خالد خوجة لـ {الشرق الأوسط}: نحن نقاتل إيران.. والأسد مجرد أداة تنفيذية

رئيس الائتلاف الوطني السوري يرى أن الثورة لن تنتصر إلا إذا عادت إلى خطابها الأول

خالد خوجة
خالد خوجة
TT

خالد خوجة لـ {الشرق الأوسط}: نحن نقاتل إيران.. والأسد مجرد أداة تنفيذية

خالد خوجة
خالد خوجة

شدد الدكتور خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، على أن المعارضة لا تحارب (الرئيس السوري) بشار الأسد في سوريا، بل تحارب إيران. وأردف في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» أن الأسد «مجرد مدير تنفيذي للمصالح الإيرانية، وأنه لم يعد لإيران القدرة على التحمل في سوريا، وسيأتي الوقت التي تتخلى فيه عن الأسد كما تخلت عن المالكي». وأبدى خوجة خلال الحوار أسفه لتحول الوضع في سوريا إلى «حالة من الكانتونات»، مشددا في المقابل على أن المعارضة بكل أطيافها - باستثناء وحدات الحماية الكردية - ترفض تقسيم سوريا أو تفتيتها، واعتبر أن المعارضة «أمام تحدي ضرورة تغيير الخطاب لطمأنة الأقليات».
من ناحية ثانية، اعترف خوجة خلال الحوار بأن النظام استطاع إقناع المنظومة الإقليمية والدولية بأن «الثورة هي حالة فوضى، والنظام هو الاستقرار». وتابع قوله: «لقد حصلت أخطاء كبيرة من الثورة ومن الدول الداعمة لها.. كسب عبرها النظام، لكننا اليوم نرى أن الدول الإقليمية والدولية شعرت بأن النظام هو الفوضى، وهو الذي سبب الإرهاب»، ورأى أن ثمة تحديا جديا على المعارضة ربحه، يكمن في «إقناع المنظومة الإقليمية والدولية أن نجاح الثورة يعني تحقيق حالة الاستقرار بالمنطقة».
أيضا شدد خوجة على أنه ليس «مرشح تركيا أو أي دولة أخرى»، معتبرا أن «الاصطفافات أضرت بالمعارضة». وقال إنه إنما يرفع شعار إصلاح المؤسسات، مشيرا إلى أنه من المهم في مرحلة الإصلاح الداخلي «تجاوز عدة عقبات، أبرزها الحفاظ على تماسك المعارضة، وإعادة الاعتبار للمعارضة، عبر الالتصاق بالحاضنة الشعبية أكثر». غير أن خوجة رأى أن سبيل هذه السياسة الجديدة ستعترضها عقبات، منها عجز بعض المكونات عن الخروج من القالب القديم. ثم أكد أن النصف الأول من هذا الشهر «سيفضي حتما إلى أن نخرج بهيكلية جديدة بكوادر مهنية جيدة»، وجزم «بضرورة التزام كل مؤسسات الائتلاف بدورها، فلا تتعاطى الحكومة المؤقتة التي يرأسها أحمد الطعمة العمل السياسي».
ورفض الدعوات لإقامة كيان جديد للمعارضة السورية، معتبرا أن «التنوع العرقي الطائفي والديني والسياسي الموجود في الائتلاف لا نراه في أي طيف آخر من أطياف المعارضة»، مشيرا إلى أنه يمكن «تغيير الاسم لا المضمون»، مشيرا إلى أن إسقاط النظام لا يعني إسقاط المؤسسات، لا مؤسسات الشرطة ولا مؤسسات الجيش والمخابرات، بل إسقاط زمرة تحكمت بهذا النظام، ويجب أن تُزاح عن الحكم، معتبرا أنه «يمكن أن نتفق مع باقي مكونات النظام حتى يمكن أن نحتوي النظام ضمن مفهوم (جنيف 2)، ونقوم بإدارة المرحلة الانتقالية حتى تأسيس أول برلمان تأسيسي». وفيما يأتي نص الحوار:
* ما تقييمك لفترة الأربع سنوات التي مرت على سوريا؟
- في بداية الثورة كان الشباب في عمر 17 و18 سنة في درعا ينادون بالحرية. وأعتقد أن الحرية كانت حلمهم الوحيد، مثلما حققتها ثورة تونس والحراك في مصر، لكن الحلم لم يكن بريئا مثل براءة الأطفال، ومنهم الطفل البريء حمزة الخطيب الذي اعتُقل فيما بعد وعُذب وكُسرت أضلاعه وسُلم إلى أهله جثة هامدة. لم يتوقع حمزة أن النظام همجي وقاتل بحيث يفعل بكل شعب سوريا كما فعل بحمزة نفسه.
* لكن الأمور تغيرت سريعا.. وبدأت الفوضى تنتشر.
- كثير من الدول تعتبر أن الثورة كانت في البداية حالة فوضى، وهذا ما عمل عليه النظام، واستطاع أن يُقنع المنظومة الإقليمية والدولية بأن الثورة هي حالة فوضى بينما النظام هو الاستقرار. لقد حصلت أخطاء كبيرة من الثورة ومن الدول الداعمة لها.. كسب عبرها النظام. ولكننا اليوم نرى أن الدول الإقليمية والدولية شعرت بأن النظام هو الفوضى، وهو الذي سبب الإرهاب، وهو من أطلق تنظيم داعش وجبهة النصرة والمجموعات المتشددة الجهادية من السجون، وهو الذي يتحكم فيها. أصبح أمامنا تحدي إقناع المنظومة الإقليمية والدولية بأن نجاح الثورة يعني تحقيق حالة الاستقرار للمنطقة.. لكل المنطقة، لأنه إذا بقي شخص مثل بشار الأسد: «مجنون» ويعيش الأوهام، على رأس السلطة، يعني استمرار الفوضى. وحقا قال صحافي تركي عنه: «الرئيس الذي يقهقه ملء شدقيه بينما شعبه يبكي دما». وهذا أدق توصيف لبشار الأسد. مع وجود شخصية مريضة كهذه نشهد يوميا البراميل المتفجرة والذبح بالسكاكين على يد المنظمات التي استجلبها النظام برعاية إيرانية، وعلى يد المنظمات الإرهابية الأخرى التي خرجت من رحم المخابرات، سواء السورية أو العراقية.
* ما القناعة التي توصلتم إليها بعد هذه السنوات؟
- الآن، بعد 4 سنوات، شعرنا، كمعارضة سياسية، وأغلب المعارضة العسكرية، بأنه لا يمكن بعد هذه التجربة المريرة الذي قتل فيها أكثر من 300 ألف سوري وانتهى أكثر من ربع مليون في المعتقلات وفوق هؤلاء نحو 13 مليون مشرد، شعرنا بأنه لا يمكن أن تنتصر الثورة إلا إذا عدنا إلى خطاب الثورة الأول؛ الحلم الذي كان في رأس حمزة الخطيب، وهو أن نكون يدا واحدة، وأن يكون هناك لحمة وطنية من جميع الأطياف مع بعضها، ومن دون هذه الفروق الإثنية والطائفية، كلنا مع بعض.
التحدي عندنا اليوم هو أن نثبت كمعارضة سياسية وكجيش حر ونشطاء مجتمع مدني أن الشعب السوري واحد ونحن يد واحدة. لذلك علينا كائتلاف هو أكبر مظلة للمعارضة، أن نعيد الاعتبار إلى جسم المعارضة، ورسم صورة المعارضة في أذهان المجتمع الدولي، وإثبات أنه يمكننا أن ندير المناطق المحررة بعقل دولة، وليس بعقل مجموعات ومنظمات، وأن الجيش الحر يمكن أن ينتظم ضمن منظومة عسكرية هيكلية تراتبية وفق الأنظمة العسكرية، فيها نظام المحاسبة ونظام الأوامر، وفيها التسلسل التراتبي كما في الأنظمة العسكرية النظامية. إن أكبر تحدٍّ لنا هو تحقيق هذا الهدف، فإذا حققناه أعتقد أنه لن يكون أمام نظام بشار الأسد أي فرصة للاستمرار.
أما على صعيد الوضع الإقليمي، فإننا نشهد في الآونة الأخيرة هبوطا سريعا لأسعار النفط، وأكبر داعمين لنظام بشار بين دول العالم هما إيران وروسيا، اللتان أصبحتا تشعران أنهما تُستنزفان في سوريا. روسيا عندها مشكلة أوكرانيا، وأيضا مشكلة دعم النظام المستمر بالأسلحة والعتاد وطبع الأموال. وإيران تشعر بعد تمددها إلى رقعة جغرافية كبيرة وصلت إلى اليمن والعراق وسوريا ولبنان، بجانب إثارتها بعض القلق في بلدان خليجية، ثم هبوط أسعار النفط، بأن العبء عليها بات ثقيلا، وهي تحس بالاستنزاف، ثم إن النظام «السوري» يدرك تماما أن طول أمد الحرب ليس في صالحه، ومحاولة روسيا الأخيرة لاستضافة مؤتمر حواري بين المعارضة والنظام اعتبرناها نحن لعبا في الوقت الضائع؛ روسيا كانت تحاول خلق النظام من جديد، لكنها تعرف تماما أن هذه الأدوات والإمكانيات غير المتوافرة، كما أن أي حوار بين معارضة ومعارضة لا يكون فيه الائتلاف الوطني السوري فاشل أيضا.
إن أبواب الائتلاف مفتوحة لجميع قوى المعارضة الأخرى. نحن مستعدون لأن نجتمع معها على أرضية مشتركة ونتفق على أطر ومبادئ مشتركة يمكن أن تقودنا إلى عملية تفاوضية جديدة، مثل «جنيف 3»، ولكن من حيث انتهى «جنيف 2»، وليس بمفهوم جديد. «جنيف 2» شكلت مكتسبات مهمة جدا للمعارضة السورية.. وضمن هذه الأُطر أبواب الائتلاف مفتوحة لباقي أطراف المعارضة. وهنا أقول إن عملية الحوار بيننا وبين باقي أطراف المعارضة مستمرة. لقد بدأنا في الحوار قبل تسلمي رئاسة الائتلاف بنحو شهر، وعندما تسلمت زمام الأمور التقيت شخصيا مع موفدين من المعارضة الموجودة في دمشق، وأرسلنا موفدين إلى القاهرة للقاء هيئة التنسيق، وسنستمر بالحوار بين المعارضة والمعارضة حتى يتم التوصل إلى أرضية مشتركة.
* هل هناك بوادر مشجعة بشأن توحيد المعارضة بمنطقة واحدة؟ هل هناك شيء عملي نتيجة هذا الحراك؟
- عملية الحوار بدأت.. بغض النظر عن أن موسكو فشلت، أو أن مؤتمر القاهرة لم ينبثق عنه شيء عملي. بدء عملية الحوار نفسها شيء إيجابي.
* هل هناك جدول أعمال لهذا الحوار؟
- نتحدث عن آليات التفاوض مع النظام، وأسس هذا التفاوض. بالنسبة لنا.. رؤية المعارضة السورية أعلناها في أكثر من مناسبة. موقفنا واضح ولا يوجد موقف معلن وموقف غير معلن، وما نقوله أمام الإعلام، نقوله أمام باقي أطراف المعارضة الأخرى.
* ما مفهوم الحل السياسي في ظل الوضع القائم على الأرض السورية؟
- عندما نتكلم عن الحل السياسي، فلا بد أن نفكر بواقع أهلنا على الأرض. هناك تحديات كبرى تعترض سبيلنا على صعيد توصيل الخدمات إلى المناطق المحاصرة أو المناطق المحررة. النظام يسيطر الآن على نحو 40 في المائة فقط من الأراضي السورية، ويحتفظ بالعاصمة دمشق، بينما الغوطة المحاصرة تشكل نحو 30 في المائة من دمشق وهي تحت سيطرة المعارضة. أيضا يسيطر النظام على حمص وجزء من ريف حماه، وعلى الساحل.. لكن سوريا للأسف الشديد تبدو في حالة «كانتونات».. فالجنوب منفصل تماما عن العاصمة دمشق، وتحكمه فصائل متعددة من الجيش الحر، والشمال انقسم إلى 3 أقسام: الشمال الشرقي تحت سيطرة «داعش» (الرقة وجزء من دير الزور والبوكمال وجزء من الحسكة)، وحلب وبعض الشمال الغربي تحت سيطرة الجيش الحر، وإدلب أصبحت بنسبة 70 في المائة تحت سيطرة «النصرة». هذه «كانتونات» جغرافيتها متنقلة. ولكن صار واضحا أن النظام لن يكون قادرا على حكم كامل الأراضي السورية، وهذا ما ولد «الكانتونات». وبالتالي، ضمن هذه الحالة العرضية غير الثابتة نتحدث عن «سيطرة» وليس عن «حكم»، أي أن هناك مَن يسيطر على المعابر وطرق الإمدادات، لكن هذا لا يعني أن أيا من الأطراف يحكم المنطقة الجغرافية التي يسيطر عليها.
* في ظل هذا التشظي ألا تخافون على سوريا الموحدة؟ هل سيصبح التفتيت أمرا واقعا؟ وكيف يمكن مواجهته؟
- لعبة التفتيت جاءت بداية من طرف النظام، وذلك منذ اللحظة التي استجلب فيها ميليشيات غير سورية من مختلف الدول. أفراد الجيش الحر عندما يأسر مقاتلين، نجد أنهم يرتدون الزي الرسمي العسكري السوري لكنهم لا يتكلمون اللغة العربية؛ فهم إما أفغان أو باكستانيون أو هنود أو كوريون أو إيرانيون، ناهيك عن الآتين من العراق ولبنان وبعض أفراد الميليشيات الشيعية التي أتت من الخليج. منذ اللحظة التي استجلب فيها النظام الميليشيات الشيعية هو أراد لسوريا أن تتفتت. لكن هذه حالة عرضية، ولن يستطيع النظام أن يخرج من المأزق الذي وقع فيه عبر استراتيجية يحافظ بموجبها على جزء فقط من الأراضي السورية التي يسيطر عليها، ويساوم على بقائه في الحكم مقابل أن تبقى باقي المناطق «كانتونات» تسيطر عليها قوى أخرى. نحن كائتلاف يجمع غالبية القوى السياسية الكردية والآشورية والتركمانية واليسار واليمين والإخوان المسلمين وغيرهم لن نسمح بذلك. لا الحالة السياسية ولا العسكرية للمعارضة تسمح، باستثناء حالة خاصة جدا، هي «وحدة الحماية الكردية»، التي ما زالت إلى الآن تظهر على أنها ليست حالة معارضة للنظام، بل نراها في بعض الأحيان تؤدي أدوارا نيابة عن النظام في المناطق الشمالية. وباستثناء هذه الحالة، أؤكد أن كل المعارضة موحَّدة على أن سوريا بعد سقوط الأسد وزمرته ستبقى سوريا موحدة.
* إلى متى تتوقع أن يتمكن هذا النظام من الصمود؟
- أعتقد أننا لا نحارب بشار الأسد في سوريا، بل نحارب إيران. الأسد مجرد مدير تنفيذي للمصالح الإيرانية، ولكن ما عاد لإيران القدرة على التحمل في سوريا، وسيأتي الوقت التي تتخلى فيه عن الأسد، كما تخلت من قبل عن (نوري) المالكي في العراق. وبالنسبة للمنظر السياسي الدولي، نرى أنه أصبح هناك دول، خارج أميركا، عربية وأوروبية تشعر بأنها أخطأت عندما لم تتدخل في ضرب النظام بعدما قصف الغوطة بالأسلحة الكيماوية. وهناك 5 دول وازنة في «مجموعة أصدقاء سوريا» هي فرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا مقتنعة بضرورة التخلص من نظام الأسد ومنظومته المخابراتية. لهذه الأسباب أعتقد أن بشار الأسد لن يستطيع أن يتحمل هذا الاستنزاف لعام آخر. إن كل شيء مرهون، وما نعيشه حرب دولية بالوكالة، وبشار الأسد أصبح وكيلا عن إيران.
* كيف ستستثمرون هذا الاندفاع الدولي؟
- علينا أن نبدأ بمرحلة الإصلاح الداخلي، وإنجاز 3 مهمات: الأولى هي الحفاظ على تماسك المعارضة عبر إحلال آلية التوافق بدل الاصطفاف التي كانت ملحوظة على مدى السنوات الأربع الماضية. والثانية هي إعادة الاعتبار للمعارضة، وهذا يقتضي الالتصاق بالحاضنة الشعبية أكثر، وتشكيل البوصلة للمرحلة المقبلة من نشطاء وجيش حر وتوفير الخدمات للمناطق المحاصرة، إلى جانب تفعيل الحكومة المؤقتة برئاسة أحمد الطعمة لتقوم بمهام تنفيذية لا سياسية، لخدمة السوريين في الداخل. ومن ثم الجيش الحر ينضم تحت قيادة وزارة الدفاع وقيادة الأركان، ومن شأن هذا إعادة الاعتبار للائتلاف أمام الدول الداعمة، لأنها تريد دعم الائتلاف إذا وجدت أنه يفكر بعقل دولي، وهذا ما نعمل عليه الآن، وهذا تحد كبير. والثالثة، هي الحفاظ على المؤسسات.. إننا عندما نتحدث عن إسقاط النظام لا نتحدث عن إسقاط المؤسسات، لا مؤسسات الشرطة ولا مؤسسات الجيش والمخابرات، بل نتحدث فقط عن زمرة تحكمت بهذا النظام ويجب أن تزاح عن الحكم. هذا يعني أننا يمكن أن نتفق مع باقي مكونات النظام حتى يتسنى أن نحتوي النظام ضمن مفهوم «جنيف 2»، ونقوم بإدارة المرحلة الانتقالية حتى موعد تأسيس أول برلمان تأسيسي تنتهي معه مهمة الائتلاف، بينما الحكومة المنتخبة من البرلمان هي التي ستستمر في إدارة العملية.
رؤيتنا السياسية واضحة، وخارطة الطريق واضحة. كانت المشكلة التي واجهت المعارضة السياسية أن بعض القوى الإقليمية تدخلت في الملف السوري، لكنها اليوم تشعر بأنها أخطأت بتدخلها، وما نفعله نحن الآن هو الأخذ بزمام المبادرة العسكرية والسياسية.
* ما الحل الذي يمكن أن تصلوا إليه مع النظام؟ وما ضمان تنفيذه؟ وكائتلاف على من تمونون على الأرض بسوريا؟
- خلال السنوات الأربع الماضية تأكدنا أنه لا يوجد ضمانات غيرنا. لن تأتي أي دولة لكي تضمن هذا الاتفاق، بسبب الخلاف داخل مجلس الأمن الدولي نفسه. روسيا والصين تحاولان عرقلة أي قرار. وهذا مؤشر لنا؛ فكل قرارات الأمم المتحدة، كما في القضية الفلسطينية، تتهدد بالتعطيل في مجلس الأمن لوجود نظام معطّل داخله.. وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه للحصول على ضمانات. الضمان الوحيد هو الشعب السوري والجيش السوري الحر لتحقيق نجاحات على الأرض.
ولكن أمامنا مشكلة أخرى تتمثل بالمجموعات الإرهابية، مثل «داعش» و«النصرة» وإخوتهما. هذا الأمر يحتاج إلى تكاتف دولي، ولقد انطلقت جهود في هذا الإطار مع الدول الصديقة لبحث كيفية محاصرة تمدد «داعش» الذي يحتاج إلى حليف على الأرض لمواجهته. في بعض المناطق في دير الزور انسحب مقاتلو «داعش»، منها محيط مطار دير الزور، ولكن دخلها جنود النظام. هذا مؤشر على وجود تنسيق تام بين «داعش» والنظام، وكان هناك أيضا تنسيق بينهما في حلب. لكنني أقول إن ثمة عملية أعدت ببطء، لكنها قد تبدأ على الأرض في أول الشهر الثالث (مارس «آذار» المقبل) أو الرابع (أبريل «نيسان»)، بحيث يغدو الجيش الحر شريكا فعليا في محاربة الإرهاب على الأرض.
وكما أعلن اللواء سليم إدريس، فسيُشكل جيش قوامه 60 ألفا من «الجيش الحر» للعمل تحت إمرة وزارة الدفاع وهيئة الأركان، لمحاربة «داعش»، والدفاع عن النفس في حال هجوم النظام. هناك برامج سابقة قبل التدريب والتجهيز معدّة سلفا من قبل الدول «الصديقة»، ووزارة الدفاع. وهذه البرامج مستمرة، وحققنا بالفعل في جبهة الجنوب (بالذات في محافظة درعا) انتصارات كبيرة في محيط مدينة الشيخ مسكين حتى وصلنا إلى دمشق.. ويمكن فك الحصار عن دمشق في أي لحظة، إذا كان هناك عملية منسقة مخططة. أما في الشمال، فأمامنا تحدٍّ يتمثل بجمع الفصائل تحت مظلة وزارة الدفاع. بالمناسبة، عدد الجيش الحر أكبر من عدد الجيش النظامي الآن، وقدراته القتالية أكبر، ومع أن الجيش النظامي يحتمي بالقوة الجوية، فإنه على الأرض يفشل دائما. خذ على سبيل الغوطة المحاصَرة منذ أكثر من سنتين وهي على بعد 7 كيلومترات فقط من قلب العاصمة، ومع هذا لا يستطيع النظام أن يدخلها. كذلك حلب وحي الوعر في مدينة حمص وأجزاء كثيرة في الجنوب. النظام في حالة منتهية.. لكن المشكلة أن أميركا لا تريد أن ينهار نظام الأسد في ساعة غير محسوبة.
* بملف إدارة الأرض، ماذا أنجزت الحكومة المؤقتة؟
- الحكومة المؤقتة تعتمد في الأساس على الإدارات المحلية التي تشكلت في المدن والمناطق السورية، حتى في الغوطة المحاصَرة هناك مجلس إدارة ومكتب للائتلاف. وفي حمص وحلب وفي كل المناطق السورية توجد مجالس إدارة محلية، وتحتها هيئات (هيئة الأمن والقضاء وغيرهما). والتحدي بالنسبة لنا هو كيف نجعل هذه الهيئات هي الهيئات الحاكمة بهذه المناطق. أما في المناطق التي تسيطر عليها قوى مثل «داعش» و«النصرة» فالأمر مختلف تماما، لأن هؤلاء يشعرون بأن الائتلاف والحكومة المؤقتة عدو لهم. ولكن رغم هذا، في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية، ونتيجة لعجز هذه المجموعات عن تأمين كل الخدمات، تستطيع الحكومة المؤقتة توصيل المساعدات إلى الإدارات المحلية.
إن ما خصصه النظام من ميزانية خلال 4 سنوات لإدارة المناطق مبلغ 78 مليار دولار، لكن ما وصل للمعارضة قبل الائتلاف، والمجلس الوطني السوري، والحكومة المؤقتة، على مدى 3 سنوات لا يتجاوز 214 مليون دولار. في المقابل، حين أعلن «داعش» ميزانيته لعام 2015 تبين أنها تبلغ مليارا و250 مليون دولار، بفائض 200 مليون دولار. هذا يعني أن 120 دولة لم توفر للمعارضة على مدى 4 سنوات سوى 214 مليون دولار، مقابل ما وفرته روسيا وإيران فقط للنظام من أموال. لذا سنطالب في المرحلة القادمة الدول «الصديقة»، إذا كانت حقا «صديقة»، توصيل المساعدات عبر مؤسسات المعارضة، لأننا نحن مَن يتحكم بالأرض، ونستطيع أن نوصل هذه المساعدات، وعندنا وزارات (الطاقة والمواصلات والدفاع والتربية والصحة والبنى التحتية والإدارات المحلية، وهيئات الدفاع المدني وهيئات الأمن). وللعلم، وزارة التربية وحدها تحتاج إلى 50 مليون دولار لإدارة برامج التربية والمدارس في المناطق المحررة، ولكن كل ما وصلنا في العام الماضي هو 5 ملايين دولار، أي 10 في المائة، لذلك إلقاء اللوم على المعارضة جائر.
في أي حال، في المرحلة المقبلة سنسعى ضمن مجموعة «الأصدقاء» لأن نجلب مزيدا من الدعم. لدينا ميزانيات وخطط وبرامج نعمل عليها وسنفرغ منها بعد 10 أيام، وعندها سنعرضها أمام مجموعة «الأصدقاء»، ونطلب منهم تقديم الدعم مباشرة إلى الحكومة المؤقتة ومؤسسات الائتلاف.
* هل كان وصولك إلى رئاسة الائتلاف بداية لتغليب الدور التركي داخل ائتلاف السوري؟
- عنوان وصولي إلى رئاسة الائتلاف كان إحلال التوافق بدلا من الاصطفاف داخل مؤسسة الائتلاف. والواقع أنني لم أرشح نفسي حتى صبيحة الانتخابات، وكان المرشح لرئاسة الائتلاف هو الأمين العام الحالي يحيى مكتبي، والمرشح لمنصب الأمين العام رياض الحسن مقابل مرشح كتلة أخرى تضم الإخوان المسلمين والديمقراطيين. أنا من أصول تركية، ومع هذا أول من تلفظ بأن يكون خالد خوجة رئيسا للائتلاف هم أعضاء من المجلس الوطني الكردي، وزكى هذا الاقتراح عضو كتلة التوافق سمير نشار، وأكده خالد الناصر من التيار الاشتراكي، ولم يحصل اعتراض على وجود خالد خوجة رغم أنني أبلغتهم أني غير مرشح، لكنهم قرروا أنه إذا تم الاتفاق على اسمي فلا خيار لي بالانسحاب.
وبعد الانتخاب أتت الكتل الأخرى التي لم تنتخبني إليّ، وزارتني، ووعدوا أنهم معي في سياسة التوافق. التوافق بالنسبة لنا أصبح أمرا حتميا، وحالة الاصطفاف لا تلائم الثورة ولا يجوز أن يكون هناك فائز ومهزوم.. نحن كلنا ثوار.
طبعا هذه السياسة الجديدة فيها أولا بعض المصاعب، لأن بعض المكونات لم تستطع بعد أن تخرج من القالب القديم. وثانيا، التعامل مع الأمور أصبح سياسيا واستوجب أن يكون هناك غض النظر عن ترهل الكوادر، سواء في الائتلاف أو الحكومة أو هيئة تنسيق الدعم. كل مكون وضع لنفسه كوادر. وإذا نظرنا إليها الآن نجد أن عدد الموظفين كبير جدا، أو أن المبالغ التي نحن أولى بصرفها على الداخل نصرفها على مؤسسات الائتلاف في الخارج. وهكذا، فعملية إعادة الهيكلة تحتاج إلى عملية إصلاح داخل مؤسسات الائتلاف، وهذا أخذ من وقتنا الكثير، بسبب التعامل مع ملفات موسكو، ولكن النصف الأول من هذا الشهر سيفضي حتما إلى أن نخرج بهيكلية جديدة وبكوادر مهنية جيدة.
* إذن سنشهد في هذه المرحلة عملية «شدشدة» لمؤسسات الائتلاف، وفصل بين سلطاته؟
- نعم، بحيث يكون الائتلاف هو المظلة السياسية التشريعية.
* والحكومة أداة تنفيذية ممنوع أن تتعاطى بالسياسة؟
- تماما.
* والجيش الحر؟
- تحت مظلة الأركان.
* سمعنا بفترة من الفترات خطابا يقول إنه يجب أن تكون هناك هيئة جديدة تمثل المعارضة السورية، والائتلاف أصبح مكونا من مكونات المعارضة، وليس المكون الأساسي فيها. ما رأيكم بهذا الموضوع؟
- الائتلاف مؤلف من جميع مكونات وفسيفساء الشعب السوري، وإذا ما نظرنا إلى أي لون من ألوان المعارضة الأخرى خارج الائتلاف، نجد أنها من لون واحد. إذا كانت هذه الفسيفساء ينقصها لون، فأهلا بهم لاستكمال اللوحة الكلية، ولكن أن تذهب هذه الفسيفساء كلها، ويُصار إلى دمجها بلون واحد فهذا خطأ كبير، خطأ دمجنا الكل في الجزء.. والمنطق لا يقبل هذا الطرح.
يمكن أن نغير الاسم، لا مشكلة في ذلك، لكن من ناحية المضمون «التنوع العرقي والطائفي والديني والسياسي» لا نراه في أي طيف آخر من أطياف المعارضة. لذلك الائتلاف سيكون القاطرة في أي عملية حوار بين المعارضة.
* يقال إن لديك علاقات مميزة مع العسكر على الأرض، خصوصا الجماعات المتشددة؟
- أنا لست رجلا عسكريا ولا أفهم بالعسكر، ولكن قبل أن أكون رئيسا للائتلاف، كان لديّ جهود طرحت من خلالها أمام العسكر فكرة الهوية السورية العليا، كما كان يراها حمزة الخطيب، بغض النظر عن الخطاب الذي تحول فيما بعد إلى خطاب آيديولوجي، لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) تعاطى في المدينة وفق عبارة «يا أيها الناس»، وليس «يا أيها المؤمنون». وعندما تحولت الثورة إلى خطاب «يا أيها المؤمنون» فقدنا البوصلة، لأن الحرية مكفولة للجميع، لذلك الخطاب يجب أن يكفل حرية الجميع.
وجاء الخطاب المتخلف البعيد عن روح الإسلام، كان ماديا.. تماما كالحملات الصليبية من أوروبا إلى مسيحيي الشرق، بهدف مادي، بينما الحجة دينية.. هذا ما نعيشه اليوم في سوريا. لقد أصبح هدفا خطابيا إحلال الخطاب السوري الخالص الوسطي المعتدل، لكن العنصر الأجنبي دخل إلى سوريا واستطاع مع الأسف أن يفكِّك اللحمة الوطنية السورية. وهنا أكرر مصلحة النظام اليوم في استراتيجية الخروج من المأزق، ولو أراد أن يحتفظ بمنطقة معينة، فهو يرى أن حرب الاستنزاف لصالحه.. وليست لصالح الشعب السوري.
* يقال إن المعارضة فشلت في تطمين الأقليات بخطابها؟
- أعتقد أن بداية خطاب المعارضة كانت جيدة، لكن فترة السنة والنصف سنة الماضية تراجعنا إعلاميا. ومن أهم الخطط الإصلاحية ستكون التواصل مع الإعلام العالمي والإعلام السوري. ويهمنا جدا الحاضنة الشعبية بكل مكوناتها، لأن سوريا ستكون للجميع. لقد تراجعنا إعلاميا بسبب نقص الإمكانيات الكافية لبناء استراتيجية علاقات عامة تظهر رؤيتنا الصحيحة للغرب.
أما في سوريا، فإن الشعب السوري يعلم جيدا أن العناصر المتطرفة تلعب ضدنا وضد الشعب لصالح النظام، لذلك يوجد الآن إجماع على ضرورة إعادة اللحمة الشعبية والخطاب الجماهيري للداخل، وإظهار أنفسنا أمام الرأي العام الغربي كما نحن حقا. وبذا سنعطي دفعة أمل جديدة للشعب السوري.



جماعة «الحوثي» تعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات 

مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
TT

جماعة «الحوثي» تعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات 

مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)

قال متحدث عسكري باسم جماعة «الحوثي»، يوم الخميس، إن عناصره استهدفت سفينة إسرائيلية في خليج عدن.

وأوضح يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم جماعة «الحوثي»، في بيان، أن جماعته استهدفت السفينة الإسرائيلية «إم إس سي داروين» في خليج عدن بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة.

وأضاف أن جماعته استهدفت بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة «عدداً من الأهداف التابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش (إيلات)» جنوب إسرائيل.

وأكد البيان على استمرار جماعة الحوثي في «منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر والمحيط الهندي»، وتعهد بتنفيذ مزيد من العمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية.

وتستهدف جماعة «الحوثي» منذ أشهر سفناً تقول إنها متجهة إلى إسرائيل، وبعض السفن الحربية الموجودة في المنطقة، وتقول إنها تنفذ تلك العمليات دعماً للفلسطينيين في غزة.

وتشنّ القوات الجوية الأميركية والبريطانية من آنٍ لآخر عمليات قصف جوي ضد أهداف تابعة لجماعة «الحوثي» في اليمن.


موقع في غزة يتعرض لإطلاق نار أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة

موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)
موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)
TT

موقع في غزة يتعرض لإطلاق نار أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة

موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)
موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)

قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، الخميس، إن فريقاً تابعاً للمنظمة الدولية في قطاع غزة كان يتفقد موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية اضطر إلى البحث عن مأوى «لبعض الوقت»، الأربعاء، بعدما تعرضت المنطقة لإطلاق نار.

وأضاف المتحدث أن قذيفتين سقطتا على بعد نحو 100 متر، لكن لم تقع إصابات، وتمكن الفريق في النهاية من مواصلة الجولة.


ملك الأردن يحذر من خطورة اجتياح رفح

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
TT

ملك الأردن يحذر من خطورة اجتياح رفح

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)

حذّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم (الخميس)، من خطورة اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، وأكّد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

وذكر بيان للديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله أكد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي تلقاه منه ضرورة بذل الجهود لخفض التصعيد والحيلولة دون توسيع دائرة الصراع في المنطقة.

كما أكد العاهل الأردني أيضا أهمية «إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة».


قصف إسرائيلي يستهدف عناصر دفاع مدني لبناني أثناء إخمادهم حريقاً

المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)
المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)
TT

قصف إسرائيلي يستهدف عناصر دفاع مدني لبناني أثناء إخمادهم حريقاً

المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)
المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)

أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان اليوم (الخميس) بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت عناصر من فرق الإطفاء التابعة لاتحاد بلديات بنت جبيل أثناء إطفاء حريق؛ لكنها قالت إنهم نجوا من القصف.

وبحسب وكالة «أنباء العالم العربي»، ذكرت الوكالة أن الحريق الذي كانت العناصر تعمل على إطفائه كان قد اشتعل نتيجة استخدام القوات الإسرائيلية قذائف فوسفورية وضوئية.

وقالت إن القوات الإسرائيلية أطلقت عدة قذائف مدفعية «لترهيب عناصر الإطفاء».

وكان أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قال إن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو استهدفت مبنى عسكرياً تابعاً لجماعة «حزب الله» في منطقة علما الشعب، ومنصات لإطلاق القذائف الصاروخية، وبنى تحتية تابعة للجماعة في منطقة كفر شوبا.

وذكر أدرعي عبر منصة (إكس) أن القوات الإسرائيلية نفذت هجمات أيضاً «لإزالة التهديد في عدة مناطق بجنوب لبنان»، مشيراً إلى رصد إطلاق ثلاث قذائف صاروخية عبرت من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة عرب العرامشة، وأربع قذائف صاروخية أخرى باتجاه منطقة جبل الروس دون وقوع إصابات.

من جهة أخرى، قالت جماعة «حزب الله» اللبنانية إنها شنت ‌‌‏اليوم هجوماً بطائرة مسيرة على مقر عين مرغليوت للمدفعية الإسرائيلية «وأصابت ‏هدفها... رداً على ‏استهداف القرى الجنوبية».

وفي وقت سابق اليوم، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن صفارات الإنذار دوت في عرب العرامشة بشمال إسرائيل، قرب الحدود مع لبنان، لكنه لم يذكر في بيانه أي تفاصيل أخرى.

كان الجيش الإسرائيلي قد ذكر فجر اليوم أنّ مقاتلاته قصفت ما وصفها بأنها بنية تحتية لـ«حزب الله» في منطقة مارون الراس جنوب لبنان، إضافة لنقطة مراقبة تابعة للحزب في منطقة مركبا.

ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبنانية القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


واشنطن تعترض هجمات حوثية... وزعيم الجماعة يتبنى قصف 102 سفينة

طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
TT

واشنطن تعترض هجمات حوثية... وزعيم الجماعة يتبنى قصف 102 سفينة

طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)

بعد هدوء نسبي، عادت الجماعة الحوثية لتنفيذ هجماتها البحرية ضد السفن، في الشهر السادس منذ بدء التصعيد في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث أكد الجيش الأميركي اعتراض وتدمير صاروخ وأربع مسيرات، كما أكد الجيش اليوناني تدمير مسيرة خامسة.

وتبنت الجماعة الموالية لإيران، الأربعاء، مهاجمة ثلاث سفن في خليج عدن والمحيط الهندي، ليرتفع عدد السفن التي هاجمتها إلى 102 سفينة، وفق زعيمها عبد الملك الحوثي، في حين أبلغت هيئة بريطانية عن هجوم آخر استهدف سفينة على مقربة من جنوب غربي ميناء عدن، الخميس، دون أضرار.

وأفادت هيئة العمليات البريطانية في تقرير على منصة «إكس» بأن قبطان سفينة شحن أبلغ عن سماع دويّ قويّ ورؤية ارتطام بالماء وتصاعُد للدخان من البحر على بُعد نحو 15 ميلاً بحرياً إلى الجنوب الغربي من ميناء عدن اليمني. وأضافت أن السفينة وطاقمها بخير، وأن جهات عسكرية تقدم لها الدعم.

الإبلاغ عن الحادث جاء غداة إعلان الجماعة الحوثية تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية في خليج عدن والمحيط الهندي، استهدفت سفينتين أميركيتين إحداهما عسكرية، وسفينة إسرائيلية. وفق بيان للمتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع.

وزعم سريع أن قوات جماعته البحرية استهدفت سفينة «ميرسك يورك تاون» الأميركية في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة. كما زعم أن جماعته استهدفتْ مدمرة حربية أميركية في خليج عدن وسفينة «إم إس سي فيراكروز» الإسرائيلية في المحيط الهندي بعدد من الطائرات المسيرة.

تصدٍّ أميركي ويوناني

أفاد الجيش الأميركي، في بيان، الخميس، باعتراض الهجمات الحوثية وتدمير صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات، كما أبلغ الجيش اليوناني عن اعتراض مدمرة تابعة له طائرتين من غير طيار.

وأوضحت القيادة الأميركية المركزية، في بيان على منصة «إكس»، أنه في الساعة 11:51 صباحاً (بتوقيت صنعاء) يوم 24 أبريل (نيسان) ، نجحت سفينة تابعة للتحالف في التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن فوق خليج عدن تم إطلاقه من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران.

ورجح البيان أن الصاروخ كان يستهدف السفينة «إم في يورك تاون»، وهي سفينة تملكها وتديرها الولايات المتحدة وترفع علمها، وتضم طاقماً مكوناً من 18 أميركياً وأربعة يونانيين.

وفي حين لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن العسكرية والتجارية، أضاف البيان الأميركي أنه بشكل منفصل، بين الساعة 12:07 والساعة 1:26 ظهراً، نجحت القوات في الاشتباك وتدمير أربع طائرات دون طيار فوق المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وطبقاً للجيش الأميركي، تقرر أن الصاروخ المضاد للسفن والطائرات من دون طيار كانت تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة والتحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

إلى ذلك، نقلت «رويترز» عن مسؤولين في وزارة الدفاع اليونانية، الخميس، قولهم إن سفينة حربية يونانية تشارك في المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر اعترضت طائرتين مسيرتين أطلقهما الحوثيون من اليمن صوب سفينة تجارية.

وبحسب مسؤول يوناني تحدث للوكالة، أطلقت الفرقاطة اليونانية «هايدرا»، التي كانت ترافق سفينة تجارية في خليج عدن النار على طائرتين مسيرتين، حيث دمرت واحدة بينما ابتعدت الأخرى».

وتشارك اليونان بفرقاطتها ضمن مهمة الاتحاد الأوروبي «أسبيدس» لحماية الملاحة من الهجمات الحوثية، لكن دون المشاركة في ضربات مباشرة على الأرض ضد الجماعة، كما تفعل الولايات المتحدة وبريطانيا.

الجنرال روبرت بريجر رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي يتحدث إلى وسائل الإعلام (أ.ب)

وفي وقت سابق، قال قائد المهمة الأوروبية الأدميرال اليوناني فاسيليوس غريباريس إن سفن الاتحاد اعترضت 9 طائرات حوثية مُسيَّرة، وقارباً مُسيَّراً، وأربعة صواريخ باليستية.

ولدى الاتحاد 4 سفن عسكرية، ومن بين دوله المشاركة في المهمة: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليونان، وبلجيكا، إلى جانب فرقاطة دنماركية عادت من المهمة إلى قاعدتها؛ إثر تعرضها لعطل في نظام الأسلحة إثر هجوم حوثي. كما عادت فرقاطة ألمانية إلى قواعدها في انتظار إرسال أخرى بديلة.

مهاجمة 102 سفينة

تبنى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الخميس، في خطبة بثتها قناة «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة، مهاجمة 102 سفينة خلال 200 يوم، وفق زعمه، مشيراً إلى أن جماعته تسعى لتوسيع الهجمات في المحيط الهندي.

وتربط الجماعة الموالية لإيران وقف هجماتها البحرية بإنهاء الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة وإنهاء حصارها، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتتخذ من قضية فلسطين ذريعة للمزايدة.

ويرى مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن الضربات الغربية ضد الحوثيين غير مجدية، وأن الحل الأنجع هو من خلال دعم القوات الحكومية لاستعادة كل الأراضي اليمنية، بما فيها الحديدة وموانئها.

عنصر حوثي يرفع لافتة تمجد إيران حيث تتهم الجماعة بتنفيذ أجندة طهران في المنطقة (إ.ب.أ)

ويقول الجيش الأميركي إن الحوثيين هاجموا السفن في 122 مناسبة، وإن قواته نفذت قرابة 50 ضربة على الأرض لتقليص قدرات الجماعة ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وأثرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، الذي هو حجر الأساس للاقتصاد العالمي، حيث دفعت الهجمات أكثر من عشر شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة. بحسب ما ذكرته القيادة المركزية الأميركية.

وكانت واشنطن أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. وانضم لها الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس».

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفَّذت أكثر من 400 غارة على الأرض، ابتداء من 12 يناير الماضي لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

مدمرة أميركية تشارك في حماية السفن في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)

وأُصيب نحو 16 سفينة خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

وأدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس»، في وقت أقرت فيه الجماعة بمقتل 34 عنصراً من مسلحيها جراء الضربات الأميركية والبريطانية.


نحو 100 ألف فلسطيني من غزة وصلوا مصر منذ بدء الحرب

متطوعون بـ«الهلال الأحمر المصري» يستقبلون المرضى الفلسطينيين (الهلال الأحمر المصري)
متطوعون بـ«الهلال الأحمر المصري» يستقبلون المرضى الفلسطينيين (الهلال الأحمر المصري)
TT

نحو 100 ألف فلسطيني من غزة وصلوا مصر منذ بدء الحرب

متطوعون بـ«الهلال الأحمر المصري» يستقبلون المرضى الفلسطينيين (الهلال الأحمر المصري)
متطوعون بـ«الهلال الأحمر المصري» يستقبلون المرضى الفلسطينيين (الهلال الأحمر المصري)

قال السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (الخميس) إن 80 ألفا إلى 100 ألف فلسطيني وصلوا مصر من غزة منذ بدء الحرب بين اسرائيل و«حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

ويعد معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى العالم الخارجي غير الخاضع لسيطرة إسرائيل. لكن إسرائيل لها الحق في مراقبة عبور الأشخاص والبضائع. ومن خلال هذا المعبر تمر المساعدات الإنسانية إلى غزة ببطء شديد.


إعلام إسرائيلي: وفد مصري يزور إسرائيل غداً وسط جهود لوقف القتال في غزة والإفراج عن المحتجزين

البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إعلام إسرائيلي: وفد مصري يزور إسرائيل غداً وسط جهود لوقف القتال في غزة والإفراج عن المحتجزين

البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)

ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية (الخميس) أنّ وفداً مصرياً سيزور إسرائيل غداً (الجمعة) في إطار الجهود الجارية لوقف القتال في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين.

وبحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، تأتي هذه الزيارة في أعقاب زيارة قام بها رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار إلى القاهرة أمس (الأربعاء).

وفي وقت سابق من اليوم، قال البيت الأبيض إن قادة 18 دولة بينها الولايات المتحدة طالبت بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين في قطاع غزة، بمن فيهم مواطنو تلك الدول.

وقال قادة الدول الثماني عشرة في بيان مشترك نشره البيت الأبيض إن العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة «الذين يحميهم القانون الدولي».

وأضاف البيان أنّ الصفقة المطروحة لإطلاق سراح المحتجزين من شأنها أن تؤدّي إلى تهدئة فورية وطويلة الأمد في غزة، بما يسهل إيصال المزيد من المساعدات الضرورية إلى جميع أنحاء القطاع وإنهاء الأعمال القتالية.


مباحثات جديدة لـ«السداسي العربي» مع واشنطن والاتحاد الأوروبي في الرياض

سيكون الاجتماع السداسي الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر (واس)
سيكون الاجتماع السداسي الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر (واس)
TT

مباحثات جديدة لـ«السداسي العربي» مع واشنطن والاتحاد الأوروبي في الرياض

سيكون الاجتماع السداسي الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر (واس)
سيكون الاجتماع السداسي الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر (واس)

تستضيف العاصمة السعودية الرياض، مطلع الأسبوع المقبل اجتماعاً لـ«السداسي العربي» الوزاري، بمشاركة وزراء الخارجية في دول السعودية، وقطر، والإمارات، والأردن، ومصر، بالإضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، وفقاً لمصدر عربي تحدث لـ«الشرق الأوسط».

وأفاد المصدر بأنه على هامش «المنتدى الاقتصادي العالمي» الذي سيعقد في الرياض يومي 28-29 أبريل (نيسان) الحالي، من المتوقع أن تجري عدد من الاجتماعات برعاية السعودية منها لقاء للسداسي العربي ومن ثم لقاء للسداسي العربي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيكون هو الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر، بالإضافة إلى لقاء آخر لـ«السداسي العربي» مع الاتحاد الأوروبي.

الاعتراف بالدولة الفلسطينية

وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية، سيكون أحد الملفات الرئيسية على طاولة الاجتماعات، وذلك بعدما كشف الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، (الاثنين)، عن «حديث بدأ يتبلوّر في أروقة الاتحاد الأوروبي، على الأقل عند بعض الدول، للاتجاه إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية»

الزيارة السابعة لبلينكن

ويزور أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي، المنطقة للمرة السابعة منذ اندلاع الحرب في غزة، بينما يُنتظر أن يلتقي بمسؤولين عرب وإقليميين، بالإضافة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، على هامش حضورهما «المنتدى الاقتصادي العالمي» الذي سينعقد في الرياض يومي الأحد والاثنين 28-29 أبريل (نيسان) الحالي، وفقاً لما أفاد به المصدر لـ«الشرق الأوسط».

وكان «السداسي العربي» ناقش مع وزير الخارجية الأميركي في 20 مارس (آذار) الماضي، بالعاصمة المصرية، القاهرة، تصوّراً عربياً لخطة سلام إقليمي شامل، تبدأ بإنهاء الحرب على قطاع غزة ثم إطلاق مسار يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية، مقابل تطبيع عربي واسع مع إسرائيل، بالاستناد إلى مبادرة السلام العربية؛ وفقاً لمصدر فلسطيني تحدّث لـ«الشرق الأوسط» في حينه.

توجّه أوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية

وفي حديث لوسائل الإعلام أعقب «المنتدى رفيع المستوى للأمن والتعاون الإقليمي» بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، (الاثنين)، في لوكسمبورغ، كشف وزير الخارجية السعودي عن «تطوّر مهم جدّاً» تمثّل في توجّه لدى بعض الدول في الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، عادَّاً أن اجتماع مجلس التعاون الخليجي مع الاتحاد الأوروبي شكّل «فرصةً للضغط في هذا الاتجاه».

الاجتماع السابق في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

بينما جدّد مجلس التعاون الخليجي، الدعوة إلى مؤتمر دولي تشارك فيه جميع الأطراف المعنية لمناقشة جميع المواضيع المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتوصل إلى حل يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ورحّبت السعودية (الأربعاء)، بنتائج التقرير الصادر عن اللجنة المستقلة بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، معتبرةً أن نتائج التقرير تؤكد الدور الرئيسي للوكالة في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني، كما أدانت الرياض، (الثلاثاء)، استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الحرب الشنيعة بغزة دون رادع، آخرها اكتشاف مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، وأكدت في بيان للخارجية، أن إخفاق المجتمع الدولي في تفعيل آليات المحاسبة تجاه انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لقواعد القانون الدولي لن ينتج عنه سوى مزيد من الانتهاكات وتفاقم المآسي الإنسانية والدمار.

وجدّدت الرياض مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في غزة، ومحاسبته على المجازر التي ارتكبها.

الجولة السابعة لبلينكن في المنطقة (واس)

وتحتضن العاصمة السعودية الرياض يومي الأحد والاثنين المقبلين، الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي، تحت شعار: «التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية» برعاية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، بحضور أكثر من 1000 مشارك من رؤساء الدول، وكبار المسؤولين والخبراء الدوليين وقادة الرأي والمفكرين، من القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية، لمناقشة مختلف القضايا والتطورات الاقتصادية العالمية.


دويٌّ قويٌّ وتصاعُد للدخان من البحر جنوب غربي عدن

حاوية خلال مرورها في البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)
حاوية خلال مرورها في البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)
TT

دويٌّ قويٌّ وتصاعُد للدخان من البحر جنوب غربي عدن

حاوية خلال مرورها في البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)
حاوية خلال مرورها في البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)

قالت هيئة بحرية بريطانية إن قبطان سفينة أبلغ عن سماع دويٍّ قويٍّ ورؤية ارتطام بالماء وتصاعُد للدخان من البحر، اليوم (الخميس)، على بُعد نحو 15 ميلاً بحرياً إلى الجنوب الغربي من ميناء عدن اليمني، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز».

وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن السفينة وطاقمها بخير وأن جهات عسكرية تقدم لها الدعم.

ويشن الحوثيون في اليمن هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، ويقولون إنها حملة للتضامن مع الفلسطينيين خلال الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الحوثيون، أمس، إنهم نفَّذوا ثلاث عمليات عسكرية في خليج عدن والمحيط الهندي.


تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن

نازحة يمنية في محافظة مأرب تجلب الماء إلى خيمتها (الأمم المتحدة)
نازحة يمنية في محافظة مأرب تجلب الماء إلى خيمتها (الأمم المتحدة)
TT

تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن

نازحة يمنية في محافظة مأرب تجلب الماء إلى خيمتها (الأمم المتحدة)
نازحة يمنية في محافظة مأرب تجلب الماء إلى خيمتها (الأمم المتحدة)

كشف تقرير أممي حديث عن تأثيرات قاسية على الأطفال اليمنيين بسبب التغيرات المناخية، حيث تسهم في النزوح وانعدام الأمن الغذائي ومفاقمة الصراعات، كما تؤدي إلى تراجع التحصيل العلمي، والإضرار بصحة الأطفال خلال مراحل مختلفة من حياتهم.

وقال التقرير الصادر عن «اليونيسيف» حول تأثير المشهد المناخي وتأثيره على الأطفال، إن السياسات والاستراتيجيات الوطنية المعنية بشؤون المناخ والبيئة والطاقة في اليمن تفتقر إلى مراعاة قضايا الأطفال، وأحياناً لا تتضمن أي إشارة لهم، كما تفتقر الاستراتيجيات القطاعية ذات الصلة بهم إلى روابط قوية مع مواجهة تحديات المناخ وتأثيرها عليهم.

طفل يمني مع حصة غذائية حصلت عليها عائلته من برنامج مساعدات دولي (إ.ب.أ)

وذكر التقرير أن درجات الحرارة المرتفعة ستؤدي إلى زيـادة حـدة وفـرات موجـات الحر والجفاف، ما يفاقم تدهور الأراضي وشـح المياه، ويضر بالنظم البيئية الساحلية، وتراجع كميات الأمطار التي تسقط كل عام وتصبح أكثر تقلباً ولا يمكن التنبـؤ بهـا.

ويؤدي شح المياه، إلى جانب أحداث السيول، إلى تعريض سبل العيش للخطر، وإشعال النزاعات على الأراضي والموارد المائية، وتدفع بمزيد من السكان إلى الهجرة والنزوح إلى المناطق الحضرية.

وبحسب التقرير، يعاني القطاع الزراعي في اليمن من عوامل ضغط تؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، ويعد الماء عاملاً رئيســياً في هذا الخصوص، إما بسبب عدم انتظام هطول الأمطار وإما بسبب الأضرار الناجمة عن السيول.

وأشار التقرير إلى أن قطاع الطاقة يعتمد على المنتجات النفطية، التي يتصدر قائمة استهلاكها النقل والمنازل وإنتاج الكهرباء، وبعد أن شهد الإنتاج المحلي من النفط تراجعاً منذ عام 2015، وارتفعت أسعار الوقود حتى قبل بدء النزاع، كانت مرافق الكهرباء في اليمن هي الأقل قدرة على توليد الطاقة، ما جعل معدل الحصول عليها في اليمن هو الأدنى في المنطقة.

عبء ثقيل

تشكل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من اليمن نسبة ضئيلة من إجمالي انبعاثات العالم، حيث تشهد البلاد تقدماً ملحوظاً في مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية، التي يلجأ اليمنيون إلى استخدامها على أنها بديل موثوق لشبكة الكهرباء، ويستخدمها المزارعون في ري الأراضي، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على طبقات المياه الجوفية الهشة.

نازحة يمنية تسير رفقة أطفالها الأربعة شمال غربي البلاد (الأمم المتحدة)

وعدّ التقرير إمكانات طاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية في اليمن واعدة، على الرغم من عدم استغلالها بشكل كبير حتى الآن.

وأكد التقرير أن الأطفال اليمنيين يتحملون 88 في المائة من العبء العالمي للأمراض الناجمة عن تغير المناخ، وهم أكثر الفئات عرضة لخطر الآثار الناجمة عن الأحداث المناخية القاسية وموجات الحر، ويزداد هذا الخطر بسبب سوء التغذية وشح المياه النظيفة.

ويتوقع معدو التقرير ازدياد الأمراض المنقولة بالمياه والنواقل، وتفاقم حرمان الأطفال بسبب الصدمات المناخية المتكررة التي تفوق قدرات آليات التكيف التقليدية. وعندما يحتاج الأطفال إلى رعاية طبية عاجلة، فإن الوصول إلى الخدمات الصحية يمثل تحدّياً بالنسبة للعديد من العائلات اليمنية.

ووفقاً لـ«اليونيسيف»، يتسبّب تدهور الأراضي وانعدام الأمن الغذائي والمائي في النزوح ويسهم في اتساع دائرة الفقر والنزاع والعنف والاستغلال، مما يُعرض الأطفال للمخاطر، وتُؤدّي الكوارث الإنسانية الناجمة عن تغير المناخ إلى نزوح واسع النطاق، ما يتطلب توفير الخدمات التي تستجيب لاحتياجات الأطفال من الحماية.

وتتمثل احتياجات الحماية في الدعم النفسي الاجتماعي ومنع العنف القائم على النوع الاجتماعي، ولمّ شمل الأسرة، ليتسنى التصدي لتلك التحديات.

الإضرار بالتعليم والصحة

توقعت المنظمة الأممية، في تقريرها، أن يؤدي النمو السكاني المتسارع، إلى جانب موجات الجفاف المتكررة، إلى تفاقم حدة المنافسة على الموارد المائية، سواء للاستخدامات المنزلية أو الزراعية أو الصناعية، حيث تغطية إمدادات المياه في اليمن منخفضة بشكل كبير، إذ يعاني 39 في المائة من السكان من محدودية الحصول على مياه الشرب أو أنهم يحصلون على مياه غير مأمونة.

زاد تفاقم التهديدات المناخية والبيئية من صعوبة الالتحاق بالمدارس ومعدلات تسرّب الطلاب اليمنيين، بالإضافة إلى التأثير سلباً على تحصيلهم العلمي، بينما تتسبب السيول في إلحاق الضرر بالمدارس رديئة التصميم أو التي شيدت في مواقع غير مناسبة، بينما تستدعي موجات الحر الاستثمار في توفير التهوية المناسبة وزيادة المساحات الخضراء في المدارس.

الجفاف يتسبب بتدهور الكثير من الأراضي الزراعية في اليمن ويدفع السكان إلى النزوح والهجرة (إ.ب.أ)

ويهدد تلوث الهواء في البيئات الحضرية صحة الأطفال، ويزيد من احتمالية إصابتهم بأمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية في مراحل متقدمة من حياتهم.

ويتسم المناخ في اليمن بأنه شبه استوائي وجاف إلى حد كبير، ويكون الطقس حاراً ورطباً على طول الساحل الغربي، معتدلاً في الجبال الغربية، وحاراً وقاسياً في الصحراء على الجانب الشرقي من البلد، وتختلف درجات الحرارة اختلافاً كبيراً بحسب الارتفاع عن مستوى سطح البحر، أو بحسب البعد عن البحر كما في المناطق الساحلية.

ويتراوح معدل درجات الحرارة في الهضاب المرتفعة من أقل من 15 درجة مئوية في الشتاء إلى 25 درجة مئوية في الصيف، وفي السهول الساحلية من 22.5 درجة مئوية في الشتاء إلى 35 درجة مئوية في الصيف.

وارتفع متوسط درجة الحرارة السنوي بنحو 0.39 درجة مئوية لكل عقد منذ عام 1960، وهو معدل أسرع من المتوسط العالمي. وقد سُجل ارتفاع أسرع في درجات الحرارة خلال أشهر الصيف الثلاثة بمعدل متوسط قدره 0.56 درجة مئوية لكل عقد، مقارنة بانخفاض معدل هذا الارتفاع في فصل الشتاء ليصل إلى 10.21 درجة مئوية لكل عقد.

وتظهر البيانات المسجلة لمتوسط درجات الحرارة السنوية على مدار 120 عاماً اتجاهاً تصاعدياً متزايداً في درجات الحرارة مصحوباً بتقلبات أشدّ حدّة.