حسب صحيفة «واشنطن بوست»، يوجد أغلى همبرغر في الولايات المتحدة في مطعم «فلور» في لاس فيغاس (ولاية نيفادا)، وتبلغ كلفة هذا الطبق مع مشروب فاخر وفريد من نوعه خمسة آلاف دولار.
حجم الطبق كبير، لكنه ليس عملاقا. ويتكون من لحم أبقار «كوبي» اليابانية. وتوجد فيه قطع صغيرة جدا من كبد الإوز، و«بلاك ترافيل» (كمأة سوداء).
يتوافر كل شيء محليا: تتربى الأبقار في مزرعة خاصة، وأيضا، الإوز. وتزرع في المزرعة أنواع خاصة من الطماطم، والبصل، والخس، والخيار.
ويصنع المطعم نوعا راقيا من «كاتشاب» (صلصة الطماطم) و«ماستارد» (صلصة الخردل) و«مايونيز» (خلطة صفار البيض والخل والليمون).
لكن، يدور نقاش وسط الأميركيين عن أبقار «كوبي». حتى قبل أربع سنوات، كان اليابانيون يمنعون تصدير هذا النوع من الأبقار (يقال إن لحمه طري بالمقارنة مع لحم البقر العادي). ومؤخرا، صارت مطاعم أميركية، مثل مطعم «فلور»، تربيه في الولايات المتحدة. ويستعمل لأنواع راقية من قطع «ستيك». ولم يدخل مجال لحم الهمبرغر إلا قبل عام أو عامين.
بينما يستمتع بلحم «كوبي» من يقدر على شرائه، يقول ناقدون إنه ليس أصليا، مثل لحم الأبقار اليابانية، وإن أبقار «كوبي» الأميركية نتيجة تناسل أميركي ياباني، وإن ما في اللحم من «ماربل» (لون الرخام) ليس إلا شحما يؤذي الصحة.
لكن، كما قالت صحيفة «يو إس إيه توداي»، يعتمد أغلى همبرغر على حجم الطبق مثل الذي يقدمه مطعم «جوسي»، في كورفالي (ولاية أوريغون). يزن هذا الهمبرغر 360 كيلوغراما (780 رطلا). ويبلغ سعره، أيضا، 5 آلاف دولار. لكن، طبعا، يعتمد السعر على الوزن.
يزن همبرغر «ماكدونالد» العادي ربع رطل. ويكلف 3 دولارات تقريبا. يعني هذا أن همبرغر مطعم «جوسي» يساويه 3 آلاف مرة. ويعني هذا أن سعر همبرغر «جوسي» يجب أن يكون 10 آلاف دولار، وليس فقط 5 آلاف دولار.
يقدر شخص واحد على أن يأكل همبرغر مطعم «فلور». لكن، يمكن أن يأكل 3 آلاف شخص همبرغر مطعم «جوسي». لهذا، لا بد من طلب مسبق من عدد كبير من الناس.
ويجد الذي يزور موقع مطعم «جوسي» إعلانا بأن المطعم يقدر على تجهيز الهمبرغر العملاق خلال أربعة أيام.
وهناك همبرغر مطعم «مالي» في ساوث غيت (ولاية ميشيغان) يكلف الواحد 500 دولار، ويزن 190 رطلا. يعني هذا أنه يساوي همبرغر «ماكدونالد» (ربع الرطل) 700 مرة تقريبا. وبالمقارنة، يجب أن تكون قيمته ألفي دولار. مرة أخرى، أرخص من «ماكدونالد».
في لاس فيغاس، أيضا، يوجد همبرغر مطعم «برغر براسي»، داخل كازينو «باريس» للقمار. ويكلف 700 دولار. يقدر عليه شخص واحد. ليس عملاقا، لكنه كبير الحجم، مثل همبرغر «فلور».
وهناك، أيضا، همبرغر مطعم «هارت أتاك» (سكتة قلبية)، ويكلف فقط مائة دولار. وحسب اسم المطعم، يعترف صاحب المطعم بأن هذا الهمبرغر ليس صحيا (فيه كثير من الشحم، وطبعا اللحم). ويعترف صاحب المطعم بأن الحراريات في كل همبرغر تساوي حراريات حاجة يومين كاملين للرجل العادي.
يحذر المطعم كل زبون بدين ألا يقترب من هذا الهمبرغر. لكن، لو أراد زبون وزنه أكثر من 350 رطلا (160 كيلوغراما)، أن يغامر، يتبرع صاحب المطعم بهمبرغر مجانا له. وعن هذا يقول صاحب المطعم «لا أريد أن أدمر أي شخص. لكني أحب الشخص المغامر».
في نهاية العام الماضي، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مطعم «هونكي تونك» في لندن يقدم أغلى همبرغر في العالم. يكلف 1768 دولارا. ويصنع من لحم أبقار «كوبي» اليابانية، أيضا. وتخلط معه قطع صغيرة من لحم غزال من نيوزيلندا، و«لوبستر» (سرطان البحر) من كندا، وزعفران من إيران. ثم يوضع على الهمبرغر كافيار سمك «بلوغا» من روسيا، وبيض بط من الصين، وأخيرا، ذهب في شكل ورقة نحيفة جدا، يمكن أن تؤكل.
في كل الأحوال، صار الهمبرغر من رموز الحضارة الأميركية، وقوتها، ونجاحها، والانبهار بها، وانتشارها حول العالم، وأيضا، عيوبها. تساوي وجبة برغر «كورتر باوندر» (ربع رطل) و«فرنش فرايز» (بطاطس مقلية) وكوكا كوكا، أكثر من ألف سعر حراري. يساوي هذا نصف حاجة الرجل كل يوم. ومن دون نشاط مقابل، يمكن أن تزيد الوجبة الواحدة وزن الرجل ربع رطل (ربع رطل همبرغر يساوي ربع رطل شحم).
جاءت هذه الأرقام من واحد من أشهر مستشفيات العالم: «مايو كلينيك»، في روشستر (ولاية مينيسوتا).
وفي كل الأحوال، صار الهمبرغر جزءا من الرأسمالية الأميركية. مثلا: تملك شركة «ماكدونالد» قرابة 40 ألف مطعم، في أكثر من 100 دولة، لزبائن يصل عددهم إلى 70 مليون شخص كل يوم. وتملك «جامعة همبرغر»، بالقرب من شيكاغو، والتي خرجت أكثر من 40 ألف شخص، هم أعمدة واحدة من أرقى خدمات الطعام في العالم، وأكثرها دقة، وصحة، وتنظيما، وطبعا، ربحا.
قبل سنوات، نشرت جامعة ييل (ولاية كونيتيكت) كتاب «همبرغر»، وفيه تاريخ هذا الساندويتش، وتوسعاته، وشعبيته. حسب الكتاب، يعود الاسم إلى «هامبورغ» في ألمانيا، ويعتقد أن المهاجرين الألمان هم أول من جاء به إلى الولايات المتحدة. في البداية، كان الاسم يطلق على «همبرغر ستيك» الذي يقدم في الوجبات. ثم تحول إلى الساندويتش.
لكن، قال آخرون إن الصينيين هم أول من اخترع الهمبرغر، وفي القرن الحادي عشر غزا جنكيزخان، قائد المغول، أوروبا، ونشر المغول عادة فرم لحم الخيول.
اليوم، ها هو الهمبرغر الصيني الأصل يعود إلى الصين. حسب أرقام مجلة «فوربس» (لرجال الأعمال)، يوجد في الصين 3 آلاف مطعم «ماكدونالد»، وتخطط الشركة لمزيد من المطاعم. يعيد الأميركيون الهمبرغر (مطاعم «ماكدونالد») إلى أصلها في الصين. مثلما يعيدون القهوة (مقاهي «ستارباك») إلى أصلها في اليمن. مثلما يعيدون البيتزا (مطاعم «بيتزا هات») إلى أصلها في إيطاليا. مثلما يعيدون التاكو (مطاعم «تاكوبيل») إلى أصلها في المكسيك.
وحتى لا يغضب الألمان، يوجد في ألمانيا أكثر من مائة مطعم «ماكدونالد». منها مطاعم في هامبورغ نفسها. وحتى لا يغضبوا أكثر من «الغزو الأميركي»، تقدم «ماكدونالد» همبرغر «بروتشين» (بيض وجبنة) الألماني.
8:17 دقيقة
جولة على أغلى أطباق البرغر في أميركا
https://aawsat.com/home/article/278156/%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D8%BA%D9%84%D9%89-%D8%A3%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%BA%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7
جولة على أغلى أطباق البرغر في أميركا
يصل سعره إلى 5 آلاف دولار.. والبعض يعتقد أنه ابتكار صيني
- واشنطن: محمد علي صالح
- واشنطن: محمد علي صالح
جولة على أغلى أطباق البرغر في أميركا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة