كشفت مصادر مسؤولة في الأزهر بالقاهرة، عن «اعتزام المؤسسة الدينية في مصر إطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على أحد أروقة الجامع الأزهر بوسط العاصمة القاهرة».
وقالت المصادر التي تحدثت مع «الشرق الأوسط» أمس، إن «هناك اتجاها أيضا لتخصيص جائزة باسم الملك عبد الله في إحدى المسابقات الدولية التي ينظمها الأزهر أو هيئاته كل عام، خاصة في مجال علوم القرآن الكريم».
ولفتت المصادر المسؤولة أيضا إلى أن «عددا كبيرا من علماء الدين في مصر طالبوا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بتسمية أحد الأروقة في الجامع الأزهر الشهير الذي أمر الملك الراحل بترميمه في وقت سابق، باسم الملك عبد الله.. كما طالبوا أيضا بإطلاق اسم الملك عبد الله على عدد من المعاهد الأزهرية وعلى إحدى القاعات الدراسية بإحدى الكليات داخل جامعة الأزهر العريقة»، مؤكدين أن «تكريم الملك عبد الله يعد تتويجا لمواقفه الإسلامية الكبيرة في العالم الإسلامي وفي مصر، وآخرها موقفه من الإرهاب ومحاربته لفكر التطرف الذي يعاني منه العالم العربي والإسلامي في وقتنا الحاضر».
ونعت مؤسسات الأزهر الملك عبد الله، وصاحب الدكتور الطيب شيخ الأزهر، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى المملكة العربية السعودية لتقديم واجب العزاء. وقالت المصادر إن «قيادات الأزهر حزنت كثيرا على الملك عبد الله، وإنها أكدت أن مواقف قائد العرب التاريخية لا يمكن نسيانها، وإن مساندته لمصر وشعبها في أزماتها التي مرت بها خلال السنوات القليلة الماضية لا يمكن نكرانها، وستبقى عالقة في أذهان المصريين يتوارثها جيل بعد جيل».
وأصدر الملك عبد الله في سبتمبر (أيلول) الماضي، أمرا ملكيا بقيام المملكة العربية السعودية بإعادة ترميم الجامع الأزهر. تلك المنارة العريقة التي تضيء نور الوسطية في العالم كله، والتي جاوز عمرها 1060 سنة. وقال الدكتور الطيب وقتها، إن «الملك عبد الله معلم شامخ من معالم التاريخ العربي الحديث، إضافة إلى أنه مستوعب لحجم المخاطر التي تدبر لبلاده من الداخل والخارج».
ويعد الجامع الأزهر من أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف سنة، وقد أنشئ على يد جوهر الصقلي عندما بنى القاهرة عام 970م، ويعد المسجد ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين في تونس.
ويعتبر الجامع الأزهر، بالنسبة إلى المسلمين في العالم كله صرحا دينيا مهما، ومركزا أساسيا من مراكز التعليم الديني الإسلامي، فهو المعهد الذي يتخرج فيه سنويا المئات من رجال الدين، وهو مركز العلم والعلماء، فيه درس ابن حجر العسقلاني والسيوطي والزبيدي وشلتوت وغيرهم. وفي حماه ازدهر اسم الشيخ محمد عبده.
أما بالنسبة إلى المصريين، فالجامع الأزهر مركز ثقل سياسي ووطني، فقد كان لعلمائه وطلابه دور بارز في العمل الوطني وفي مقاومته الاحتلال الأجنبي، وقالت المصادر المسؤولة في الأزهر نفسها، إن «إطلاق اسم الملك عبد الله على أحد الأروقة، لأنه كان من رجالات العرب القلائل المعدودين.. وسيظل التاريخ يذكر لجلالته مبادرته الكريمة الطيبة لترميم الجامع الأزهر، التي تمثل دعما كبيرا لمسيرته في سبيل تحقيق رسالته، بل خدمة جليلة للإسلام والمسلمين في كل مكان».
وتضيف المصادر المسؤولة، أن «من أشهر الأروقة في الجامع الأزهر والتي يمتد تاريخها إلى القرن الـ14 الهجري، رواق الصعايدة والشنوانية والفشنية والمغاربة والسفارية والبرناوية والبرابرة واليمنية والبغدادية.. وهناك أروقة مثل الحنفية والحنابلة والجوهرية والطيبرسية والأقبغاوية».
ومنحت جامعة الأزهر الدكتوراه الفخرية (العالمية الفخرية) في مجال العلوم الإنسانية للملك عبد الله، وذلك في احتفالية عالمية عقدت بقاعة مؤتمرات الأزهر بالقاهرة مطلع سبتمبر الماضي، وقد تسلمها من الدكتور أحمد الطيب نيابة عن الملك عبد الله، الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، وذلك تقديرا لجهود الملك الراحل في خدمة الإسلام والإنسانية وإسهامه البارز في قضايا الأمة الإسلامية، وحرصه على تقديم كل أوجه الدعم وإظهار سماحة الإسلام وروحه.
وسبق أن أصدر الرئيس السيسي قرارا جمهوريا بمنح الدكتوراه الفخرية (العالمية الفخرية) في مجال العلوم الإنسانية من جامعة الأزهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، لجهوده في خدمة القضايا الإسلامية والعربية.
من جهتهم، أكد علماء الدين في مصر أن «تكريم اسم الملك عبد الله في مؤسسة الأزهر لهو تكريم لكل عربي ومسلم»، قائلين إن تكريمه يأتي لمواقفه البطولية خلال الفترة الماضية التي أعقبت ثورة «30 يونيو» مع إرادة الشعب المصري، ولخدمة السلام العالمي.
في ذات السياق، وقف علماء الأزهر الذين شاركوا في مبادرة «الأزهر يجمعنا» التي أطلقها الدكتور الطيب أول من أمس، في مراكز الشباب على مستوى محافظات مصر لنبذ العنف والتطرف، دقيقة حدادا على روح فقيد الأمة الملك عبد الله، مشيرين إلى أن «الملك عبد الله كان رجلا حكيما وقائدا فذا.. استطاع أن يواجه التحديات التي واجهت الأمة العربية والإسلامية بقوة الرجال وصلابة الفرسان وحكمة العقلاء».
مصادر لـ {الشرق الأوسط}: الأزهر يعتزم إطلاق اسم الملك عبد الله على أحد أروقته
تخصيص جائزة دولية باسمه لدوره الكبير في خدمة الإسلام ومحاربة الإرهاب
مصادر لـ {الشرق الأوسط}: الأزهر يعتزم إطلاق اسم الملك عبد الله على أحد أروقته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة