كشفت السلطات الأمنية المغربية عن إحباط مخطط إرهابي خطير كان يعتزم تنظيم «جند الخلافة» بالجزائر تنفيذه في دول المغرب العربي وأوروبا، بأوامر من تنظيم داعش.
وتمكن الأمن المغربي من إحباط هذا المخطط بعد إلقاء القبض على مواطن جزائري، ينتمي إلى هذا التنظيم الأحد الماضي، حيث عثر بحوزته على كميات كبيرة من مواد خطيرة، وأجهزة اتصال لاسلكية.
وأفاد بيان صدر أمس عن وزارة الداخلية المغربية أن التحقيق الذي أنجز في قضية المواطن الجزائري الذي جرى اعتقاله الأحد الماضي بمنطقة بني درار في ضواحي مدينة وجدة (شرق)، أكد أن المعني بالأمر الذي ينتمي إلى تنظيم «جند الخلافة» بالجزائر، جرى إيفاده من طرف قادة هذا التنظيم إلى داخل المملكة المغربية بهدف التنسيق مع عناصر متطرفة موالية لتنظيم داعش.
وأشارت الوزارة إلى أن الخبرة المنجزة من طرف المصالح المختصة على الكميات الهامة من المواد الخطيرة التي عثر عليها بحوزة المواطن الجزائري والأخرى بمخبأ في غابة «الكربوز» الواقعة بين بني درار وأحفير، إضافة إلى 3 مسدسات آلية وأجهزة اتصالات لاسلكية، أثبتت أن هذه المواد «تقدر بـ83 كيلوغراما، و5 لترات من مادة سائلة، وأنها مواد كيماوية تتكون من حمض النتريك ونترات الأمونيوم وكبريت وسلفات البوتاسيوم، وأنها تدخل في صناعة المتفجرات التقليدية، وكانت ستستخدم لتنفيذ مخططات إرهابية».
وأفاد المصدر ذاته بأن البحث مع المعني بالأمر كشف عزم تنظيم «جند الخلافة» استقطاب عناصر متشبعة بـ«الفكر الجهادي» بالمغرب قصد إخضاعها لتداريب عسكرية بالجزائر، في إطار مشروع مشترك لإعلان «الجهاد» بدول المغرب العربي، وكذا أوروبا، تماشيا مع الاستراتيجية التوسعية لتنظيم داعش.
وأضاف البيان أنه في إطار هذا التنسيق، نجح هذا المواطن الجزائري في نسج علاقة وطيدة بالمنطقة الشرقية مع شخص آخر تجري السلطات الأمنية بحثا لتحديد هويته من أجل إلقاء القبض عليه.
تجدر الإشارة إلى أن التنظيم الإرهابي «جند الخلافة» بالجزائر انشق عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وأعلن التنظيم مبايعته لأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش. وسبق له أن تبنى اغتيال الرهينة الفرنسي ارفي جوردال في 24 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وكان التنظيم يعتزم إنشاء فرع له في المغرب تحت اسم «جند الخلافة في المغرب الأقصى»، بيد أن المصالح الأمنية المغربية أحبطت هذا المشروع وقامت في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بتفكيك خلية إرهابية بمدينة بركان (شرق)، كان ينوي أفرادها تنفيذ مخططات إرهابية بالمغرب، من بينها اغتيال أجانب مقيمين بالمنطقة الشرقية، وذلك بتنسيق مع تنظيم «جند الخلافة» بالجزائر.
وفي موضوع ذي صلة، أكد نواب مغاربة، مساء أول من أمس في ستراسبورغ، أن مكافحة الإرهاب وكافة أشكال التطرف، تتطلب عملا متجانسا على الصعيد الدولي، مشددين على ضرورة إقرار تضامن فعال في مواجهة هذه الظاهرة العابرة للأوطان والخطابات المطبوعة بالكراهية.
وأوضح محمد يتيم رئيس الوفد البرلماني المغربي ونائب رئيس مجلس النواب، أنه «يتعين عدم الوقوع في فخ الإرهابيين والمتطرفين، والخضوع لمنطقهم»، معتبرا أن «الأمر لا يتعلق بحرب دينية أو حضارية، ولا بمواجهة بين الإسلام والعلمانية، أو بين الشرق والغرب، بل بحرب مشتركة ضد الإرهاب والتطرف».
وقال يتيم إن الإرهاب ضرب باريس كما ضرب الكثير من البلدان الإسلامية، حيث طال حتى المساجد، مشيرا إلى أن العالم الإسلامي والمسلمين والهيئات الدينية المرموقة أدانوا بوضوح هذه الاعتداءات الوحشية وجهروا بقوة بأن هؤلاء الإرهابيين لا يمثلون الإسلام.
من جهته، أبرز المهدي بنسعيد، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب المغربي أنه «لا يمكن قبول أو تبرير هذه الجرائم المقترفة تحت لافتة الكراهية». وأضاف أن الماسي الواقعة عبر العالم، من باريس إلى شمال نيجيريا مرورا بسوريا والعراق: «تذكرنا بأن الإرهاب شر كوني»، مشيرا إلى أن بؤر الإرهاب تتناسل وتتكاثر، حيث أضحى بالإمكان أن يعتنق أي شخص فكرا جهاديا من دون أن يغادر محله، وأن يرتكب أعمالا إرهابية من دون إجراء أي اتصال مباشر مع مجموعات أو خلايا منظمة.
من جهتها، قالت النائبة نزهة الوافي إن الرد على الإرهاب يكمن في التماسك ومحاربة التطرف والقضاء على أسبابه.
وأضافت «بصفتي مسلمة، تعزز هذه الأحداث قناعتي بأنه يتعين من أجل محاربة الإرهاب، الانكباب على معالجة مشاكل المجتمع التي أنتجت هؤلاء الوحوش». وأعربت الوافي عن قلقها حيال استغلال هذه الأحداث المأساوية من أجل المس بالجالية المسلمة بأوروبا. وقالت «إنني أخشى من سيادة مناخ من الخوف وعدم الثقة، وتشويه سمعة جالية مسلمة أوروبية وجزء من الشعب الفرنسي»، مبرزة أن المسلمين هم أول ضحايا إرهاب الجماعات المتطرفة.
المغرب يحبط مخططًا إرهابيًا يستهدف الدول المغاربية وأوروبا
تنظيم «جند الخلافة» بالجزائر كان يعتزم استقطاب مغاربة لتنفيذه
المغرب يحبط مخططًا إرهابيًا يستهدف الدول المغاربية وأوروبا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة