انتفاضة شبابية داخل تكتل أحزاب «المشترك» وإغلاق مقرات «الإصلاح» و«الاشتراكي»

15 قتيلاً بينهم عقيد بالشرطة في مواجهات مسلحة مع الحوثيين بالبيضاء

انتفاضة شبابية داخل تكتل أحزاب «المشترك» وإغلاق مقرات «الإصلاح» و«الاشتراكي»
TT

انتفاضة شبابية داخل تكتل أحزاب «المشترك» وإغلاق مقرات «الإصلاح» و«الاشتراكي»

انتفاضة شبابية داخل تكتل أحزاب «المشترك» وإغلاق مقرات «الإصلاح» و«الاشتراكي»

قتل أكثر من 15 شخصا بينهم عقيد في وزارة الداخلية اليمنية أمس، في مواجهات مسلحة بين مسؤول أمني محلي، ومسلحي جماعة الحوثي في محافظة البيضاء وسط البلاد، التي تشهد منذ شهور معارك استنزاف بين الحوثيين وقبائل المنطقة وجماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وشهدت محافظة البيضاء أمس أعمال عنف متفرقة، حيث اندلعت مواجهات مسلحة بين مسؤول أمني محلي والحوثيين، في منطقة «آل منصور» القريبة من مدينة رداع الخاضعة لسيطرة الحوثي، وأسفرت عن مقتل العقيد جبر السلالي مدير أمن مديرية الشرية مع 4 من مرافقيه، فيما قتل من الحوثيين قائد الحملة وأكثر من 10 أشخاص بحسب مجاهد السلالي وهو أحد أقرباء العقيد القتيل، موضحا: «إن الاشتباكات اندلعت بعد اعتراض مدير الأمن لحملة عسكرية للحوثي مكونة من 150 طقما على متنها مئات المسلحين كانوا في طريقهم إلى قرية يكلا قيفة، التي تتوسط محافظتي البيضاء ومأرب النفطية، وفشل الحوثي في السيطرة عليها بشكل كامل»، وذكر السلالي لـ«الشرق الأوسط»: «إن العقيد جبر رفض مرور الحملة من المنطقة التي تخضع أمنيا لإدارته، ليرد عليه قائد حملة الحوثيين باتهامه بالانتماء إلى القاعدة والتكفيريين وتوجيه أسلحة الميليشيات نحوه»، ليدخل الطرفان في اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وانتهت بفرض الحوثيين سيطرتهم على المنطقة، ونشروا فيها نقاط تفتيش واستولوا على عدد من التباب المطلة على المنطقة.
وفي السياق نفسه أكدت مصادر محلية وقوع انفجار كبيرة في معسكر للجيش يتبع اللواء 26 ميكا في منطقة السوادية، وذكرت المصادر أن سيارة مفخخة استهدفت بوابة المعسكر وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجنود، ورجحت المصادر وقوف تنظيم القاعدة وراء العملية التي تحمل نفس تكتيكات التنظيم في عملياته ضد وحدات الجيش والأمن.
في موضوع آخر تظاهر العشرات من ناشطي أحزاب اللقاء المشترك، ضد قيادات أحزابهم بالعاصمة صنعاء، وأغلقوا مقراتهم بالسلاسل والأقفال، احتجاجا على استمرارهم في الحوار مع جماعة الحوثيين التي قادت الانقلاب المسلح ضد الدولة ومؤسساتها الحكومية. وأغلق ناشطون شباب مقرات كل من حزب الإصلاح والحزب الاشتراكي، والمقر الرئيسي لتكتل اللقاء المشترك، كما نفذوا وقفة احتجاجية طالبت بالوقف الفوري لأي حوار في ظل الانقلاب المسلح الذي تعيشه البلاد، ورفع المحتجون لافتات تندد بموقف قيادة «المشترك» من الوضع المتدهور، ودخولهم في حوارات تهدف إلى شرعنة الانقلاب الحوثي، وطالب المحتجون برحيل قياداتهم التاريخية من مناصبهم الحزبية وإتاحة الفرصة للشباب، وذكرت مصادر في حزب الإصلاح أن الناشطين رفضوا لقاء رئيس الحزب بعد أن دعاهم للجلوس معه ومناقشة مطالبهم، وعد مراقبون هذه الاحتجاجات الانتفاضة الأولى داخل هذه الأحزاب السياسية المشاركة في المفاوضات التي يقودها مساعد الأمين العام للام المتحدة جمال بنعمر، وتعبر عن تزايد حالة السخط العام لأعضاء «المشترك»، الذين يقودون حركة الرفض الشعبي ضد الحوثيين خاصة في صنعاء، وتعز.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.