دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، أمس، إلى ضرورة المواجهة الشاملة لظاهرة الإرهاب واقتلاعها من جذورها، ليس فقط على مستوى المواجهة العسكرية بل الفكرية والثقافية والدينية، وتطهير هذه العقول الضالة التي باتت تهدد استقرار المنطقة بأسرها وتسيء إلى الإسلام.
وأعرب العربي، في كلمته أمام الاجتماع التشاوري لمجلس الجامعة العربية الذي عقد على مستوى المندوبين أمس برئاسة موريتانيا، عن وقوف الجامعة العربية مع مصر في مواجهة الإرهاب المتصاعد الذي يطال الأبرياء وآخرهم الجنود المصريون في شمال سيناء.
وشدد العربي على أن هذه المواجهة الشاملة تتطلب جهودا عربية ضمن منظومة دفاعية وفق اتفاقية الدفاع العربي المشترك، والعمل على إيجاد استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب، منوها في هذا الإطار بالدراسة التي طرحتها الجامعة العربية أمام الاجتماع الوزاري العربي الأخير بشأن صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة التنظيمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة.
ووجه الأمين العام التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي في قيادته للحرب على الإرهاب، كما قدم له التعازي في ضحايا الحادث الإرهابي الأخير في شمال سيناء وقتل العشرات من الجنود المصريين الأبطال، وقال «إن الألم يعتصر الجميع في العالم العربي لفقدان العشرات من جنود مصر في هذا الحادث الأليم».
كما وجه العربي التعازي للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ولحكومة وشعب الأردن وأسرة الشهيد الطيار معاذ الكساسبة، الذي أعدم حرقا على أيدي تنظيم داعش الإرهابي.
وأعرب الأمين العام عن وقوف الجامعة العربية إلى جانب الأردن في هذه الفاجعة، كما أكد مساندة الجامعة لمصر وكل الدول العربية في مواجهة هذه الهجمات البربرية الوحشية التي لا يتصور عقل أن تحدث في القرن الحادي والعشرين. وأكد العربي ضرورة التحرك الفعال لإيجاد حلول للأزمات المستفحلة في المنطقة العربية سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا، وبحث ما يمكن أن يقدم لمساعدة الدول والشعوب في المنطقة، داعيا في كلمته إلى ضرورة مراجعة الخطاب الديني ومنظومة التعليم في جميع مراحلها والبحث عن وسائل فعالة للقضاء على ظاهرة الإرهاب.
ونبه إلى أن المنطقة العربية تشهد في هذه المرحلة اضطرابات غير مسبوقة وأحداثا جساما تنعكس على العالم العربي ودول وشعوب المنطقة.
من ناحية أخرى، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن العالم العربي فقد برحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود قائدا كبيرا عرف بحكمته ومواقفه الشجاعة والجريئة في الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وكان صاحب أياد بيضاء.
ووجه العربي التحية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، متمنيا له كل التوفيق في قيادة المملكة العربية السعودية ومتابعة مسيرتها ودورها القيادي في المنطقة ومسيرة العمل العربي المشترك.
وكان المشاركون في الجلسة وقفوا دقيقة حدادا، وقرأوا الفاتحة، على روح الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
من جانبه، أكد سفير الأردن لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، السفير بشر الخصاونة، أن الجريمة النكراء التي اقترفتها عصابة «داعش» الإرهابية بحق الشهيد الأردني معاذ الكساسبة لن تفت عضد الأردن وتصميمه على خوض الحرب ضد الإرهاب والتنظيمات الظلامية التي باتت تهدد القيم الإنسانية العليا وتسيء إلى الإسلام.
وقال الخصاونة، في كلمته أمام الاجتماع «نحن أولى من أي طرف آخر بخوض الحرب ضد الإرهاب للحفاظ على ديننا الحنيف وقيمنا العربية الأصيلة»، مطالبا الجامعة العربية بمقاربة شاملة ضد الإرهاب الذي يسيء للعرب والمسلمين، ومواجهة الجرائم التي تهدد عالمنا العربي، مؤكدا ضرورة أن تخرج القمة العربية القادمة بقرارات قوية لمكافحة الإرهاب.
وقدم التعازي لقتلى الجيش المصري الذين قضوا في هجمات إرهابية شنعاء وهم يذودون عن مصر، وقال إن بلاده «لن تزداد إلا تماسكا وقوة والتحاما في مواجهة الإرهاب وهؤلاء الظالمين الضالين».
الجامعة العربية تدعو إلى مواجهة مع الإرهاب
العربي وجه التحية لخادم الحرمين وتمنى له التوفيق
الجامعة العربية تدعو إلى مواجهة مع الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة