مقتل وإصابة 45 متشددا في أكبر عملية نوعية للجيش المصري في سيناء

الشرطة لاحقت القنابل بدائية الصنع في عدة مدن

مقتل وإصابة 45 متشددا في أكبر عملية نوعية للجيش المصري في سيناء
TT

مقتل وإصابة 45 متشددا في أكبر عملية نوعية للجيش المصري في سيناء

مقتل وإصابة 45 متشددا في أكبر عملية نوعية للجيش المصري في سيناء

أغارت طائرات الأباتشي المصرية على معقل لمتشددين في شمال سيناء، في عملية نوعية هي الأكبر منذ بدء ملاحقة العناصر التكفيرية في شبه الجزيرة. وقالت مصادر أمنية محلية إن نحو 45 مسلحا من تنظيم أنصار بيت المقدس سقطوا بين قتيل وجريح، فيما أعلنت السلطات انفجار عبوات ناسفة بدائية الصنع وتفكيك أخرى في عدة مدن مصرية، من دون وقوع إصابات.
وكان تنظيم أنصار بيت المقدس الذي بايع تنظيم داعش، قد أعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات إرهابية ضد مواقع للجيش والشرطة في 3 مدن بشمال سيناء مما أودى بحياة العشرات. وقالت المصادر الأمنية إن طائرات الأباتشي شنت غارات على معاقل أنصار بيت المقدس بمنطقة جنوب الشيخ زويد، مما أسفر عن مقتل 27 وإصابة نحو 18 آخرين. وأشارت المصادر إلى أن أجهزة الأمن تلقت معلومات بوجود تجمع للتكفيريين التابعين لأنصار بيت المقدس بمنطقة اللفيتات جنوب الشيخ زويد بهدف التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الأمن، وقامت مروحيات الأباتشي بعملية قصف جوي استهدفت خلالها التجمع.
وفي أعقاب العملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مواقع للجيش في العريش والشيخ زويد ورفح، رقي اللواء أسامة عسكر إلى رتبة الفريق وتولى قيادة الجيشين الثاني والثالث، لقيادة حملة أمنية موسعة ضد العناصر الإرهابية.
واتخذت التنظيمات المتشددة من سيناء مرتكزا لنشاطها، وبدأت عمليات عنيفة ضد الجيش في منتصف عام 2012، خلال حكم جماعة الإخوان المسلمين، لكنها علقت تلك العمليات لاحقا. وقال خبراء ومراقبون إن جماعة الإخوان وصلت لتفاهمات مع تلك التنظيمات.
وفي أعقاب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي منتصف عام 2013، كثفت العناصر المتشددة من عملياتها ضد الجيش والشرطة، وامتد نطاق تلك العمليات إلى دلتا مصر، لكن الملاحقات الأمنية ساهمت في ضبط الأوضاع الأمنية نسبيا.
وبعد الهجمات قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمة إلى المصريين إن البلاد تواجه معركة طويلة وصعبة مع المتشددين. وقال مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة (غرب القاهرة) إن عبوتين محليتي الصنع، انفجرتا بجوار قسم شرطة أول السادس من أكتوبر ومقر النجدة بمدينة 6 أكتوبر أمس. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن المصدر، قوله إن «الانفجارين لم يؤديا إلى وقوع أي مصابين، إلا أنهما أسفرا عن بعض التلفيات المادية المحدودة».
ومنذ عزل الرئيس الأسبق مرسي كثرت حوادث العنف والتفجيرات باستخدام القنابل البدائية في القاهرة ومدن أخرى. وفي الإسكندرية، قالت مصادر أمنية محلية إن خبراء المفرقعات نجحوا في تفكيك 4 عبوات ناسفة بدائية الصنع في ميدان القائد إبراهيم بوسط المدينة الساحلية. كما تمكنت القوات الأمنية من إبطال مفعول قنبلة بدائية الصنع تم زرعها خلف استراحات الضباط بمدينة السادات بمحافظة المنوفية (وسط الدلتا).
وفي محافظة القليوبية، شمال القاهرة فجر مجهولون برج كهرباء ضغط عالي، بعد أن وضعوا قنبلتين بدائيتين أسفل قاعدة البرج المغذي لمحافظتي المنوفية والدقهلية، مما أدى إلى حدوث أضرار بالبرج دون انهياره.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.