاء على كثير من الأمراض. ونصطحب السياح للسوق لشراء توابل سحرية مثل الفلفل الأسود والفلفل الأحمر الحارق والزعفران والكركم والقرفة والتي تتميز بفوائد طبية كثيرة».
من جانبها، تواظب أنا شيلز من ألمانيا على حضور دروس في فن الطهي في دلهي، وأعربت عن اعتقادها بأن الطعام الهندي مثير بالنسبة لغالبية الأوروبيين. وأضافت: «استعنت بمواقع إلكترونية لتعلم إعداد أطباق هندية، لكن مشاهدة شخص يقوم بإعدادها فعلا تجربة مذهلة. كما أنني أرغب في رؤية كيف يجري تناول الكاري الهندي مع الأرز والخبز الهندي».
من ناحية أخرى، وعلى امتداد الأعوام الـ15 الأخيرة، يعمل شاكتي سنغ، من أودايبور، في تعليم الأجانب فن الطهي الهندي، مما جعله واحدا من أوائل من اقتحموا هذا المجال داخل أودايبور. وتحمل مدرسته اسم «إنديا سبايس بوكس» وتعد أحد المقاصد التي يرتادها المهتمون بتعلم فن الطهي الهندي من مختلف أرجاء العالم. وقال سنغ إنه منذ افتتاح مدرسته عام 2000، تخرج فيها أكثر من 16 ألف سائح.
كما ظهر اسم سنغ في «لونلي بلانيت» (كتاب إرشادي أسترالي) لست سنوات متتالية بداية من عام 2000. وأعرب سنغ عن فخره بأنه علم فن الطهي للمساعد الأول للشيف البريطاني الشهير جامي أوليفر.
من جهته، أوضح سمير غوبتا، خبير فنون الطهي والذي يتمتع بخبرة 30 عاما في هذا المجال، أن: «الطعام يشكل بالتأكيد مكونا مهما في أسلوب الحياة الهندي». وقد عمل غوبتا، الذي أعد أطباقا لشخصيات بارزة مثل جورج بوش والأمير تشارلز والليدي ديانا، في تدريس فن الطهي لسياح أجانب ممن يزورون جايبور. وكثيرا ما يستقبل في منزله زيارات من وفود من السياح لتلقي دروس طهي.
وقال غوبتا: «رغم أن البعض كان يطلق النكات حول الطعام الهندي لكونه مليئا بالتوابل والزيوت، فإن العجيب أن السياح عندما يرتادون فصول الطهي، يطلبون منا أن نعلمهم كيفية إعداد الأطباق الهندية بالطريقة الهندية الأصلية من دون التخلي عن أي من عناصرها. الآن، يرغبون في معرفة كيفية إعداد أطباق هندية في صورتها الهندية بالضبط. وأحيانا، يطلبون تنظيم مآدب غداء أو عشاء لرؤية كيف تجتمع الأسرة الهندية وتتناول الطعام مع بعضها البعض».
وبعد التدريبات، قد ينال بعض السائحين فرصة التدريب في أحد مطاعم المدينة.
وسعيا نحو تعزيز سياحة الطعام، أطلقت السلطات الهندية المعنية بالسياحة مبادرة «الوجبة المذهلة» والتي استغرق إعدادها 4 سنوات من قبل «الجمعية الهندية للطهي».
من جهته، قال مانيشا بهاسين شيف: «لدى السياح الأجانب فكرة محدودة عن الطعام الهندي لأنه على خلاف الحال مع دول أخرى تتغير مواصفاته كل 100 كيلومتر ومن إقليم لآخر ومن مجتمع لآخر. لذا تمثلت الفكرة الأساسية في جمع مزيج متنوع تحت مظلة واحدة».
وفيما يلي بعض النصائح السريعة إذا كنت تود القيام بزيارة للهند للتعرف على المطبخ الهندي. أولاً: امنح نفسك بضعة أيام للتكيف مع الطعام المحلي، خصوصا إذا لم تكن معتادا على الطعام المليء بالتوابل. ثانيا: إذا رأيت السكان المحليين يتجنبون بائعا ما، عليك الاحتذاء بهم. ثالثا: من الأفضل أن تتجول بمختلف أرجاء المدينة التي تزورها برفقة شيف محلي ليطلعك على الأماكن التي ينبغي عليك رؤيتها. رابعا: انطلق في جولتك بذهن متفتح، ولا تقصر اختياراتك على الخيارات الآمنة فحسب. خامسا: من الأفضل أن تنظم زيارتك في وقت انعقاد مهرجان محلي للطعام.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».